11/07/2025
كيف يرد العراق على رسالة ترامب؟
قرأت رسالة ترامب للسوداني التي يبلغه فيها بفرض رسوم كمركية تبلغ 30% على السلع العراقية المصدرة للولايات المتحدة لتعديل الميزان التجاري بين البلدين الذي يميل للعراق الان.
من خلال ما قرأته استطيع الجزم ان هذه الرسالة كتبت وفق منطق النسخ واللصق. فمثلا يقول ترامب للسوداني ان هذه الرسوم سترفع اذا قرر العراق او الشركات العراقية بناء او تصنيع منتجات داخل الولايات المتحدة.
لا يمكن لانسان عاقل ان يصدق ان تطلب اكثر الدول الصناعية تقدما في العالم من دولة لا صناعة تذكر فيها بناء مصانع في الدولة الاولى!
على اية حال هذه الرسالة ارسلت ووصلت للعراق وعلى السوداني الان اتخاذ قرار حكيم وصحيح للرد عليها.
بحسب الممثل التجاري الامريكي فان العراق صدر سلعا للولايات المتحدة بقيمة 9 مليار و 100 مليون دولار في حين بلغت صادرات الولايات المتحدة حوالي مليار و 700 مليوم دولار.
لا يصدر العراق شيئا يذكر باستئناء النفط - والمشتقات النفطية - الذي كان قد اعفي سابقا من الرسوم ولست متأكدا ان كان سيعفى هذه المرة ام لا (على الاغلب سيعفى لان سياسة ترامب هي ابقاء اسعار النفط والمحروقات منخفضة).
اذا كان النفط معفى فان العراق لا يحتاج عمليا ان يفعل اي شيء.
واذا لم يستثى النفط فعلى الحكومة ان تفكر جليا في خفض الرسوم الكمركية عن السلع الامريكية او انهائها اذا كان هذا ممكنا.
بحسب ما اعلن في رسوم ترامب فيما سمي بيوم التحرير فان العراق يفرض رسوما على السلع الامريكية تبلغ 78%.
هذه السلع تتصدرها السيارات.
ما يمكن ان يفعله العراق الان هو ان يتصل وزير الخارجية العراقي بوزير الخزانة الامريكي ويبلغه بان العراق يطلب مهلة لتأجيل موعد فرض الرسوم الامريكية لكي تتم مفاوضات بين البلدين للوصول الى اتفاق تبادل تجاري بينهما.
ورغم ان ما سأقوله الان قد يبدو مضحكا, فان العراق يمكن ان يستغل ما ورد في رسالة ترامب ويرسل وفد صناعي كبير - يشمل كل شيء يصنعه العراق - لدراسة انشاء مصانع عراقية في الولايات المتحدة كما طلب ترامب!
في غضون ذلك يمكن للسيد رئيس الجمهورية ان يحلل خبزته ويعلن في موقع اكس انه رشح الرئيس ترامب لجائزة نوبل للسلام لدوره في رعاية اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو ورواندا الذي وقع في البيت الابيض مؤخراً.
✍️. رياض محمد.