29/05/2023
(عمر رضي الله عنه أمير المؤمنين الأول في الإسلام )
هو عمر بن الخطاب بن نُفيل القرشي العدوي، يجتمع نسبه مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كعب بن لؤي بن غالب، ويكنَّى أبا حفص، لُقِّب بالفاروق، لأنه أظهر الإسلام بمكة ففرّق الله به بين الكفر والإيمان، وهو ثاني الخلفاء الراشدين، مثال العدل والإنصاف، والزهد والتواضع، وأحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد أسلم ـ رضي الله عنه ـ في ذي الحجة سنة ست من النبوة، بعد ثلاثة أيام من إسلام حمزة ـ رضي الله عنه ـ، وله ست وعشرون سنة، وكان إسلامه فتحاً عظيماً، أعز الله به الإسلام والمسلمين .
دعاء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ له بالهداية:
عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك بأبي جهلٍ أو بعمر بن الخطاب، فكان أحبُّهما إلى الله عمر بن الخطاب ) رواه أحمد .
وفي إسلام عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ معجزة من معجزات النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي سرعة استجابة دعائه ـ صلوات الله وسلامه عليه ـ حين دعا قائلا: ( اللهم أعز الإِسلام بأحب هذين الرجلين إليك ) ..
لقد فرح المسلمون بإسلام عمر ـ رضي الله عنه ـ فرحاً عظيماً، وازدادوا بإسلامه قوة ومنعة وعزة، وكان إسلامه ـ رضي الله عنه ـ نقطة تحول في تاريخ الإسلام، وبدأ المؤمنون يجهرون بتأدية شعائر الإسلام جماعات حول الكعبة، قال عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: " إن إسلام عمر كان فتحا، وإن هجرته كانت نصرا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه " .
والأحاديث الثابتة في فضل عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كثيرة، منها: قوله ـ صلى الله علي وسلم ـ: ( إن الله وضع الحق على لسان عمر يقول به ) رواه ابن ماجه،وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ( قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدَّثون ( ملهمون )، وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فإنه عمر بن الخطاب ) رواه البخاري، وفي صحيح مسلم أنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال في عمر: ( والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا ( طريقا ) إلا سلك فجا غير فجك ) رواه البخاري، وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ( بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر، فقلت: لمن هذا القصر؟، فقالوا: لعمر، فأردت أن أدخله فأنظر إليه، فذكرت غيرتك، فوليت مدبرا، فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله ) رواه البخاري
وعندما تسلم أمير المؤمنين عمر الخلافة اشتد به وبأهله الجوع وكان لايأكل حتى يشبع فقراء المسلمين فكانت بطنه تقرقر من الجوع على الدوام .. وكان رحيما بالايتام والأرامل يساوي بين الرعية حتى ضرب به المثل في العدل وعرف بالخليفه العادل .. وكان يحب الحسن والحسين ويعطيهما كما يعطي كبار الصحابه وأهل بدر وكان يحب علي بن أبي طالب ويستشيره في أغلب الأمور وكان علي وزير لعمر بن الخطاب
وقد تزوج أمير المؤمنين عمر أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وبنت فاطمه الزهراء ورزقت منه ولدا وبنتا، وأكرمها إكراما زائدا أصدقها أربعين ألف درهم لأجل نسبها من رسول الله، فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب.
فتح أمير المؤمنين عمر بن الخطاب البلدان الواسعه وبفضله دخل مئات الآلاف من الناس في الإسلام ومن فتوحاته انه فتح دمشق وبيت المقدس وحلب وحمص وبعلبك وهزم إمبراطورية الروم .. وفتح العراق وفيه الموصل والقادسية والرها والمدائن والبصرة والكوفه وهزم إمبراطورية الفرس ومزق ملك كسرى كما فتح الاهواز ونهاوند واذربيجان وخراسان وفتح مصر والإسكندرية وطرابلس وكذالك اليرموك وبيسان والخابور وفتح غيرها كثير ..
كان أمير المؤمنين عمر يتمنى الشهادة فكان مما يدعو به اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، وموتة في بلد رسولك، وقد خطب يوماً في الناس فحدثهم برؤيا رآها حيث رأى في منامه كأن ديكاً نقرني نقرة أو نقرتين، فأحس عمر بأنّ ذلك دلالة على دنو أجله،
وفي يوم الأربعاء 26 ذي الحجة سنه 23 هجري كان أمير المؤمنين عمر يصلي بالناس في صلاة الفجر فطعنه أبو لؤلؤه المجوسي الفارسي لعنه الله بخنجر ذات نصلين ست طعنات .. رحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب .