22/08/2024
اخر ما كتبت فرانس برس بخصوص جدري القردة للفائدة... التقرير ادناه.
صعوبات في تقييم مخاطر إمبوكس
باريس (فرنسا)
- 22 أغسطس 2024 15:27
- AFP(جولي باسوريل, جوليان دوري)
/ زاوية
في وقت تتفاقم المخاوف العالمية حيال جدري القردة (إمبوكس)، لا تتوافر إجابات واضحة وبسيطة لأسئلة يفترض بأنها مباشرة مثل مخاطره والفرق بين سلالاته.
أعلنت منظمة الصحة العالمية في تموز/يوليو هذا المرض "طارئة صحية عامة تسبب قلقا دوليا" (PHEIC) على خلفية انتشار إمبوكس الذي ظهر للمرة الأولى في أوساط البشر قرابة العام 1970 في جمهورية الكونغو الديموقراطية.
وعلى مدى عقود، اقتصر انتشار المرض على مجموعة صغيرة من البلدان الإفريقية وبلغ معدّل الوفيات الناجمة عنه 1 إلى 10 في المئة من المصابين.
ازدادت هذه الضبابية في العام 2022 عندما انتشر إمبوكس في أجزاء أخرى من العالم خصوصا في البلدان الغربية.
وبلغت نسبة الوفيات في أوساط الحالات المكتشفة في هذه الدول التي تأثرت حينها، حوالى 0,2 في المئة.
ويرجّح أن هذه الاختلافات ناجمة عن عدة سلالات.
وتعد فرص مصاب يقيم في الولايات المتحدة أو أوروبا في تلقي علاج طبي سريع ومناسب أكبر بكثير من المصابين في معظم البلدان الإفريقية.
وأفاد عالم الفيروسات المتخصص بالمرض أنطوان غيسان بأن الخطر الذي يشكّله إمبوكس "يعتمد بشدّة على نوعية الرعاية الأساسية".
وبالتالي، يرجح كثيرا أن يكون معدل الوفاة الذي يتم قياسه في التفشي الحالي (حوالى 3,6%) أقل بكثير لو لم يكن مقتصرا إلى حد كبير على جمهورية الكونغو الديموقراطية.
- سوء تغذية في أوساط الأطفال -
وتشمل العوامل الأخرى التي تؤثر على معدل الوفيات تلك التي تجعل مرضى معيّنين أكثر عرضة للخطر من غيرهم.
وكانت معظم الوفيات التي سجّلت في جمهورية الكونغو الديموقراطية (أكثر من 500 من بين ما يتجاوز 15 ألف إصابة بإمبوكس) في أوساط الأطفال الذين يعاني معظمهم من سوء التغذية في البلاد.
في المقابل، خلال فترة انتشار المرض في جمهورية الكونغو الديموقراطية (2022-23)، كان العدد القليل من الناس الذين توفوا (حوالى 200 من بين 100 ألف حالة) بمعظمهم من البالغين الذين يعانون من ضعف في المناعة ناجم عن إصابتهم بفيروس الإيدز.
ويمكن أيضا تفسير التباين في حالات الوفاة بطريقة انتشار المرض.
وفي العامين 2022-23، انتقل المرض في غالب الأحيان بين الرجال المثليين أو وازدواجيي التوجّه الجنسي.
ويزيد عامل آخر هو السلالة التي ينتمي إليها تفشي إمبوكس، من تعقيد المسألة.
يحاول العلماء جاهدين تحديد الفروقات بين السلالات في ما يتعلّق بالمخاطر الصحية وانتقال العدوى.
- مقارنات صعبة -
تسببت السلالة 2 بتفشي إمبوكس في 2022-23 والتي كانت منتشرة خصوصا في غرب إفريقيا ورصدت أيضا في جنوب إفريقيا.
لكن التفشي الحالي المميت في جمهورية الكونغو الديموقراطية ناجم عن السلالة 1 من الفيروس والمنتشرة خصوصا في مناطق القارة الوسطى.
لكن تفشيا ثانيا للمرض يصيب البالغين خصوصا في البلد نفسه مرتبط بالمتحورة 1بي المشتقة من السلالة 1 والتي لم تظهر إلا مؤخرا.
دفع الإرباك في وسائل الإعلام بعض المنصات الإعلامية لوصف المتحورة 1بي بأنها أكثر خطورة من سلالات إمبوكس السابقة.
وقالت عالمة الفيروسات الهولندية ماريون كوبمانز لـ"مركز الإعلام العلمي" في المملكة المتحدة إن "هناك مزاعم كبيرة في وسائل الإعلام بشأن شدّة وسرعة انتقال العدوى بالسلالة الفرعية الجديدة 1بي من دون توافر أدلة كثيرة على ذلك".
وأضافت "ما نعرفه هو أن السلالة 1 مرتبطة بالإصابة بمرض أكثر حدّة من السلالة 2".
لكن الباحثين يدعون إلى توخي الحذر قبل التوصل إلى استنتاجات، حتى مع الأرقام التي تبدو واضحة.
وتزداد الحاجة لتحديد الحقائق المرتبطة بمتحورات إمبوكس بشكل أكثر إلحاحا مع رصد السلالة 1 في السويد في منتصف تموز/يوليو، للمرة الأولى خارج إفريقيا.
وقال غيسان "من الصعب جدا المقارنة" بين السلالات المختلفة "نظرا إلى أن السياق ونوعية الفئة السكانية المعرّضة للخطر هما أمران غاية في الأهمية".
وتساءل "كيف يمكنك المقارنة بين أطفال يعانون من سوء التغذية وبالغين مصابين بفيروس الإيدز؟".