مجموعة ادارة اﻻزمة وقيادة الصراع في العراق

  • Home
  • Iraq
  • Baghdad
  • مجموعة ادارة اﻻزمة وقيادة الصراع في العراق

مجموعة ادارة اﻻزمة وقيادة الصراع في العراق مجموعة دراسات سياسية استراتيجية استشرافية تختص بادارة الازمة وقيادة الصراع في العراق بحثا ودراسة وتحليلا ومشورة

نيجيرفان بارزاني المخطط الاستراتيجي عراقياً وكوردياًبقلم: طالب كاظم سعداوي::::::في المشهد السياسي العراقي ، قلّما يظهر ق...
20/07/2025

نيجيرفان بارزاني المخطط الاستراتيجي عراقياً وكوردياً
بقلم:
طالب كاظم سعداوي
:::
:::
في المشهد السياسي العراقي ، قلّما يظهر قائد يتمتع بالهدوء والرؤية طويلة المدى. نيجيرفان بارزاني لم يفرض نفسه من خلال الخطاب العالي أو المغامرات السياسية، بل بنى موقعه عبر تراكم متوازن بين الواقعية الكوردية والبراغماتية العراقية. لم يقدم نفسه زعيماً محلياً يسعى لعزل الإقليم، بل قائد دولة يعمل على إعادة تعريف العلاقة بين كردستان والعراق بما يضمن الاستقرار والتنمية للطرفين.
منذ تسلمه أدواراً تنفيذية، حتى رئاسة الاقليم، اختار نيجيرفان بارزاني أن لا تكون بغداد خصماً لأربيل. ورسم لنفسه خطاً وسطاً، لا يفرّط بحقوق الكورد، ولا ينجرف خلف الدعوات المتسرعة. يدرك أن مشروع كردستان لا يمكن أن ينجح في عزلة عن العراق، تماماً كما أن مشروع الدولة العراقية لا يستقيم بدون الإقليم.
منهج بارزاني قائم على بناء التوازن، لا على إعلان المواقف. حين يتحدث عن الدستور، لا يستخدمه كشعار، بل كأرضية تفاهم. ينتقد تقصير بغداد دون أن يقطع الحوار، ويطالب بحقوق الإقليم دون أن يضعها على طاولة المقايضة. موقفه الدائم أن الفيدرالية ليست تنازلاً، بل صيغة حضارية لتنظيم العلاقة بين المكونات، وأن عدم احترامها يشكل خطراً على الكيان العراقي ككل، لا على الكورد وحدهم.
فهو عراقي كوردي في وقت واحد .
لقد نجح بارزاني في تقديم الإقليم كجزء من الحل، لا كمصدر للأزمات. عزز صورة كردستان كمنطقة مستقرة سياسياً وأمنياً، منفتحة اقتصادياً، ملتزمة بالتعدد والتعايش. هذا النموذج، برغم التحديات، جعله مرجعاً داخلياً وخارجياً في الملفات الحساسة. لا يطلق الوعود الكبيرة، لكنه يراكم الإنجازات الصغيرة. لا يواجه بغداد بالصوت العالي، بل بالموقف الثابت واللغة المحسوبة.
الملفت في مسيرته أنه لم يعزل الهوية الكوردية عن الهوية العراقية، بل قدّم تصوراً متكاملاً لهوية مزدوجة: كوردية في الانتماء، عراقية في المشروع. هذه المعادلة الصعبة في بلد مليء بالهويات الفرعية، تتطلب قيادة تمتلك من الصبر والخبرة والهدوء أكثر مما تمتلك من الحماسة والخطابة. نيجيرفان بارزاني يتقن هذا النوع من القيادة.
لم يكن اللاعب الوحيد في الساحة، لكنه كان الأوضح في موقعه. اذ عمل على بناء قنوات خلفية للحوار، وترميم العلاقات مع بغداد، والانفتاح على الجوار العربي والإقليمي. وهو لا يسعى إلى التصعيد، بل إلى استثمار التهدئة. لا يراهن على الأزمات، بل على فرص الاستقرار.
السياسة عند نيجيرفان بارزاني ليست مجالاً للمواقف المجانية، بل أداة لصنع توازنات واقعية تحفظ الحقوق وتدفع نحو الشراكة. لم يدّعِ امتلاك حلول سحرية، لكنه يراهن على الوقت والتراكم والبراغماتية. في بيئة مضطربة، قد تبدو هذه المقاربة بطيئة، لكنها الأكثر استدامة. لهذا، يبقى رقماً صعباً في المعادلة السياسية، ليس لأنه يفرض نفسه، بل لأنه يعرف متى وأين وكيف يتحرك.
القيادة الحقيقية لا تقاس بشدة التصريحات، بل بقدرة القائد على الحفاظ على وحدة المسار رغم تباين الاتجاهات. نيجيرفان بارزاني فهم العراق بكل اوضاعه، ورفض أن يكون طرفاً في معادلة صفرية بين المركز والإقليم. صنع من نفسه جسراً، لا سداً. وهذه ميزة لا يمكن تجاهلها في زمن السياسات المتقلبة.

الرؤية العراقية قبل الرؤية الكوردية في فكر نيجيرفان بارزاني السياسيقاسم  محسن شفيق الخزعليمقدمة:يقدم فكر نيجيرفان بارزان...
20/07/2025

