04/09/2024
🔘 مجلة الموعود العدد السابع عشر
🗓 محرم الحرام / 1446 هجري - تموز/ 2024 ميلادي
📝 عنوان البحث: كيف يعلم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بوقت ظهوره؟
✏️ الباحث: الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي
📄 نص البحث:
تمهيد:
وفيه أمور:
الأمر الأول:
المشروع المفترض للإنسان في هذه الحياة هو مشروع التكامل الوجودي، الذي هدفه ومركز استقطابه الكمال المطلق للباري (جلَّ وعلا): ﴿يا أَيـُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (الانشقاق: ٦)، ومن هنا كان هذا الطريق غير متناهٍ، لأن الهدف غير متناهٍ.
وقد اختلف بنو آدم في درجات كمالهم، تبعاً لأسباب عديدة، أهمها الإرادة الحقيقية للوصول، والإخلاص في التكامل، والتوفيق الإلهي، وغيرها.
ومما لا ريب فيه أنَّ أكمل المخلوقات وأعلاهم رتبة هم محمد وآل محمد (عليهم السلام)، الأمر الذي تشهد به العديد من النصوص، ومنها ما روي عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأول شافع ومشفع، لواء الحمد بيدي يوم القيامة، تحتي آدم فمن دونه»(١).
وعن جابر الأنصاري أنَّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال له: «أي الإخوان أفضل»؟ قلت: النبيون، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أنا أفضلهم، وأحب الإخوة إليَّ علي بن أبي طالب، فهو عندي أفضل من الأنبياء، فمن قال: إنَّهم خير منه، فقد جعلني أقلَّهم؛ لأنِّي اتَّخذته أخاً لما علمتُ من فضله، وأمرني ربي به»(٢).
ولسنا في صدد استقصاء الأدلة على ذلك، فهذا الأمر أثبتته النصوص بكل تأكيد.
الأمر الثاني:
أحد أهم امتيازات المعصومين (عليهم السلام) على من دونهم هو العلم اللدني، غير معلوم الحقيقة، فهو علم يختلف عن علومنا العادية التي نأخذها من خلال الاكتساب والتجربة وتراكم المعرفة، بل هو علم غيبي إلهي لا نتمكَّن من فهم كنهه، لأنَّه في طور أعلى من قدرة أذهاننا على فهمه، وهو علم ينكشف للمعصوم معه كل ما في الكون.
الفلاسفة صوَّروا هذا العلم بأنَّه فرع كون المعصومين (عليهم السلام) وسائط الفيض الإلهي، على خلفية قولهم بقاعدة الواحد، وأنَّ الواحد الحقيقي من كل جهة لا يصدر عنه إلَّا واحد، فكان الصادر الأول هو العقل الفعال في هذا العالم، وبواسطة هذا العقل صدر الصادر أو العقل الثاني، وصولاً إلى صدور عالم المثال (وهو عالم فيه المادة دون آثارها)، ثم عالم المادة المشهود لنا، ومن ثم فكل ما في العالم إنما يمر من خلال العقل الأول، فيكون عالِـماً بكل ما في عالَـم الإمكان.
ولسنا في صدد شرح أو نقض هذه النظرية، إلّا أنَّ الملاحظ أنَّ النصوص فيها إشارات لما يشبه هذا المعنى، وما دام الأمر وارداً في النصوص، فيمكن أن نقبله ولو تعبُّداً، ومن تلك النصوص ما دلَّ على أنَّ أول ما خلق الله تعالى هو نور النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثم خلق الأشياء منه، فقد نقل صاحب البحار روايات عديدة في هذا المجال(٣)، منها ما روي عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «يا جابر، كان الله ولا شيء غيره، لا معلوم ولا مجهول، فأوَّل ما ابتدأ من خلقه أن خلق محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته، فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان، ولا ليل ولا نهار، ولا شمس ولا قمر»، الخبر.
وعلى كل حال، فالنصوص الدالة على علم المعصومين (عليهم السلام) صريحة في كونه علماً غيبياً، وبطرق غير معلومة لدينا، وبحجم من المعرفة لا يمكن أن تدركه عقولنا، ويكفي أنَّهم لم يُسألوا عن شيء إلّا وأجابوا عنه، وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في أكثر من مناسبة: «سلوني قبل أن تفقدوني».
