
15/04/2023
موائد رمضانية
تثبيت الاخلاص
قالت السيدة الزهراء (ع) في خطبتها المشهورة:إنّ الله سبحانه وتعالى
((جعل الصيام تثبيتا للإخلاص ))
لعل كثير من العبادات من قبيل الصلاة والحج تعدُ من العبادات التي لها مظهر خارجي أي انها مرئية للناظر فيشوبها وهذه الحال عدم خلوصها من الشرك الخفي والعجُب أي انها تكون غير خالصة لله فترى الاخلاص ينعدم فيها تارة وتارة يتزلزل وتارة يضعف أذن تكون كل العبادات بحاجة الى ديمومة الاخلاص التام للمعبود الاوحد ليأتي الصوم في شهرِ رمضان مثبتاً للأخلاص وصدق النية والقربى لله تعالى لأنه يُعَدُ من العبادات الجماعية التي يتساوى في أدآئها المكلفون بها من قبل الله فيمتنعون فيها عن كل المفطرات من طعام وشراب من اجل المحبوب الاوحد ولأنك تحبه تُعرِض عما لايريده المحبوب وتحاول أن ترضيه ويكون رضاه أملا يحذو بك الى ترك كل مايغضبه عنك فالذي يطيع الله ويمتنع عن المفطرات المادية والمعنوية يكون جزاءه الله تعالى لذلك كان الصوم لله سبحانه وتعالى كما في الحديث القدسي: " الصوم لي وأنا أجزى به"
أذن أصبح للصوم ميزة أخرى غير ما عرفنا من كونه امساكاً عن المفطرات وهذه الميزة إنما جاءت مصاحبة لهذه الفريض وذلك لأن الصائم لايستطيع إظهارها والتبجح بها لأمرين , الاول لان الأعم الاغلب من الناس صائمون , والثاني لأنها عبادة غير ظاهرية فالصائم لا يمكنه ان يرائي بصومه بحدّ ذاته، إلاّ أن يتعمّد ذلك ويبادر إلى إظهاره بقوله: إنّني صائم فأن قال ذلك صار محطئا للتسآئل أنَّه قولك أنك صائم أمر لابد منه وهذا مايفترض ان تكون عليه لانه عبادة مفروضة للجميع فيكون قولك تحصيل حاصل ومستهجناً وهو من هذا الجانب أقرب إلى الإخلاص من غيره. ومن هذا المنطلق فإنّ الذي يؤدّي هذه العبادة على مدى شهر كامل سيكون عمله هذا تمريناً على الإخلاص، إذ أنّ تكرار المرء لعمل معيّن كلّ يوم طوال شهر من الزمن يجعل منه مَلَكة. ولهذا فإنّ الصيام يثبّت الإخلاص في نفس ابن آدم، وهذه الفائدة تترتّب على الصيام أكثر من ترتّبها على سائر العبادات.
ناصر الدلفي