25/11/2024
وسائل التواصل الاجتماعي: بوابة للتواصل أم مدخل للإرهاق النفسي؟
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية حيث باتت المنصات الرقمية مساحة أساسية للتواصل ومشاركة الأفكار والمشاعر والتفاعل مع الآخرين. ومع ذلك فإن الاستخدام المكثف لهذه الوسائل يثير العديد من التساؤلات حول آثارها النفسية خاصة في ظل تحولها إلى روتين يومي يستهلك ساعات طويلة من حياة الأفراد. يعتقد خبراء أن هذه المنصات توفر بيئة خصبة للمقارنات الاجتماعية غير الصحية حيث يعرض العديد من المستخدمين جوانبهم المثالية فقط مما يجعل المتابعين يشعرون بالنقص والإحباط نتيجة الفجوة بين ما يرونه وما يعيشونه في الواقع.
إضافة إلى ذلك فإن التفاعلات الافتراضية التي تبدو أحيانا سطحية أو مدفوعة بعدد الإعجابات والتعليقات قد تساهم في شعور الأفراد بالعزلة بدلا من تعزيز الروابط الاجتماعية كما كان مأمولا منها. وتشير الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل مرتبط بزيادة معدلات التوتر والقلق والاكتئاب خاصة بين فئة الشباب. في المقابل يرى البعض أن وسائل التواصل الاجتماعي قد تكون وسيلة إيجابية عندما تُستخدم بحكمة حيث تمكن الأفراد من بناء شبكات دعم نفسي ومشاركة قصصهم مع آخرين يعانون من تحديات مماثلة.
ومع ذلك فإن خطورة الإدمان على هذه المنصات تبرز مع اضطراب نمط النوم وتأثيره على التركيز والإنتاجية حيث يجد الكثيرون أنفسهم عالقين في دوامة التمرير اللانهائي والتفاعل دون وعي. لذا فإن التحدي الأكبر يكمن في تحقيق توازن بين استخدام هذه الوسائل كأداة للتواصل والاستفادة منها دون الوقوع في فخ التبعية النفسية. وبينما تُبرز وسائل التواصل إمكاناتها في تقريب المسافات تظل الحاجة ملحة لوضع حدود شخصية وإعادة النظر في كيفية استثمار الوقت على هذه المنصات لضمان الصحة النفسية والرفاهية.
عباس السوداني رئيس وكالة الراصد الإعلامية