الرؤية العراقية قبل الرؤية الكوردية في فكر نيجيرفان بارزاني السياسي
قاسم محسن شفيق الخزعلي
مقدمة:
يقدم فكر نيجيرفان بارزاني السياسي مقاربة تستحق التحليل العميق، حيث يبدو أن رؤيته للعراق كدولة موحدة ومستقرة تسبق، أو على الأقل تتكامل بشكل وثيق، مع رؤيته لإقليم كردستان كجزء لا يتجزأ من هذا الكيان الأكبر.
يُعد نيجيرفان بارزاني من أبرز السياسيين الكورد الذين يتبنون خطاباً سياسياً يركز على الوحدة العراقية والتكامل الوطني. ففي العديد من المناسبات، شدد بارزاني على أن “الوطن يجب أن يكون هو الجامع لنا كلنا”، مؤكداً أن هذه الرؤية هي الأساس لاستقرار الإدارة والحوكمة في العراق. هذا التوجه ليس مجرد شعار سياسي، بل هو انعكاس لإيمان عميق بأن مستقبل إقليم كردستان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستقبل العراق ككل. فبدلاً من التركيز على الانفصال أو التمايز، يتبنى بارزاني مقاربة تقوم على الشراكة والتعاون بين جميع المكونات العراقية.
تتجلى هذه الرؤية في دعوته المتكررة إلى “صياغة رؤية عراقية مشتركة لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين”. هذه الدعوة لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تمتد لتشمل الجوانب السياسية والاجتماعية. فبارزاني يرى أن المشاكل التي يواجهها العراق، سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو سياسية، لا يمكن حلها إلا من خلال تضافر الجهود وتوحيد الرؤى بين بغداد وأربيل، وبين جميع الأطراف السياسية في البلاد. وفي هذا السياق، أكد أن “العراقيين لن يقبلوا بعد الآن بشعارات بلا مضمون”، مما يعكس إدراكه لحاجة الشعب العراقي إلى حلول عملية وملموسة لمشاكله.
إن التزام بارزاني بالوحدة العراقية لا يعني التخلي عن الحقوق الدستورية لإقليم كردستان، بل يرى أن هذه الحقوق يجب أن تُمارس ضمن إطار العراق الموحد. فالفيدرالية، في نظره، هي “الضامن الحقيقي لحقوق جميع مكونات العراق بدون تمييز”. ومع ذلك، فهو لا يغفل عن التحديات التي تواجه تطبيق الفيدرالية في العراق، حيث صرح بأن “العراق فيدرالي اسماً وليس مضموناً”، وأن “عدم تطبيق الفيدرالية هو مصدر مشاكل العراق”. هذا النقد البناء يعكس رغبته في تصحيح المسار وضمان التطبيق الكامل للدستور، الذي يراه الحل الأمثل لمعظم المشاكل والتوترات في البلاد.
كما يولي بارزاني أهمية قصوى للحوار بين بغداد وأربيل، معتبراً إياه السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة. فزياراته المتكررة إلى بغداد، ولقاءاته مع المسؤولين العراقيين، تؤكد حرصه على تعزيز العلاقات وتجاوز الخلافات. وقد وصف العلاقة مع بغداد بأنها “جيدة جداً”، مشيداً بجهود رئيس الوزراء العراقي في حلحلة المشاكل. هذا التوجه البراغماتي يعكس قدرته على التعامل مع التحديات السياسية بحكمة ودبلوماسية، ووضع المصلحة الوطنية العليا فوق أي اعتبارات أخرى.
وفي إطار رؤيته الإقليمية، يرى بارزاني أن “تقدم إقليم كردستان يمثل قوة كبيرة للعراق”، وأن الإقليم “عامل استقرار في المنطقة ويمد يد العون لجميع الأطراف”. هذا التصور يعكس دور إقليم كردستان كشريك فاعل في بناء عراق مستقر ومزدهر، وليس ككيان يسعى للانفصال. فالتكامل الاقتصادي والأمني بين الإقليم وبغداد هو مفتاح التنمية الحقيقية للعراق، وهو ما يؤكده بارزاني في خطابه السياسي.
ولا يمكن فهم فكر نيجيرفان بارزاني السياسي دون التطرق إلى كيفية تعامله مع الهوية الكوردية ضمن إطار رؤيته العراقية الشاملة. فبارزاني، كقائد كوردي بارز، يدرك تماماً أهمية الحفاظ على الهوية الثقافية والقومية للشعب الكوردي، لكنه يرى أن هذه الهوية لا تتعارض مع الانتماء الوطني العراقي، بل يمكن أن تتكامل معه لتشكل نسيجاً وطنياً غنياً ومتنوعاً.
يؤكد بارزاني على أهمية “حماية الهوية الوطنية والتعددية الثقافية والدينية” في العراق. هذا التأكيد يعكس إيمانه بأن قوة العراق تكمن في تنوعه، وأن الحفاظ على خصوصية كل مكون من مكوناته، بما في ذلك المكون الكوردي، هو عامل قوة وليس ضعفاً. فالهوية الكوردية، في نظره، ليست هوية انعزالية، بل هي جزء لا يتجزأ من الفسيفساء العراقية الأكبر.
وفي هذا السياق، يرى بارزاني نفسه كـ “زعيم كردي لا يرى نفسه منفصلاً عن بغداد، بل يعتبر نفسه شريكاً في صنع القرار من أجل مصلحة العراق”. هذه المقولة تلخص جوهر فكره السياسي، حيث يرفض الانفصالية ويدعو إلى الشراكة الحقيقية في بناء الدولة. فالمصلحة الكوردية، من وجهة نظره، تتحقق بشكل أفضل ضمن عراق مستقر ومزدهر، حيث يتمتع الكورد بحقوقهم الدستورية ويشاركون بفاعلية في العملية السياسية.
إن التزامه بـ “بناء مجتمع يعمه التعايش السلمي بين كافة أديان وقوميات الإقليم” هو دليل آخر على هذه الرؤية التكاملية. فإقليم كردستان، تحت قيادته، أصبح نموذجاً للتعايش والتسامح، حيث تتعايش مختلف الأديان والقوميات بسلام. هذا النموذج، الذي بناه بارزاني بجهود حثيثة، يمكن أن يكون مثالاً يحتذى به للعراق ككل، بل وللمنطقة بأسرها. فالحفاظ على التنوع وتوطيد التعايش السلمي هو ركيزة أساسية في فكره السياسي، وهو ما يسعى إلى تعميمه على المستوى الوطني.
وفيما يتعلق بالقضية الكوردية بشكل عام، يرى بارزاني أنها “لا ينبغي أن تُحل بإراقة الدماء”، بل من خلال الحوار والتفاهم. هذا الموقف يعكس نهجه السلمي والدبلوماسي في التعامل مع القضايا الشائكة، ويسعى إلى إيجاد حلول مستدامة تضمن حقوق الكورد دون المساس بوحدة العراق واستقراره. فالحوار، في نظره، هو الأداة الفعالة لتحقيق المطالب المشروعة وتجاوز الخلافات، وهو ما يطبقه في علاقاته مع بغداد ومع الأطراف الإقليمية والدولية.
وبالتالي، فإن الهوية الكوردية في فكر نيجيرفان بارزاني ليست هوية متناقضة مع الهوية العراقية، بل هي هوية متكاملة تسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية من خلال التنوع. إنه يرى أن قوة العراق تكمن في قدرته على احتضان جميع مكوناته، وأن إقليم كردستان يمكن أن يلعب دوراً محورياً في بناء عراق قوي ومستقر، يحقق تطلعات جميع أبنائه، كورد وعرب وتركمان وغيرهم.
في الختام، يتضح أن فكر نيجيرفان بارزاني السياسي يتميز بواقعية عالية ورؤية استراتيجية تضع مصلحة العراق ككل في المقام الأول، دون التخلي عن حقوق ومطالب الشعب الكوردي. إن مقاربته التي تركز على الوحدة الوطنية، والتعايش السلمي، وتطبيق الدستور، والحوار المستمر، تمثل نموذجاً للقيادة التي تسعى إلى بناء دولة قوية ومستقرة في منطقة مضطربة.
لقد أثبت بارزاني، من خلال مسيرته السياسية الطويلة ومواقفه المتوازنة، أنه ليس مجرد زعيم إقليمي، بل هو رجل دولة يمتلك القدرة على تجاوز الانقسامات الضيقة والعمل من أجل مصلحة وطنية أوسع. إن رؤيته للعراق ككيان موحد ومتكامل، حيث تتفاعل الهويات الفرعية وتتكامل بدلاً من أن تتصارع، هي رؤية ضرورية لمستقبل العراق والمنطقة.
إن التحديات التي تواجه العراق كبيرة ومتعددة، ولكن القيادات التي تتبنى رؤية شاملة وواقعية، مثل نيجيرفان بارزاني، يمكن أن تلعب دوراً حاسماً في تجاوز هذه التحديات وبناء مستقبل أفضل لجميع العراقيين.
ان الرؤية العراقية في فكر نيجيرفان بارزاني لا تسبق الرؤية الكوردية فحسب، بل تحتضنها وتمنحها إطاراً أوسع للنمو والازدهار ضمن دولة موحدة ومستقرة.