الأمر الثالث:
إنَّ هذا العلم الغيبي الواسع المدى، وإن كان بالنسبة لغيرهم من المخلوقات علماً واسعاً لا يُمكن إدراكه أو الوصول إلى حقيقته، إلّا أنَّه يبقى بالنسبة إلى الله تعالى علماً متناهياً، وبإذنه تعالى، وبفيض منه (جلَّ وعلا)، بل لا يُقاس علمهم بعلمه (جلَّ وعلا) وإن جلَّ علمهم وعظم، لأنَّهم على كل حال مخلوقات له تعالى، فقراء إليه، والمخلوق محتاج إلى خالقه في ذاته وأفعاله وصفاته، وهذا بحث لا نقاش فيه.
ومنه يُعلم إمكان أن تكون هناك علوم لا يعرفها أهل البيت (عليهم السلام)، لأنَّ الله تعالى استأثرها لنفسه، بل هذا ما دلَّت عليه بعض النصوص، كما ستأتي.
موضوع البحث:
السؤال الذي يدور البحث حوله هو عن الطريقة التي يعلم بها الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وقت الظهور بالضبط، فهل هو من العلم المتاح للمعصوم كي يكون عالماً به فعلاً من البداية، وهو ينتظر أن يحين حينه ليقوم بالأمر؟ أو أنَّه لا يعلم به - لوجه ولآخر كما سيتبيَّن -، ومن ثم يتَّجه السؤال عن الطريقة المنهجية التي يُمكنه (عجَّل الله فرجه) من خلالها أن يعرف ساعة ووقت الظهور ليقوم بالأمر؟
هذا هو محور البحث العام.
ومن المعلوم أنَّ العلم التفصيلي بمثل هذا الأمر غير متاح لنا، وإنَّما هو من مختصات المعصوم، ومن ثم، فالبحث عن الجواب لابد أن يكون بعيداً عن التكهنات الخاصة، والآراء الشخصية، وإنَّما لابد من الرجوع فيه إلى النصوص التي يُمكن أن يُستفاد منها في المقام، سواء من خلال منطوقها المباشر، كما لو دلّ نصٌ بظاهر لفظه على علم أو عدم علم المعصوم بالوقت، أو بالمفهوم، أو باللازم، وهذا يعني أنَّ البحث روائي بامتياز.
وبمراجعة نصوص المسألة، نجد أنَّها تنقسم إلى طائفتين:
الطائفة الأولى: ما قد يُستدل به على علمه (عجَّل الله فرجه) بالوقت:
وفي هذا المجال نجد ثلاثة أنواع من النصوص:
النوع الأول: ما دلَّ على سعة علم المعصوم لكل شيء يقع في الدنيا وإلى يوم القيامة:
فإنَّه بإطلاقه يدل على شمول علمهم (عليهم السلام) عموماً لمعرفة الوقت بالضبط.
والروايات في ذلك كثيرة، ففي بصائر الدرجات (باب في علم الأئمة بما في السماوات والأرض والجنة والنار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة)
ذكر ست روايات تدل على ذلك، ومنها الحديث الثاني عن عبد الأعلى وعبيدة بن بشير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ابتداء منه: «والله إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة»، ثم قال: «أعلمه من كتاب أنظر إليه هكذا» ثم بسط كفيه ثم قال: «إنَّ الله يقول: إنَّا أنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كل شيء»(٤).
وفي البصائر أيضاً (باب في الأئمة (عليهم السلام) أنَّهم أعطوا علم ما مضى وما بقي إلى يوم القيامة) ذكر ثلاث روايات، وقد جاء في الرواية الأولى منه قول الإمام الصادق (عليه السلام): «وإنَّ رسول الله أعطى علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فورثناه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وراثة».
وفي رواية أبي بصير أنَّ أبا عبد الله (عليه السلام) حدَّثه عن أنواع العلوم التي عندهم، فقال له فيما قال: «إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ وعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ...»(٥).
