15/08/2025
لقاء ألاسكا بين #ترمب و #بوتين
الدلالات السياسية والسلام المرتقب....
لم تذهب روسيا إلى هذا اللقاء إلا بعد أن واجهت لغة التهديد التي أطلقها ترمب، المعروف بخطابه المتشدد، ونهجه القائم على صناعة السلام بالقوة.
قبل أكثر من أسبوع، صعّد ترمب لهجته ملوّحاً بنشر قنابل نووية في بريطانيا، في خطوة عكست توجهاً نحو رفع سقف الاستراتيجية النووية في الصراع القائم بين روسيا وأوكرانيا، ورسالة واضحة لتعزيز الردع في مواجهة التحديات الأمنية مع موسكو.
اختيار ولاية ألاسكا مكاناً للقاء ليس أمراً عابراً، فهي قريبة من المجال الجوي الروسي عبر القطب الشمالي، ما يجعل التهديد يحمل بعد جغرافي مباشر، ويذكّر بموقع الاشتباك المحتمل إذا فشل اللقاء وتحول الصراع إلى مواجهة مفتوحة.
استقبال بوتين، حمل بدوره رسائل قوة، إذ حلّقت القاذفة الشبحية على ارتفاع منخفض فوق رأس بوتين، ترافقها المقاتلتان الأمريكية، فيما اصطفّت الطائرات العسكرية على المدرج في عرض قوة محسوب بعناية، هذه الخطوة لم تكن مجرد استعراض عسكري، بل رسالة استراتيجية مركّبة مفادها التأكيد على التفوق الجوي الأمريكي وأن خيار القوة العسكرية حاضر في حال فشلت المباحثات.
بوتين يبدو ضعيفاً، خصوصاً هو الذي تعثّر في الشرق الأوسط، وتراجع نفوذه في غرب آسيا خاصة في سوريا، وإيران اليوم لا تثق بروسيا كما في السابق، وفشل على مدى أكثر من ثلاث سنوات في حسم الحرب الأوكرانية، بذلك دخل اللقاء في موقع ضعف أمام ترمب، هذا الواقع يزيد من احتمال موافقته على الشروط الأمريكية، ما قد يتيح لترامب لعب دور صانع السلام.
ذكرني المشهد الأوكراني وما نتج عنه اليوم في ألاسكا، بما فعلته الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جيمي كارتر خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979، حين دعمت المقاتلين الأفغان بالسلاح، وأسهمت في نشوء تنظيم القاعدة، وانتهى الأمر بهزيمة القوات السوفيتية بقيادة ميخائيل غورباتشوف، ومن ثمّ انهيار الاتحاد السوفيتي.
من يريد قراءة الواقع السياسي عليه ان يفهم أحداث التاريخ، فالقوة الأمريكية لطالما اعتمدت على دعم خصوم موسكو حتى إنهاكها.
اليوم يبدو أن المشهد الأوكراني يحمل الكثير من ملامح المشهد الأفغاني، وإن اختلف الزمان والمكان، وبوتين اليوم خسر كل شي كما خسر ميخائيل غورباتشوف الإتحاد السوفيتي.