توظيف نيجيرفان بارزاني للعلاقات العامة في بناء الصورة الذهنية لكوردستان لدى المتلقي العراقي والعربي والإقليمي والدوليدرا...
10/07/2025

توظيف نيجيرفان بارزاني للعلاقات العامة في بناء الصورة الذهنية لكوردستان لدى المتلقي العراقي والعربي والإقليمي والدولي

دراسة تحليلية في رئاسته لحكومة الإقليم بوصفها منظومة اتصال سياسي

ا م د .هوشيار مظفر علي امين

::::
::::
في عالم يتغيّر بوتيرة متسارعة، لم تعد الدول تُقاس فقط بمواردها أو حدودها، بل بقدرتها على صناعة صورتها وإقناع العالم بها.
وفي حالة الكيانات غير المستقلة بالكامل أو التي لم تحظَ باعتراف دولي شامل، تصبح العلاقات العامة أداة سيادية، وجهازاً سياسياً موازياً.
إقليم كوردستان العراق مثال دقيق على ذلك.
لكن المثال لا يكتمل إلا بفهم الدور الذي لعبه أحد أبرز صانعي الصورة الكوردية الحديثة: نيجيرفان بارزاني.
عملي هاهنا سيحلل، من منظور علاقات عامة استراتيجية، كيف وظّف نيجيرفان بارزاني أدوات التواصل السياسي والمؤسسي لتثبيت صورة ذهنية للإقليم لدى جمهور متنوع: الكورد، العراقيين، العرب، الإقليميين، والمجتمع الدولي.
فالعلاقات العامة ليست مجرد ترويج، بل فن إدارة الانطباعات الجماهيرية، وصناعة السمعة المؤسسية، وتعزيز شرعية المؤسسات.
في السياقات الانتقالية والكيانات غير المكتملة السيادة، تأخذ العلاقات العامة بعداً سيادياً، حيث تصبح أداة لتثبيت الهوية السياسية، وكسب الدعم، وتوجيه الخطاب العام.
تُبنى الصورة الذهنية بناءً على:
• الرسائل الرسمية وشخصيات القادة
• الظهور الإعلامي
• إدارة الأزمات
• السلوك الاتصالي للمؤسسات
• ردود الأفعال على القضايا الساخنة
واذا كان ذلك كذلك فمنذ بدايات ظهوره السياسي، تبنّى نيجيرفان بارزاني أسلوباً خاصا به باستراتيجية تقديم صورة الكورد للراي العام.
كان أقل خطابية، وأكثر عقلانية.
ابتعد عن اللغة الاندفاعية عندما يكون الموقف يتطلب تهدئة، واستخدمها عندما كان السياق بحاجة لتثبيت الرمزية.
لم يكن ظهوره صدفة، بل محسوباً، متناغماً مع رسائل مؤسسات الإقليم، ومستجيباً للسياق السياسي في بغداد أو العواصم الإقليمية.
وله استنادا لذلك حضور متعدّد الطبقات:
• في الإعلام الكوردي: يُقدّم بوصفه رجل الدولة القريب، المتزن، غير التصادمي
• في الإعلام العراقي: يُظهر كقائد واقعي يوازن بين الدستور والحقوق
• في الإعلام العربي: يُستقبل بوصفه شخصية عراقية/كوردية،معتدلة، حريصة على استقرار العراق وكوردستان والمنطقة
• في الإعلام الدولي: يُعرض كوجه كوردستان الحديث، المتعاون مع القيم الديمقراطية والاقتصاد الحر
ومن ثم يثور السؤال: كيف وظّف نيجيرفان بارزاني العلاقات العامة؟
والجواب انه فعلها باستراتيجيته الخاصة وتوقيعه الاجتهادي ب:كل من الاليات التالية:
ا.تكامل القيادة والشخصية مع جهاز العلاقات العامة
خلال رئاسته لحكومة الإقليم في دوراتها المتعددة، ومناصبه الاخرى وموقعه الحزبي ،أسس نيجيرفان بارزاني شبكة علاقات عامة تمتد من رئاسة الحكومة إلى مكاتب الوزارات إلى التمثيل الخارجي.
ووضع قواعد اتصال مؤسسية تعتمد على:
• توحيد الخطاب الرسمي
• تدريب الناطقين الرسميين
• صياغة الرسائل وفق فئات الجمهور (عراقي – كوردي-عربي – دولي)
• توزيع الأدوار الاتصالية: بعض الوزراء يظهرون تقنياً، والبعض الآخر إعلامياً، وهو يقدّم نفسه بوصفه الجسر
ب.هندسة الصورة الذهنية للقائد في إدارة الأزمات
في كل أزمة، لم يكن الخطاب الكوردي يخرج عشوائياً.
فعند الخلافات مع بغداد، كان نيجيرفان بارزاني يصرّ على الخطاب التشاركي.
حتى بعد ازمات الرواتب القديمة الحديثة وعقب الخلافات على حق كوردستان قي نفطها، كان أول من تبنّى لغة تهدئة، وعاد إلى الحديث عن “الحل ضمن الدستور”، وليس “المواجهة”.
ج.الحضور الإعلامي المبرمج
لم يكن ظهوره الإعلامي مفرطاً ولا غائباً، بل محسوباً.
عند استضافة قادة دول، يُركّز على بثّ الرسائل الإقليمية والدولية.