ومنها ما ورد في مضمون مصحف فاطمة (عليها السلام)، وأنَّ فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة، وأنَّه عند أهل البيت (عليهم السلام)، فقد روي عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: «تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وعِشْرِينَ ومِائَةٍ وذَلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ (عليها السلام)»، قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ؟ قَالَ: «إِنَّ الله تَعَالَى لـمَّا قَبَضَ نَبِيَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ (عليها السلام) مِنْ وَفَاتِه مِنَ الْحُزْنِ مَا لَا يَعْلَمُه إِلَّا الله (عزَّ وجلَّ) فَأَرْسَلَ الله إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي غَمَّهَا ويُحَدِّثُهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَقَالَ: إِذَا أَحْسَسْتِ بِذَلِكِ وسَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِي لِي، فَأَعْلَمَتْه بِذَلِكَ فَجَعَلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ - حَتَّى أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفاً»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّه لَيْسَ فِيه شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالَ والْحَرَامِ ولَكِنْ فِيه عِلْمُ مَا يَكُونُ»(٦).
ومنها ما روي في شأن الجفر، وأنَّ فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة، وأنَّه عند الأئمة (عليهم السلام)، ففي رواية سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال له: «نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خصَّ الله به محمداً والأئمة من بعده (عليهم السلام)»(٧).
فهذه النصوص وأمثالها تدل - بعمومها وإطلاقها- على أنَّ عند الأئمة (عليهم السلام) علم ما كان في الماضي، وما يكون في المستقبل إلى يوم القيامة، وهي بإطلاقها تشمل العلم بيوم الظهور، فيكون معلوماً لدى الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).
اللهم إلَّا أن يُقال: إنَّ إطلاق هذه النصوص وشموله للعلم بالوقت صحيح، ولكن هذا المعنى يُثبت علمهم (عليهم السلام) بالوقت بشرط عدم وجود قرينة - ولو منفصلة - تدل على أنَّهم لا يعلمون الوقت، إذ إنَّ وجودها يعني استثناء علمهم بالوقت من إطلاق تلك النصوص، وهو أمر ليس بعزيز، خصوصاً مع وجود نصوص - ستأتي - تدل على عدم إتاحة كل العلوم لأهل البيت (عليهم السلام)، وإنَّما هناك علوم استأثر بها الله تعالى لنفسه، فلم يُطلع عليها أحداً من خلقه البتة، فليكن العلم بالوقت منها.
فهذا النوع من النصوص لا يدل على المطلوب إلَّا بضم عدم القرينة على استثناء علم الوقت من الشمول بإطلاقه، وسيأتي ما يُمكن أن يكون قرينة على ذلك.
النوع الثاني: ما يدل على علمهم بالوقت لكن بدلالةٍ التزامية لا مطابقية:
وهي النصوص التي صرَّحت بأن أهل البيت (عليهم السلام) لا يوقِّتون، حيث قد يُفهم منه أنَّ لازم قولهم: إنَّهم لا يوقِّتون، هو أنَّهم يعلمون الوقت، ولكنهم لحكمة ولأخرى لا يوقِّتون، أي لا يُعلنون الوقت لغيرهم، ومنها ما روي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَأَلْتُه عَنِ الْقَائِمِ (عليه السلام) فَقَالَ: «كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نُوَقِّتُ»(٨).
وعلَّق المازندراني عليه بقول: دلَّ ظاهراً على أنَّ لهم علماً بالوقت، إلَّا أنَّهم لا يوقّتون لمصالح(٩).
ووفق هذا القول، يكون الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) عالماً بوقت الظهور.
وقد يُقال: مع تسليم دلالة النصوص المتقدِّمة على علم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بوقت الظهور، ألا يعني هذا التوقيت المنهي عنه في النصوص؟
ولكنه يُجاب: فرقٌ بين العلم بالوقت وبين التوقيت، فالمنهي عنه هو التوقيت، أي إعلان الوقت وتحديده، وأمّا العلم بالوقت فلم يرد نهي عنه، بل لا معنى للنهي عنه كما هو واضح.
نعم، قد يُقال: إنَّ كونهم لا يوقِّتون لا يلازم علمهم الواقعي، وإنَّما هو لازم أعم، فقد يكون عدم توقيتهم من أجل أنَّهم يعلمون ولكن لا يعلنون الوقت لحكمة ما، وقد يكون من أجل أنَّهم لا يوقِّتون لأنَّهم لا يعلمون الوقت أصلاً، وعليه فلا يصح الاستناد إلى هذه النصوص لإثبات علمهم بالوقت، لأنَّها تدل عليه باللازم الأعم، وهو لا يصح مستنداً في المقام.
