13/10/2025
قبر المُتنبي، رمز مدينة النعمانية، يعاني الإهمال…
مصطفى محمد :
من لا يعرف الشاعر أبا الطيب المُتنبي، ذلك الذي خلدت نصوصه وسُطرت كحروف من نور في ذاكرة كل من قرأها وتأملها؟ شاعرٌ بلغت منزلته حدّ أن يُعَدّ من أعظم شعراء العرب على مرّ العصور.
اختار القدر أن يكون مثواه الأخير في مدينة النعمانية، ليصبح قبره معلماً بارزاً ورمزاً حضارياً للمدينة، وواجهة لكل زائرٍ لها. لكن من المؤسف أن هذا الرمز الثقافي الكبير يعاني اليوم إهمالاً وتقصيراً لا يليق بمكانته، حتى صار في صورة لا ترتقي أبداً إلى مستوى الطموح. فصرح حضاري كهذا يجب أن يكون نقطة جذب ثقافية وسياحية، ومحطةً أساسية تُعرّف بتاريخ المدينة وتراثها.
وعلى الرغم من إطلاق العديد من الوعود والمشاريع، إلا أنها لم تتجاوز حدود الأوراق والتصريحات. ولعل أبرزها مشروع المركز الثقافي الذي أُعلن عنه عام 2022، وكان من المقرر أن يتضمن:
قاعة مسرح متكامل.
قاعة مكتبة.
قاعة متحف.
دار ضيافة للوفود الأجنبية.
ملحق إداري وخدمات للمركز الثقافي.
تأهيل المسرح المفتوح الملاصق للقبر.
لكن المشروع لم يرَ النور حتى الآن، شأنه شأن الكثير من الوعود السابقة التي أكل عليها الدهر وشرب. وحتى حملات الصيانة وإعادة التأهيل التي أُعلن عنها مؤخراً جاءت بلا رؤية تطويرية شاملة، ولا خطة توسعية تحول المكان إلى صرح يليق باسم أبي الطيب
وعلى الرغم من وفرة التمثيل النيابي والرقابي لمدينة النعمانية ، لم يلتفت لهذا المكان اياً منهم ولم يفكر احدهم ان يجعل هذا المكان منصة مهمة لكل ابناء القضاء ورواده ..
إن الإبقاء على قبر المتنبي بهذا الحال ليس مجرد إهمال فقط انما هي تعمد إغفال لرمز ثقافي وإنساني عربي خالد. من حق مدينتنا أن ترى هذا المكان مركزاً مهماً بها ويليق بها، ومن حق مدينة النعمانية أن يُستثمر رمزها الحضاري بما يليق بتاريخها واسمها وموقعها ..