في المؤتمرات الصحفية الداخلية، يُعطي مساحة للأسئلة، ويشرح السياسات.
في المنتديات الدولية، كميوتخ ودافوس وانطاليا وفي زياراته لبغداد ومؤتمراتها يُحضّر بالرسائل الدقيقة، ويتحدث بلغة المؤسسات الغربية.
وهو جهد رجل علاقات عامة محترف.
وينبثق السؤال الثاني: كيف انعكس الخطاب الخاص بنيجيرفان على مختلف المتلقين؟
1. الجمهور الكوردي الداخلي
• وجد في نيجيرفان نموذجاً عقلانياً واقعيا يمتد فيه ارث البارزانيين
• ربط صورته بالكفاءة الإدارية لا بالشعارات
• الخطاب المتزن جذب الطبقات الوسطى، والنخب، والمثقفين
2. الجمهور العراقي
• تعامل مع الخطاب الكوردي لنجيرفان بوصفه تصالحيًا وهومقبول عراقيا قبولا عاما بل ويرشحه كثيرون لرئاسة العراق.
• رسائل نيجيرفان أضعفت اتهام الكرد ب:خطاب “التقسيم والانفصال”
• أظهر التزاماً واضحاً بالدستور، ما عزز قبوله في بغداد
3. الجمهور العربي والإقليمي
• في الخليج، استُقبل باعتباره “الواجهة الاقتصادية المعتدلة” لكردستان
• في تركيا، لم يُنظر له كخصم بل كشريك تفاهم اقتصادي ومفاوض عراقي وكوردي
• في إيران، حافظ على لهجة تواصل متوازنة لم تُدخل الإقليم في محور مضاد وسط ماقبل واثناء وبعد حرب الاثني عشر يوما.
4. الجمهور الدولي
• مراكز الأبحاث الغربية بدأت التعامل معه كصوت يمكن الوثوق به
• المقابلات الصحفية التي أجراها أبرزت إقليم كردستان كمنطقة استقرار
• استثمار العلاقة مع المؤسسات الفكرية (مثل المجلس الأطلسي، وChatham House) عزز صورة كردستان كمشروع سياسي مدني مع حضوره المنتديات والمؤتمرات الدولية الامنية والسياسية والاقتصادية وغيرها بصفته العراقية والكوردية.
وهذه بعض الأمثلة تطبيقية على بناء الصورة الاتصالية
أ. المنتدى الاقتصادي العالمي – في دافوس في سنواته:
• قدم نيجيرفان بارزاني صورة القائد العراقي الموردي الإقليمي الذي يفكر بعقلية اقتصادية
• تحدث عن العراق يم كوردستان بوصفهما ضمن حملة علاقاته العامة الذاتية: منطقة استثمار وشراكة، لا أزمة
ب. إدارة أزمة كورونا
• ظهوره الإعلامي المنتظم أعطى ثقة للرأي العام
• قدّم معلومات واضحة، بلغة عقلانية، وتعاون مع الجهات الصحية
• دعم خطاب “الشراكة مع بغداد” في مواجهة الوباء
ج. العلاقات مع الفاتيكان والأمم المتحدة
• وظّف هذه العلاقات لصناعة صورة كوردستان كمنطقة للتسامح وحماية الأقليات واخر ذلك كلمته عن وفاة البابا فرنسيس
• صُوّرت أربيل كمركز إنساني في مشاركة مع بغداد وعموم العراق .
ولعل ابرز شهادات نجاحاته في حملاته المنظمة للعلاقات العامة العراقية والكوردية:
ان معهد الشرق الأوسط MEI وصف نيجيرفان بأنه “القائد الذي يعرف كيف يصنع التوازن بين الداخل والخارج”
ان تحليلا في مجلة Foreign Affairs: جعل:"إقليم كوردستان لا يملك اعترافاً دولياً، لكنه يملك ناطقاً مقنعاً اسمه نيجيرفان بارزاني”
ان هناك رأي في الدوائر الأوروبية: غالباً ما يُعتبر نيجيرفان بارزاني بأنه: “الرجل الذي يمكن التحدث معه عندما تُذكر كوردستان"

وارى في احتهادي في تحليل عمل نيجيرفان بارزاني في استراتيجياته للعلاقات العامة للعراق ولكوردستان ان ما فعله نيجيرفان بارزاني ليس عملاً علاقاتياً فردياً فقط، بل تأسيساً لنموذج اتصال سياسي حكومي عراقي عام وكوردي خاص ،فيه انسجام بين الشخصية والخطاب وفيه استراتيجية طويلة الأمد وفيه مراعاة للخصوصيات الثقافية لكل جمهور، ولقد نجح في تحويل موقعه العراقي والرئاسة في الاقليم إلى جهاز علاقات عامة يخاطب المتلقي الدولي والاقليمي والعرببي والعراقي بنفس الاحترافية التي يخاطب بها المواطن في اربيل وحلبجة ودهوك أو السليمانية.
واقترح ضمن توصياتي التحليلية:
• تحويل ممارسات نيجيرفان بارزاني إلى نموذج تدريبي للمؤسسات الأخرى
• توثيق خطاباته وتفاعلاته إعلامياً وأكاديمياً
• تأسيس مركز دراسات للاتصال السياسي والعلاقات العامة الاتصالية السياسية في أربيل
• تأهيل ناطقين كورد رسميين بروح النموذج ذاته: عقلانية، وضوح، انضباط ليجسدوا عمل نيجيرفان العراقي والكوردي.