وقد يُستدل على علمه (عجَّل الله فرجه) بالوقت، بلازم ما روي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: «قَدْ كَانَ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقْتٌ وكَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ ومِائَةٍ فَحَدَّثْتُمْ بِهِ وأَذَعْتُمُوهُ فَأَخَّرَهُ اللهُ (عزَّ وجلَّ)».
ببيان: أنَّ الإمام الصادق (عليه السلام) بيَّن في البداية أنَّ الله تعالى كان قد وقَّت لهذا الأمر في سنة معيَّنة، ولكن حيث أذاعه الشيعة فإنَّ الله تعالى أخَّره، ولم يقل الإمام (عليه السلام) إنَّه لا يعلم ذلك الوقت، مما يوحي بأنَّه كان يعلم بالوقت ولكنه لم يُذعه، خوفاً من إذاعة الشيعة له.
ولكنه يُرد بأمرين:
أولاً: إنَّ ذلك لازم أعم من المدّعى - كما تقدَّم -، فلا يصلح للاستدلال على المدّعى.
ثانياً: ولو تنزَّلنا، فهو مبني على أنَّ المقصود من (الأمر) هو وقت دولة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، وهو أول الكلام، إذ إنَّ كونه كذلك يتنافى مع المتسالم عليه من أنَّ ذلك يكون على يدي الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومن المعلوم أنَّ ولادته لم تكن في سنة (١٤٠هـ)، وإنَّما بعدها بما يقرب من (١١٥) سنة، مما يعني أنَّ المقصود من الأمر في هذه الرواية هو غير دولة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، والذي قد يُفسّر بحالة من الانفراج والسعة على الشيعة وتخلص من الضيق والتهديد الذي كان يقوم به بنو العباس آنذاك.
وعلى منوال هذه الرواية روايات أخرى من قبيل ما روي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام): «يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ أُخِّرَ مَرَّتَيْنِ».
النوع الثالث: ما دلَّ على أنَّهم إذا أرادوا أن يعلموا الشيء علموه:
هناك نصوص متعدِّدة تدلُّ على أنَّ أهل البيت (عليهم السلام) إذا أرادوا أن يعلموا الشيء علموه، من قبيل ما روي عن أبي الربيع الشامي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «العالم إذا شاء أن يعلم علم»(١٠).
وعن يزيد بن فرقد النهدي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنَّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم»(١١).
ومعه قد يُقال: إنَّه يُمكن لأهل البيت (عليهم السلام) أن يشاؤوا علم الوقت، فيعلمونه.
ولكنه يُجاب:
أولاً: إنَّ هذا المقدار يُثبت الإمكان لا الوقوع، وحديثنا في الثاني، فدلالتها على المطلوب لازم أعم.
ثانياً: ولو تنزَّلنا، فنقول: إنَّه صحيح لو أرادوا أن يعلموا الوقت، والحال أنَّه يُمكن القول: إنَّهم لا يريدون ذلك، باعتبار أنَّه ورد في نصوص أخرى أنَّ أهل البيت (عليهم السلام) مورد لإرادة الله تعالى، ومن ثم فهم لا يريدون شيئاً إلَّا إذا أراده الله تبارك وتعالى، فلو لم يكن الله تعالى يريد أن يعلموا الوقت، فهم لا يريدونه أصلاً، فإذا ضممنا لهذا المعنى ما دلَّ على أنَّهم لا يعلمون بالوقت، أمكن القول بأنَّهم لا يريدون علم الوقت لأنَّ الله تعالى لم يرده لهم.
ومن النصوص الدالة على ذلك ما روي عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أنَّه قال: «إنَّ الله جعل قلوب الأئمة مورداً لإرادته فإذا شاء الله شيئاً شاؤوه، وهو قول الله: ﴿وَما تَشاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٩؛ الإنسان: ٣٠]»(١٢).
💠 لقراءة البحث كاملاً من خلال الرابط التالي:
https://www.m-mahdi.net/almauood/articles-344
#الموعود
(عجّل الله فرجه)
كيف يعلم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بوقت ظهوره؟ الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي تمهيد: ....................................................................... ١٧٧ موضوع البحث:............................................