08/10/2025
ما يعجبني في المسيحية انها عميقة ، وتحتوي على رموز غير قابلة على أن تطفوا في السطحية اطلاقا ؛ ومن ضمن الأمثلة الرائعة على كلامي هي الولادة الجديدة التي يذكرها السيد المسيح ، انها ليست ولادة مرئية جسدية ، وإنما هي ولادة روحية تختزل فيها المخاض والآلام السنين التي كان فيها الفرد واقعا في الشر، ويتغير عن طريق تلك الولادة إلى انسان جديد صالح ، لا يمكن أن تشعر بتلك الولادة الا عن طريق " الآلام " وهذا ما لا تحبه البشرية وتنفر منه .
تلخص الولادة الروحية المبدأ الذي جاء به المسيح ، فيذكر السنبلة التي لا تعطي ثمرتها الا عند موتها وهنا تكمل وتنجح في اختبار الحياة فبذارها الصالحة ستعطي الحياة للبشرية، فالذي يتواضع ويعطي ثمارا كتلك السنبلة ينحني بتواضع بسبب ثقل تلك الحبوب في سيقانها وهنا يرمز إلى ثقل الصليب الذي سيحمله قبل موته ، فلا وجود للقيامة إلا عند العذاب والموت ، وهذا ما يجعل المسيحية فريدة من نوعها لأنها تتخصص في تغير الدواخل والروحانيات .
فالولادة الروحية هي ثقل الحياة ومخاض والم لا ينجح احد في اجتيازها الا الذي ينسكر شيئآ في داخله ، ويتجدد نحو الأفضل ، وهي صليب وضعته لنا الحياة على مقاس قدراتنا لكي يقدر الفرد العبور إلى حالة افضل مما كان عليه قبل تلك الولادة .
انها كدواء طعمه مر ولكنه سيشفيك عند شربه ولن تعود كما كنت قبل شربه بل افضل حالا لأنك اختبرت شقاء الحياة ومرارة الألم.