نيجيرفان بارزاني مدير الازمة عن بعد ،وسط صراعات الحرب الامريكية الاسرائيلية_ الايرانية.د هوشيار مظفر علي أمين::::::::في ...
26/06/2025

نيجيرفان بارزاني مدير الازمة عن بعد ،وسط صراعات الحرب الامريكية الاسرائيلية_ الايرانية.
د هوشيار مظفر علي أمين
::::
::::
في ذروة التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، ووسط احتدام المواقف الأميركية بعد قصف مفاعلات ايران النووية ثم اعلان ترامب نهاية الحرب،بدا أن الشرق الأوسط يتجه إلى طور جديد من المواجهة المفتوحة. لكن في قلب هذه الفوضى، تشكل موقف استثنائي لرئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، قائم على استراتيجية دقيقة: ليس الحياد المجرد، بل الحياد بوصفه أداة فاعلة لصناعة التوازن وضبط الإيقاع السياسي، داخلياً وإقليمياً.
وعراقيا عموما وكورديا خصوصا وتغريدته على تويتر دليل ذلك.
نيجيرفان بارزاني لم ينتظر اشتعال النزاع ليحدد موقفه، بل استبق التطورات بخطاب سياسي واضح:
إقليم كردستان لن يكون طرفاً في هذه الحرب، ولن يسمح باستخدام أراضيه ميداناً لتصفية الحسابات.
هذا الموقف لم يأت كتكتيك ظرفي، بل كامتداد لرؤية استراتيجية طويلة الأمد تتبناها رئاسة الإقليم، تقوم على:
• النأي بالإقليم والعراق عن الاصطفاف المحوري
• رفض توظيف الأراضي الكردية والعراقية لأي أهداف عسكرية ضد دول الجوار
• التمسك بخيار الدبلوماسية الشاملة كبديل وحيد للصراع
ومعهن حماية العراق وكوردستان.
ومن هذا المنطلق، كان موقف بارزاني لا يحمل حياداً بارداً أو مراوغة خطابية، بل رسالة مزدوجة:
• إلى إيران: كردستان لن تكون منصة عدائية ضدك
• إلى الولايات المتحدة وإسرائيل: الاستقرار في العراق والإقليم أولويتنا، ولا يمكن خرقه حتى تحت ضغط التحالفات
نيجيرفان بارزاني أدرك مبكراً أن سياسة النأي تحتاج إلى غطاء وطني، لا محلي فقط. ولذلك تحرك باتجاه حكومة بغداد لإيجاد صيغة موقف عراقي موحّد من الأزمة.
الهدف لم يكن فقط تجنيب كردستان تبعات المواجهة، بل:
• تحصين العراق ككل وكوردستان من الدخول في مسار الاستقطاب
• إعادة تعريف الموقف العراقي والمورديكقوة سيادية مستقلة لا تتماهى مع محاور إقليمية
• تثبيت سياسة “الحياد الإيجابي” في القرار السيادي العراقي والكوردي
ونيجيرفان يجمع عراقة عراقية لكورديته المحببة للكورد والعراقيين حتى ليعتبروه رمزا عراقيا خالصا.
هذا التنسيق لم يكن رمزياً، بل انعكس في خطوات ملموسة:
• البيانات المشتركة الرافضة لتحويل العراق وكوردستان إلى ساحة صراع
• تعزيز التنسيق الأمني لمنع استخدام الأراضي العراقية، بما فيها الكردية، في أي نشاط عدائي
• دعم ميجيرفان بارزاني لفكرة خطاب عراقي وطني موحّد تجاه الحرب، يعيد صياغة موقع العراق في خارطة النزاعات الشرق أوسطية
ونلاحظ ان العديد من القوى الإقليمية حاولت سابقاً تصوير كردستان كـ”منطقة عازلة” بين إيران والغرب، لكن سياسة نيجيرفان بارزاني رفضت هذا التصنيف بوضوح.
هو لم يسع إلى أن يُستخدم الإقليم كمساحة تفريغ للأزمات، بل أراد له أن يكون فاعلاً سياسياً يمتلك قراره ويؤثر في محيطه.
وعليه، كانت مواقف نيجيرفان في رئاسة الإقليم تؤكد أن:
• كردستان ليست طرفاً في أي حلف ضد إيران
• كردستان ترفض استخدام أراضيها لضرب أي طرف إقليمي
• كردستان تعتبر الاستقرار الإقليمي أولوية لا تتجزأ عن أمنها الداخلي
وكوردستان عراقية سياستها الداخلية والخارجية سياسة العراق نفسه.
هذه السياسة رفعت من مكانة الإقليم وجعلته محط ثقة لدى جميع الأطراف، بحنكة مدير الازمة نيجيرفان بارزاني، وجعلت من رئاسة الإقليم جهة موثوقة في لحظات التوتر.
عند إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، لم يكتفِ نيجيرفان بارزاني بالصمت أو البيانات التقليدية ،بل خرج بموقف مباشر يدعم السلام، ويشكر الولايات المتحدة على الالتزام بالحل السلمي.
في هذا التوقيت، حملت رسالته عدة دلالات:
• دعم الدبلوماسية ، دون الانجرار خلف خطاب متحيز.
• ترسيخ صورة العراق وكردستان كطرف يراهن على “المنطق السياسي” لا “الرد العسكري”
• دعوة مباشرة غير مباشرة لجميع الأطراف إلى التراجع عن منطق التصعيد
ووسط الازمة بداية وتصعيدا ونهاية، فالسيد نيجيرفان بارزاني فهم أن التصعيد لا يبدأ فقط من الجبهات، بل من المخاوف. ولذلك اعتمد سياسة التطمين الاستباقي، خصوصاً تجاه إيران، عبر رسائل متعددة:
• رفض استخدام الإقليم لضرب إيران
• تعزيز التنسيق الأمني داخل الإقليم والعراق لضبط أي اختراق محتمل
• رفع مستوى التفاعل الدبلوماسي مع الأطراف المعنية لتأكيد موقف الإقليم الموازي لموقف العراق.
هذا النهج خفّض من احتمالية توجيه ضربات وقائية داخل كردستان، وأبقى الإقليم خارج دائرة الاستهداف المباشر.
نيجيرفان في رئاسة الإقليم لم يكتف بالخطاب المحلي، بل تحرك على مستويات مختلفة:
• لقاءات دائمة مع سفراء الولايات المتحدة، إيران، الاتحاد الأوروبي كبريطانيا.
• رسائل سياسية واضحة عبر المنابر الدولية
• تأكيد متواصل في الإعلام المحلي والعراقي والاقليمي والدولي على رفض الحرب والانحياز لأي طرف
هذا النشاط جعل كردستان بادارة نيجيرفان تظهر كصوت مستقل عاقل، يسعى إلى تهدئة الأزمات بدل إشعالها، وهو ما رفع من رصيدها الإقليمي والدولي.
ما قام به نيجيرفان بارزاني لم يكن مجرد موقف من أزمة عابرة، بل هو بناء لرؤية متكاملة تقوم على:
• تثبيت استقلال القرار السياسي العراقي والكوردي
• تحصين العراق والإقليم من النزاعات العابرة للحدود
• ترسيخ موقع العراق وكردستان كفاعل توازن في بيئة الشرق الأوسط
وقد نجح مدير الازمة نيجيرفان بارزاني، بفضل هذا الأداء، في تأمين استقرار الإقليم، ومنع عسكرة أراضيه، وفرض احترام موقفه من قبل أطراف الحرب ذاتها.
ولا يزال يعمل من اجل الحفاظ على هذا التوازن، في ظل إمكانية تجدّد النزاع، وتقلّب التفاهمات الدولية وسط فوضى المنطقة... حيث الحروب تلد اخرى.

