مجلة الموعود almauood magazine

مجلة الموعود almauood magazine مجلة الموعود
مركز الدراسات التخصصية في الامام المهدي ع

 💠 إنَّ مِن أوَّل أُسس المعرفة اليقينيّة بأصول الدّين هو: (ركوزها في اعتقاد المُكلّف، بحيث إذا سألته عن شيء - من الاعتـق...
04/10/2024


💠 إنَّ مِن أوَّل أُسس المعرفة اليقينيّة بأصول الدّين هو: (ركوزها في اعتقاد المُكلّف، بحيث إذا سألته عن شيء - من الاعتـقــاد الضروري - أجابَ بما هـو الحقّ فيه، وإن لم يعرف التعبير عنه بالعبارات المتعارفة على ألسـنــة الخـواص ويـكــفـي في مـعــرفـة الأئــمـــة (عجّل الله فرجه) معرفتهم بنسبهم المعروف، والتصديق بأنّهم يهدون بالحقِّ، ويجبُ الانقياد إليهم والأخذ منهم).

🗞 مقتطف من مقال: أُسس الاعتقاد بوجود الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وآليّات مقاومة إنكاره
✍🏻 الكاتب: مرتضى علي الحِلّي
📕 مجلة الموعود العدد 9/ جمادى الآخرة/ 1441 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-253
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

 💠 إن مشاهدة الأحاديث الواردة في خصوص الحكومة المهدوية العالمية يظهر منها حالة القلق وعدم الاستقرار في المرافق العامة لل...
30/09/2024


💠 إن مشاهدة الأحاديث الواردة في خصوص الحكومة المهدوية العالمية يظهر منها حالة القلق وعدم الاستقرار في المرافق العامة للحياة البشرية قبل الظهور، وسيتم بعدها إقامة الأمن والاستقرار في كافة أرجاء العالم، وقد وصف الإمام علي (عليه السلام) في كلام له هذه الظاهرة باستقرار الأمن، وزيادة البركة في عصر ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فقال:
«لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها، ولأخرجت الأرض نباتها، وذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتّى تمشى المرأة إلى الشام لا تضع قدميها إلّا على النبات، وعلى رأسها زينتها، لا يهيجها سبع ولا تخاف».

🗞 مقتطف من مقال: عولمة الغرب وعالمية الدولة المهدوية
✍🏻 الكاتب: الأستاذ المساعد الدكتور عاطي عبيات
📕 مجلة الموعود العدد 7/ جمادي الآخر/ 1440 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-208
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

 💠 إن الهدف الأساسي للمهدوية هو نشر التوحيد والعدل في كافة العالم، وكذلك التغيير الشامل لأنظمة الظلم والجور في كل أقطاب ...
27/09/2024


💠 إن الهدف الأساسي للمهدوية هو نشر التوحيد والعدل في كافة العالم، وكذلك التغيير الشامل لأنظمة الظلم والجور في كل أقطاب الأرض المعمورة، وفي سياق تحقيق هذا الهدف الكبير وجب علينا نقل الأطروحة المهدوية بحقيقتها للأمم الأخرى، وإيصال رسالتها وأهدافها، وتوضيح ضرورتها الحضارية وفوائدها على الناس جميعاً.. لكي يتسنّى لهذه الشعوب العارفة والمطلعة على حقيقة المهدوية أن تعيش حالة الانشداد الفطري للمخلص الموعود، وأن تؤمن به حين ظهوره فتُؤيِّده وتُؤازِره.

🗞 مقتطف من مقال: تعريف المهدوية للحضارات الأخرى
✍🏻 الكاتب: مجتبى السادة
📕 مجلة الموعود العدد 7/ جمادي الآخر/ 1440 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-199
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

 💠 يشبّهُ الإمامُ عليُّ بنُ الحسينِ الفتنَ التي تسبقُ ظهورَ الإمامِ المهديِّ بقطعِ الليلِ المظلمِ، الذي لا يُبصرُ الإنسا...
23/09/2024


💠 يشبّهُ الإمامُ عليُّ بنُ الحسينِ الفتنَ التي تسبقُ ظهورَ الإمامِ المهديِّ بقطعِ الليلِ المظلمِ، الذي لا يُبصرُ الإنسانُ فيه طريقَهُ، فيبقى يتخبّطُ من دون هَدْيٍ أو رشادٍ، وليس بمقدورهِ النجاةُ مما هو فيه، ولكنّ الله تعالى يُنجّي من أخذ ميثاقه، من أمواجِ بحارِ الفتنِ، وهؤلاء هم مصابيحُ الهدى التي يهتدي المسلمون بنورها في دياجيرِ الظلامِ، وهم ينابيعُ العلمِ، فعلمهم يتدفقُ كما يتدفقُ الماء من الينابيعِ، فصار علمُ هؤلاءِ عنواناً للحياةِ، واستناداً إلى هذا صارتْ نجاتُهم من كلِّ فتنةٍ مظلمةٍ وعداً من الله تعالى، وهؤلاء هم أصحابُ الإمامِ المهديِّ المعروفينَ بصفاتهِم وأوصافهِم، فهم من الأولياء الذين محّصهم الله تعالى لهذه المرتبةِ، فاختيارهُم اختيارٌ ربّانيٌّ، ونجاتُهم من الفتنِ مشيئةٌ ربانيّةٌ شاء أنْ يجعلَها تمهيداً لظهورِ الإمامِ المهديِّ (عليه السلام).

🗞 مقتطف من مقال: الإمام المهدي (عليه السلام) في أحاديثِ الإمامِ عليِّ بنِ الحسين (عليه السلام)
✍🏻 الكاتب: الدكتور حاكم حبيب الكريطي
📕 مجلة الموعود العدد 6/ ذو القعدة/ 1439 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-179
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

 💠 إنَّ قيام الدولة المهدوية الشريفة معقود بمقوِّمات راهنة وموضوعية، مرتبطة بالواقع المعاش ارتباطاً وثيقاً يتوقَّف عليها...
20/09/2024


💠 إنَّ قيام الدولة المهدوية الشريفة معقود بمقوِّمات راهنة وموضوعية، مرتبطة بالواقع المعاش ارتباطاً وثيقاً يتوقَّف عليها التطبيق والتحقيق، وتتكفَّل هذه المقوِّمات بتقديم ما هو ممكن ومقدور بين يدي الإمام المهدي (عليه السلام) ليتمكَّن من تأسيس دولته العادلة والحقَّة. وتعالج هذه المقوِّمات الممكنة والراهنة مشكلات الحكم والإدارة والنظام والمعرفة، والأخلاق والدين، والحقوق والأمن والاقتصاد، والتنمية البنائية والاجتماعية، بكلِّ ألوانها الإنسانية والعمرانية والقيمية.

🗞 مقتطف من مقال: المقوّمات البنيوية للدولة المهدوية المرتقبة والمتطلّبات الواقعية
✍🏻 الكاتب: مرتضى علي الحلي
📕 مجلة الموعود العدد 6/ ذو القعدة/ 1439 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-158
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

 💠 إنَّ التحقيق العلمي الدقيق في موضوع الاعتقاد بالمخلِّص في التراث الديني السماوي يُوضِّح لنا حقيقة: أنَّ التراث الإسلا...
16/09/2024


💠 إنَّ التحقيق العلمي الدقيق في موضوع الاعتقاد بالمخلِّص في التراث الديني السماوي يُوضِّح لنا حقيقة: أنَّ التراث الإسلامي هو أكثر معرفة وتوضيح بتفاصيل المخلِّص (المهدي (عجّل الله فرجه)) من بقيَّة الأديان الأُخرى، وذلك لغزارة ما ورد فيه وكثرة التفاصيل عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وصفاته وخصائصه وعلامات خروجه آخر الزمان.

