28/07/2025
إذا كان الشاب بلا مشروع يضيع، فإن غيابه عن موقع التأثير يزيد الطين بلة.
لقد هُمّش الشباب طويلاً، فخسروا بوصلتهم، وخسرنا نحن معهم دفّة التغيير. لكننا اليوم عائدون… لا لنتسول أدوارنا، بل لنستردها.
القيادة ليست مناصب ولا ألقاب، بل قدرة على الإلهام، على تحريك الماء الراكد في القلوب والعقول.
والشباب قادة بالفطرة، يمتلكون الشغف، والصدق، والطاقة، لكنهم حين يُهمّشون، يبحثون عن بدائل خاطئة: إما انسحاب إلى الظل، أو تمرد بلا اتجاه.
كم من شاب في حي فقير يحمل فكرة تضيء ألف عقل، لكنه بلا منصة! وكم من شابة في جامعة مهملة تُبدع في فنون التأثير، لكنها تُحاصر بثقافة تهمّش صوتها! فهل نلومهم إن اختفوا؟ أم نلوم واقعًا لم يُمهّد لهم الأرض، ولم يُنصت لنَفَسهم الجديد؟
لكن العودة اليوم ليست ترفًا، بل ضرورة. فالمعركة الحقيقية مع هذا الزمن ليست بين الأجيال، بل بين وعي نائم ووعي متقد.
والشباب هم وقود الوعي حين يُؤمنون بأنهم ليسوا على هامش المشهد، بل في قلبه.
من كان يظن أن القيادة حكر على الجيل الأكبر، نسي أن أول جيوش الإسلام حمل رايته شاب، وأول دم في المعركة نزفه شاب، وأول كلمة صدح بها الدين قالها شاب.
التاريخ لا يُبنى على الراحة، بل على شجاعة الشباب حين يُستنهضون.
نحن لا ندعو للتمرد، بل للقيام. لا نُحرّض على كسر الاحترام، بل على كسر السكون.
نُريد جيلًا يقود لا يُقاد، يُفكّر لا يُستَغفل، يُصلح لا يلعن، يتقدّم لا ينسحب.
العودة إلى القيادة تبدأ من الداخل، من أن ترى نفسك قادرًا على التغيير، مهما صغرت مساحتك.
قيادة البيت، قيادة الكلمة، قيادة الفكرة، قيادة القيم في محيطك…
كلها بدايات حقيقية. فحين يقود الشباب قلوبهم، يقودون الواقع من بعدها.
الزمن لا ينتظر، والعالم لا يرحم المتفرجين. إما أن تكون قائدًا في دربك، أو تابعًا في دروب غيرك.
-كرم عامر العبيدي 🖋️