واقعية نيجيرفان البارزاني في التفاوض واستراتيجياتهرؤية تحليليةبقلم: قاسم شفيق الخزعليوطالب كاظم سعداويلمجلة ادارة الازمة...
17/06/2025

واقعية نيجيرفان البارزاني في التفاوض واستراتيجياته
رؤية تحليلية

بقلم: قاسم شفيق الخزعلي
و
طالب كاظم سعداوي
لمجلة ادارة الازمة
::::
::::
لم يأتِ موقع نيجيرفان البارزاني التفاوضي من فراغ، ولم يتأسس نفوذه في بغداد على مجرد المنصب، بل على بناء طويل الأمد لمدرسة سياسية قوامها الواقعية والتدرج والانفتاح. في مشهد عراقي غارق في الاضطراب الطائفي والمصلحي، اختار نيجيرفان منهج التفاوض بوصفه طريقاً للوجود، لا مجرد أداة للحصول على امتيازات آنية. جوهر هذه المدرسة هو القدرة على قراءة اللحظة السياسية بدقة، واختيار التوقيت، وتحديد سقف الممكن، ثم البناء عليه دون صخب.
نيجيرفان لا يتعامل مع بغداد باعتباره سياسيا عراقيا، وسط حقيقة دستورية سياسية عراقية وكردية وطنية جامعة مركبة، لذلك بنى استراتيجيته على خط وسط لا ينهار تحت الضغط، ولا يتصلب أمام الواقع.
• لا يدخل في مواجهات مفتوحة.
• لا يتراجع عن الثوابت العراقية والكردية القومية.
• لا يراهن على الشعارات بل على ما يُنجز فعلياً.
• يتحرك وفق ميزان القوى، لا وفق العواطف أو الضغوط الآنية.
منذ 2005 وحتى اليوم، ظل التفاوض بين الإقليم والمركز يدور في مساحات الشد والجذب: النفط، الميزانية، الأمن، الحدود، السلطة. والرواتب، في كل هذه الملفات، تبنى نيجيرفان أسلوب “التفاوض الواقعي المرن”، وهو أسلوب يقوم على:
• تحديد الهدف الاستراتيجي بوضوح.
• فصل الملف عن الشعارات القومية.
• التفاوض من داخل المنظومة الدستورية لا من خارجها.
• استخدام الوقت كعنصر ضغط وليس كعامل استنزاف.
نيجيرفان لا يفاوض ليربح معركة قصيرة، بل يفاوض ليُبقي الإقليم في قلب المعادلة العراقية دون أن يتنازل عن خصوصيته.
• في ملف النفط، لم يسعَ إلى انتصار نهائي بل إلى تقنين تدريجي لوضع معقد، من خلال التفاهم مع الحكومات المتعاقبة .
• في ملف الميزانية، كان يدير النقاش على مراحل: مرة عبر تحالفات تكتيكية، ومرة عبر تهدئة مع مركز القرار ، ومرة أخرى عبر استثمار الدعم العراقي للرواتب.
• في ملف الأمن، عمل على تثبيت موقع البيشمركة في منظومة الدفاع الوطني فصنع واقعاً مزدوجاً مقبولاً من الطرفين بنفس عراقي عراقي كردي.
يملك نيجيرفان شبكة مودة داخل بغداد وخارجها، لكنه لا يستخدمها للضغط ، بل لبناء ثقة متبادلة:
• علاقته بالقادة قائمة على الاحترام .
• تواصله مع القادة قائم على تبادل المنفعة الوطنية العراقية قبل الكردية لا الشعارات.
• حضوره الدولي يعزز موقعه التفاوضي داخلياً، لكنه ولا يستخدمه الا لدعم موقف الإقليم في إطار عراقي.
من الأخطاء الشائعة اعتبار نيجيرفان مفاوضاً تجاه بغداد فقط، في الواقع هو يدير تفاوضاً مزدوجاً:
• مع بغداد لحماية موقع الإقليم دستوريا.
• مع الداخل الكردي لضبط التوازنات السياسية والحزبية ومنع الانقسام.
ولذلك، فإن نجاحه في التفاوض مع بغداد يرتبط دائماً بقدرته على ضبط الجبهة الداخلية. لا يخرج إلى بغداد بوفد منقسم، بل بقرار كردي موحد – أو على الأقل، قرار متماسك بالحد الأدنى.
وهو جزء من رؤيتيه العراقية والكردية وحفاظه على وحدة العراق والاقليم.
وهكذا ليس نيجيرفان رجل حزب فقط، ولا هو ابن عائلة سياسية فحسب، بل هو مشروع مفاوض دولة. واستراتيجي ومدير ازمة بنى رؤيته على:
• أن كردستان هي قلب العراق والعراق قلب كردستان.
• أن مصالح الشعب الكردي لا تُنتزع من خلال الضغط ، بل تُصاغ من داخل منظومتي الفاوض والتفاهم.
• أن الحفاظ على هوية الإقليم لا يعني الصدام مع المركز بل التفاوض المستمر معه.
وان العراقة العراقية موازية للهوية الكردية.
واقعية نيجيرفان ليست ضعفاً، بل استراتيجية بقاء. وهو لا يفاوض لكي يربح كل شيء، بل لكي لا يخسر ما هو أهم: الاستقرار، الشرعية، والموقع. لذلك، حين يفاوض، لا يتكلم فقط باسم الإقليم، بل يتكلم من موقع العراقي العراقي ومن يعرف معنى الإقليم في العراق، ويعرف أيضاً حدود العراق في الإقليم.
هو مفاوض عراقي دستوري قبل ان يكون قائدا كرديا...