🗞 مقتطف من مقال: استقراء التطوّر الفكري في مسيرة التراث المهدوي الشيعي
✍🏻 الكاتب: مجتبى السادة
📕 مجلة الموعود العدد 5/ ذو القعدة/ 1439 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-142
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

 💠 إنَّ الفشـل الأكبـر في مشـروع العـدل يبـدأ من غلبـة اليـأس، وفقـدان الأمـل، بإمكانيـة زوال الظـلـم والفساد. فالمهدوية...
13/09/2024


💠 إنَّ الفشـل الأكبـر في مشـروع العـدل يبـدأ من غلبـة اليـأس، وفقـدان الأمـل، بإمكانيـة زوال الظـلـم والفساد.
فالمهدوية تعني ديمومة الأمل، وديمومة الأمل تهدي إلى بقاء العمل، ودوام العمل بإيمان وعزيمة يوصل إلى انتصار العدالة، وإبقاء جذوتها إلى يوم الخروج.
أمَّا غلبة اليأس، فإنَّها تدعو إلى الاستسلام للظلم والفساد، والانصياع الكامل للظالمين والمفسدين، والانكفاء عن طريق الكدح لإحلال القسط في الأرض.

🗞 مقتطف من مقال: فلسفة المهدوية: العدالة ونهاية التاريخ
✍🏻 الكاتب: الدكتور الشيخ محمد شقير
📕 العدد 5/ ذو القعدة/ 1439 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-130
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

 💠 أيُّ فكرة بشرية لا بدَّ أن تمرَّ بمراحل ثلاث تتخلَّل كلّ واحدة منها مجموعة من المنظومات المعرفية والسلوكية.وهذه المرا...
09/09/2024


💠 أيُّ فكرة بشرية لا بدَّ أن تمرَّ بمراحل ثلاث تتخلَّل كلّ واحدة منها مجموعة من المنظومات المعرفية والسلوكية.
وهذه المراحل هي:
الأُولى: وهي مرحلة الفكرة التي ينشدها شعب ما.
الثانية: وهي مرحلة التمهيد لها.
الثالثة: فهي تجسيدها من خلال تحقّقها الناتج عن اجتماع الأمرين المتقدِّمين، أي من خلال التمهيد - الفردي والجماعي - على مستواه المعرفي والسلوكي.
هذه المراحل الثلاث تُعتَبر محور أيّ فكرة أو حقيقة يتمُّ التمهيد لها.

🗞 مقتطف من مقال: محوريَّة التمهيد في المنظومة المهدوية
✍🏻 الكاتب: سماحة الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
📕 مجلة الموعود العدد 3/ جمادى الآخرة/ 1438 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-69
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه

🔘 مجلة الموعود العدد السابع عشر🗓 محرم الحرام / 1446 هجري - تموز/ 2024 ميلادي📝 عنوان البحث: نصرة الدولة المهدويةبينالبشري...
07/09/2024

