
09/08/2025
آخر مقابلة لماريو فارغاس يوسا:
أتمنى الموت وأنا أكتب ليكون أشبه بحادثة
ترجمة: لؤي مثنى بكتاش
باب حوارات/ العدد الثاني 2025
توفي الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا يوم الأحد الثالث عشر من نيسان/ أبريل الماضي في ليما عن عمر يناهز 89 عامًا. وهنا تضع )المأمون( المقابلة الأخيرة التي أجرتها بي بي سي موندو مع الفائز بجائزة نوبل للآداب التي نشُرت في أيار/ مايو 2019:
علـــى مكتبـــه، حيـــث كان يجلـــس كل يـــوم مـــن الســـاعة العاشـــرة صباحًـــا حتـــى الثانيـــة ظهـــرًا للعمـــل، كانـــت توجـــد النســـخة الأخيـــرة مـــن الملحـــق الأدبـــي لصحيفـــة «التايمـــز ،»وتمثـــال نصفـــي لبلـــزاك، ونســـخة مـــن مقالتـــه الصحفيـــة الأخيـــرة، بالإضافـــة إلـــى كتـــاب عـــن الكونغـــو، البلـــد الـــذي تـــدزر فيـــه معظـــم أحـــداث روايتـــه الأخيـــرة (الحلـــم الســـلتي).المنـزل المكـون مـن طابقيـن، الـذي يقيـم فيـه يوســـا فـــي أثنـــاء وجـــوده فـــي مدريـــد، هـــادئ ومحـاط بالخضـرة. وتحـت المنـزل يمـر نهـر جوفـي، ممـا يخفـض مـن درجـة الحـرارة فـي صيـــف مدريـــد القاســـي إلـــى مـــا دون المعـــدل الطبيعـي. الجـدران، بالطبـع، مليئـة بالمكتبـات التـي تحتـوي علـى كتـب أدبيـة، ولكـن أيضًـا فـــي ميكانيـــكا الكـــم، والديناميـــكا الكهربائيـــة ،وفـــن بيكاســـو، وتاريـــخ مصـــر القديمـــة...إنـــه موضـــوع جيـــد للحـــوار، ماريـــوفارغـــاس يوســـا، هـــو آخـــر حائـــزي جائـــزة نوبـــل فـــي الأدب مـــن أمريـــكا اللاتينيـــة، وهـــو آخـر مـن بقـي مـن الجيـل الكبيـر الـذي يمتـد – بطريقـــة مـــا – مـــن بورخيـــس وكاربنتييـــه وأونيتـــي إليـــه، مـــرورًا بأوكتافيـــو بـــاث ،وخـــوان رولفـــو، وغييرمـــو كابريـــرا إنفانتـــي ،وغابرييـــل غارســـيا ماركيـــز، أو خوليـــو كورتـــازار. إنـــه جيـــل غيـّــر الأدب ليـــس فقـــط فـــي أمريـــكا اللاتينيـــة، بـــل فـــي جميـــع أنحـــاء العالـــم.
*أنـت واحـد مـن تلـك الحـالات الاسـتثنائية للكتـــاب الذيـــن يواصلـــون الكتابـــة والنشـــر حتـــى ســـن 83 عامًـــا. إذا تذكرنـــا تولســـتوي أو سـول بيلـو أو فيسـلاوا شيمبورسـكا، كيـف يمكـن الحفـاظ علـى هـذه القـدرة علـى العطـاء فـــي هـــذا العمـــر المتقـــدم؟ هـــل هـــي مســـألة انضبـــاط، أم أن الجينـــات تـــؤدي وظيفتهـــا؟_ أعتقـــد أنهـــا مســـألة انضبـــاط، أنـــا أعمـــل بطريقـــة منهجيـــة إلـــى حـــد مـــا، وأنـــا مرتـــب للغايـــة فـــي عملـــي، ولكـــن ليـــس فـــي بقيـــة الأمـور. أعمـل سـبعة أيـام فـي الأسـبوع ،21 شـــهرًا فـــي الســـنة. ولا أعـــدّ الكتابـــة وظيفـــة .الكتابـة بالنسـبة لـي هـي متعـة حقيقيـة، حتـى لـــو كلفتنـــي كثيـــرا مـــن الجهـــد، ومـــررت بأوقـات صعبـة جـداً. أعتقـد أنّ حياتـي منظمـة حـــول عملـــي الـــذي لا يتســـم بالإفـــراط، لقـــد توقفـت عـن التدخيـن منـذ سـنوات عديـدة، ولـم أشـــرب الخمـــر قـــط، وأشـــرب النبيـــذ فقـــط مـــعالوجبـــات مـــن حيـــن لآخـــر. متعتـــي الكبـــرىهـي القـراءة، وعملـي الخـاص. وربمـا يعنـي ذلـــك أن حياتـــي لـــم تكـــن ممتعـــة كمـــا يحـــدث مـــع كثيـــر مـــن النـــاس الآخريـــن. علـــى الرغـــم مـــن أننـــي لســـت مهووسًـــا بالعنايـــة بنفســـي فـــي أثنـــاء الأكل أو النـــوم، إلا أننـــي أمـــارس الرياضـــة لمـــدة ســـاعة كل يـــوم قبـــل أن أبـــدأ عملـــي. ربمـــا كان هـــذا الانضبـــاط، هـــذا التنظيـــم الـــذي كان دائمًـــا جـــزءًا مـــن حياتـــي ،هـــو مـــا أبقانـــي علـــى قيـــد الحيـــاة حتـــى الآن.
بقية الموضوع في النسخة الورقية