نيجيرفان بارزاني: الاستراتيجية التفاوضية كأداة لبناء النفوذ السياسي في العراق.د هوشيار مظفر علي امين::::::لطالما ارتبط ا...
17/06/2025

نيجيرفان بارزاني: الاستراتيجية التفاوضية كأداة لبناء النفوذ السياسي في العراق.
د هوشيار مظفر علي امين
:::
:::
لطالما ارتبط اسم السيد نيجيرفان بارزاني بفن التفاوض السياسي في العراق. لم يكن مجرد ممثل رسمي عن إقليم كردستان، بل تحول إلى رمز لمدرسة تفاوضية قائمة على الهدوء، التدرج، وقراءة ميزان القوى بدقة. في بلد تتسم مفاوضاته الداخلية بالتعقيد وغياب الثقة، برز نيجيرفان بوصفه مهندساً لخطاب تفاوضي متعدد الطبقات، جمع بين الواقعية والحفاظ على الثوابت القومية الكردية.
لم يعتمد نيجيرفان بارزاني خطاباً صدامياً مع بغداد، بل اختار بناء “لغة مشتركة” تُبقي أبواب الحوار مفتوحة حتى في ذروة الأزمات. كان يدرك أن بغداد ليست خصماً دائماً، بل شريكاً اضطرارياً، وأن مصالح كردستان تمر عبر المركز، وأن كسب المركز لا يتم عبر الضغط وحده، بل من خلال التهدئة المقننة وربط المصالح المتبادلة.
ويُلاحظ في مفاوضاته:
• إدارة الوقت بذكاء: لا يدخل التفاوض إلا بعد إعداد داخلي محكم، وتقييم ظرفي للفرص.
• خطاب مزدوج مدروس: يستخدم خطاباً داخلياً قومياً يُرضي الشارع الكردي، وخطاباً سياسياً هادئاً أمام بغداد والدول.
• الواقعية السياسية: لا يتمسك بمطالب غير قابلة للتحقيق، بل يعيد صياغتها تدريجياً بما يحقق جوهرها دون استفزاز الطرف المقابل.
في أكثر من محطة تفاوضية مع بغداد، أظهر نيجيرفان قدرة على انتزاع مكاسب استراتيجية دون الدخول في مواجهة مفتوحة، ومن أبرز تلك المحطات:
• ملف النفط: بعد سنوات من التوتر حول تصدير نفط الإقليم، قاد بارزاني مفاوضات مع حكومات متعاقبة لتقنين تصدير النفط ضمن ترتيبات فدرالية ضبابية لكنها واقعية، حافظ فيها على الحد الأدنى من استقلالية القرار النفطي الكردي.
• الموازنة: استطاع تأمين حصص للإقليم حتى في أصعب اللحظات، مستخدماً علاقاته القوية مع القوى الشيعية والسنية.
• الوجود العسكري والأمني: نجح في تحويل قوات البيشمركة إلى طرف معترف به دولياً في الحرب ضد داعش، مما مكنه من الضغط غير المباشر على بغداد من بوابة التحالف الدولي.
ولعل ابرز صفاته التفاوضية
• الدبلوماسية الشخصية: يلتقي القادة وجهاً لوجه، يراعي الهويات النفسية، ينسج علاقات شخصية مع خصومه.
• التحالفات المرنة: يتقن بناء تحالفات مؤقتة ومرحلية مع قوى في بغداد، حسب طبيعة الملف المطروح.
• التحييد الإقليمي: لا يسمح للتجاذبات الإيرانية أو التركية أو الأمريكية أن تتحول إلى عبء تفاوضي، بل يوظفها لتقوية موقعه التفاوضي.
يتعامل نيجيرفان مع كل تفاوض كأنه أزمة يجب إدارتها لا تسويتها فقط. لا يبحث عن نصر نهائي، بل عن “توازن ممكن” يحفظ وحدة العراق دون التفريط بمكاسب كردستان. هذه البراغماتية الصامتة جعلت منه رجل الدولة الأهم في العلاقة بين الإقليم والمركز.
وهكذا نجح نيجيرفان بارزاني في ترسيخ نموذج كردي فريد في التفاوض داخل عراق ما بعد 2003. نموذج يقوم على إدراك موازين القوى، احترام الواقع، والاستثمار في العلاقات طويلة الأمد مع بغداد. لم يكن التفاوض بالنسبة له مجرد تقنية، بل استراتيجية وجود. وفي بلد تتآكل فيه الثقة، برز نيجيرفان كمفاوض يبني لا يهدم، يُراكم لا يستهلك، ويفرض وجوده من دون أن يفرض شروطه.
نيجيرفان بارزاني مفاوض ومدير ازمة وقائد صراع ومخطط استراتيجي لفن التفاوض لاجل الكرد وكوردستان.

لماذا تستمرّ روح ثورة كولان حيّة بعد نصف قرن؟تحليل منهجي لخطاب الرئيس مسعود بارزاني في الذكرى 49 لانطلاقة الثورةتحليل:د....
27/05/2025

لماذا تستمرّ روح ثورة كولان حيّة بعد نصف قرن؟
تحليل منهجي لخطاب الرئيس مسعود بارزاني في الذكرى 49 لانطلاقة الثورة
تحليل:
د. زياد الصميدعي
قاسم شفيق الخزعلي
طالب كاظم سعداوي
زين العابدين العوادي
من:
(مجموعة ادارة الازمة)
باشراف
د هوشيار مظفر علي امين
::::
::::
تصدير
في الذكرى التاسعة والأربعين لانطلاق ثورة كولان، أصدر الرئيس مسعود بارزاني بيانًا سياسيًا مكثّفًا جاء محمّلًا بدلالات تاريخية، وطنية، وقيمية، أعاد فيه تأكيد مركزية هذه الثورة في مسار الحركة التحررية الكوردية، وربط الماضي بالمستقبل من خلال استعادة مقوّمات الثورة الأولى ومبررات استمرارها حتى اللحظة الراهنة.
هذا الخطاب لم يكن احتفالًا رمزيًا بحدث مضى، بل إعادة تأسيسٍ للذاكرة السياسية، وتجديد شرعية للثورة، وتأكيد لقيادة بارزاني بوصفه الفاعل الأساسي في مشروع كولان منذ انطلاقته.
ثورة كولان امتدادٌ تاريخي من أيلول إلى الدولة
يؤكد الرئيس بارزاني في مطلع خطابه أن:
“ثورة كولان هي واحدة من أهم محطات المقاومة والنضال لشعب كوردستان، وامتدادٌ مُحمَّلٌ برسائل وأهداف ثورة أيلول العظيمة”.
هذا التصريح يربط كولان مباشرة بثورة أيلول، التي قادها والده الملا مصطفى بارزاني، بوصفها المرحلة التأسيسية الأولى للمشروع القومي الكوردي المعاصر.
التحليل هنا يُظهر محاولة بارزاني دمج التجربتين في تسلسل زمني متّصل، حيث لا تنفصل كولان عن أيلول، بل تُكمّلها وتطوّر أدواتها، وهو بذلك يحصّن شرعية كولان من أي تشكيك، بوصفها الوريثة الشرعية للثورة الأصل.
هذا الامتداد التاريخي يخدم غرضًا سياسيًا مركزيًا: تثبيت مشروعية القيادة البارزانية من جيل المؤسس إلى جيل القائد الميداني والمفاوض لاحقًا.
الثورة كقرار إرادي لا كردّ فعل ظرفي
يقول السيد مسعود بارزاني:
“تم إيقاد شرارة ثورة كولان عبر خطة تنظيمية وعسكرية دقيقة وبإرادة قوية رغم الظروف غير المواتية”.
العبارة تكشف عن ثلاثة مرتكزات استراتيجية:
• أن كولان لم تكن انفعالية، بل قائمة على تخطيط تنظيمي.
• أنها تأسّست في لحظة انعدام الدعم الإقليمي والدولي.
• أن جوهرها كان الإرادة، وليس فقط السلاح أو التحالفات.
في هذا المستوى، يتجاوز الخطاب القراءة الكلاسيكية التي تربط بين الدعم الإيراني السابق وثورة أيلول، ليؤسس لفكرة “الاعتماد على الذات” كإطار جديد للمقاومة. هذا يشكل تحوّلًا في فلسفة النضال الكوردي: من التبعية الإقليمية إلى بناء قرار مستقلّ داخل الجبل الكوردي نفسه.
مركزية الشعب والبيشمركة في بناء الاستمرار
في إحدى أبرز فقرات الخطاب، يذكر السيد بارزاني:
“قدّم شعبنا الكثير من التضحيات، وبذل العديد من البيشمركة الأبطال أرواحهم فداءً لكوردستان”.
هنا لا تقتصر البطولة على المقاتل فحسب، بل تمتد إلى المدنيين، النازحين، والمواطنين الذين صمدوا. هذه الرؤية تعكس بُعدًا جديدًا في الخطاب السياسي الكوردي: إشراك الجماعة الوطنية الكوردية في مشروع المقاومة بوصفها فاعلًا لا مجرد متلقٍّ للتضحيات.
من حيث التحليل السياسي، هذه الفقرة تؤسس لنموذج “المجتمع المقاوم”، وتُسهم في تثبيت هوية جماعية للثورة تجعلها أكبر من التنظيمات والأحزاب.
مقاومة الكسر كمنهج لا شعار
العبارة المفصلية في الخطاب:
“لقد أثبتت ثورة كولان للجميع أن إرادة النضال والكفاح من أجل الحرية التي يتمتع بها شعب كوردستان غير قابلة للكسر أبداً، بل ستبقى متوهجة دائماً”.
هذا الإعلان يحمل بعدين:
• الأول: وصف الثورة كفعل غير قابل للهزيمة، حتى لو تغيرت الظروف.
• الثاني: تقديم الثورة بوصفها طاقة دائمة لا تنطفئ، تتجاوز الزمان والمكان.
تحليل هذه العبارة في سياق تطوّر كوردستان بعد 2003، يشير إلى توظيف بارزاني للثورة بوصفها مرجعية أخلاقية في بناء النظام السياسي الكوردي. الثورة هنا لم تعد فقط أداة إسقاط النظام المركزي، بل صارت عنصرًا تأسيسيًا في تاريخية إقليم كوردستان العراق نفسه.
الشهداء كرموز مستمرة في الذاكرة السياسية
يختم الرئيس بارزاني خطابه قائلًا:
“نحيّي روح أول شهيد في الثورة، الشهيد سيد عبدالله حاجي أومراني… وكل المناضلين الذين سطّروا لشعبنا صفحات مشرّفة تستحق الفخر والاعتزاز”.
الاستدعاء الرمزي لأسماء الشهداء يهدف إلى:
• تثبيت الهوية التاريخية للثورة بالأسماء والوقائع.
• تأكيد أن النضال لم يكن مجرد قرار سياسي، بل تجربة جماعية دموية.
• ضمان استمرار الحضور السياسي للثورة في الذاكرة العامة من خلال الرموز.
هذا الاستخدام للرمز يعيد إنتاج الشرعية، ويحمي القيادة من التفكك الرمزي، ويجعل من ثورة كولان مرجعًا دائمًا لأي توجه سياسي قادم.
بارزاني وثورة كولان… قيادة تبدأ ولا تنتهي
خطاب الرئيس مسعود بارزاني لا يُقرأ كبيان احتفالي، بل كمشروع لتجديد الذاكرة السياسية الكوردية.
فيه يؤسس بارزاني تاريخيا لثورة كولان، لا كماضٍ بطولي، بل كإرث سياسي حيّ يستمر بعد نصف قرن.
ويضع نفسه، ليس فقط كقائد سابق لها، بل كحارس تاريهي لمعناها الاستراتيجي ومضمونها الوطني.
كولان، في هذا الخطاب، لا تعود إلى 1976، بل تمتد إلى الحاضر وتفرض سؤالًا واضحًا: ماهي الاستمرارية التاريخية لثورة كولان بعد تصف قرن؟
والجواب الذي توصلنا له: انها استمرارية التاريخ نفسه وكولان نموذج لذلك.
::::
::::

Address

Baghdad
00964

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجموعة ادارة اﻻزمة وقيادة الصراع في العراق posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to مجموعة ادارة اﻻزمة وقيادة الصراع في العراق:

Share

Category