🔘 مجلة الموعود العدد السابع عشر
🗓 محرم الحرام / 1446 هجري - تموز/ 2024 ميلادي
📝 عنوان البحث: نصرة الدولة المهدوية
بين
البشرية والإعجاز
✏️ الباحث: الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
📄 نص البحث:
تمهيد:
تبرز أهمية المعرفة بالمفاهيم المرتبطة بالعقيدة الدينية بعنوانها العام فضلاً عن الخاص لما لها من مدخلية في اختلاف الحكم اللاحق لها باختلافها، وهذا مما لا يعتريه الريب.
ويستفاد من المفاهيم لأجل التعبير عما تحكيه من المعاني التي تكون أرضية خصبة لثبوت الأحكام اللاحقة لها فيما لو تم ضبطها، وقد بحث في علم الأصول حقيقة المعاني وكيفية ارتباطها بعالم الألفاظ ووجدت العديد من النظريات في هذا الصدد.
تحرير محل النزاع:
ولأجل تحرير محل النزاع - في البحث - لابد أن نلفت النظر إلى أهمية ضبط المفاهيم التي إن اختلَّ البحث فيها - لأسباب ترتبط بذات المفهوم تارة وبالأدلة عليه أو بما يلحقه من أحكام أخرى - فسيختلّ البحث برمَّته وسنتَّجه في بعض الأحيان عكس الاتجاه المطلوب، ولنأخذ بعض الأمثلة على ذلك:
مفهوم الفاسق مثلاً، له بحث كلامي وآخر قرآني وثالث فقهي ورابع أصولي وخامس رجالي وهكذا، وتحرير محل النزاع يقتضي ملاحظة اختلاف جهات البحث ومتعلقها كي يحرر بما يناسب البحث، وبعد تحريره وتحديد جهة البحث - كما لو كانت كلامية مثلاً - لابد أن نلاحظ - بعد تحديده عرفياً أو اصطلاحياً - أنظار العلماء من جهة اختلاف مبانيهم في تفسيره، وهذه الجهة - جهة اختلاف المباني - تؤثر كثيراً، ولابد أن تحرر بشكل جلي وواضح، والاختلاف فيها يؤثر كثيراً كما هو غير خفي، وكذا مفهوم الكفر فهو وإن اتَّفق على معناه اللغوي والعرفي إلّا أنَّ وقوع خلاف في معناه الاصطلاحي، أوجب حالة من الاختلال في إثبات بعض الأحكام المترتبة عليه.
وفي محل كلامنا قد نتَّفق على معنى النصرة - وما يرادفها من المعاني - عرفياً أو اصطلاحياً، ولكن قد نختلف من جهة متعلقها، فالنصرة للإمام الظاهر مما لا شك في ثبوتها بجميع مراتبها، إلّا أنَّه قد يتوقف البعض في إثبات بعض المراتب تجاه الإمام الغائب (عجَّل الله فرجه).
عندما نراجع حياة الأنبياء (عليهم السلام) وبالخصوص حياة النبي موسى (عليه السلام) والتي تحدَّث القرآن الكريم عن الكثير من تفاصيلها، نجد من بين تلكم التفاصيل المهمة، شدة غضبه وتأسفه على ما حصل من قومه وخذلانهم له - ولمن نصبه - في غيبته القصيرة عن قومه، حيث كانت عاقبة هذا الخذلان أن أصبح القوم حديث الخذلان على مر الزمان، مع أنَّ تلك الغيبة كانت معلومة الابتداء والانتهاء لولا البداء لأجل حكمة الابتلاء.
في محل البحث نلحظ أن النصرة وما يرادفها(١)، ثابتة للإمام (عجَّل الله فرجه) بشخصه وبنفس درجة ثبوتها للنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم)(٢)، أو من ينص عليه الإمام (عليه السلام)، ولا مجال لفتح الباب لاستغلالها من قبيل البعض بأي نحو من الأنحاء، فما ارتفع من مراتب النصرة له (عليه السلام) يوجب أن ننتقل إلى غيرها من المراتب التي بعدها لا أن ننتقل بها - أي بهذه المرتبة من النصرة - إلى غيره، فكن على وعي وحيطة.
هذا وسوف يأتي في المحور الخامس أنَّ جماعة قاموا بالبحث عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قبل بعثته، وعليه فإنَّ من توقف في النصرة في التمهيد لم يتوقف في نصرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ولا في نصرة الإمام (عجَّل الله فرجه) عند ظهوره، وإنَّما الكلام في نصرته قبل ظهوره.
في محل بحثنا نريد التعرُّض إلى نصرة دولة الإمام (عجَّل الله فرجه) في غيبته وقبل ظهوره، وهل تجب بجميع مراتبها، وما هي المراتب التي ترتفع بغيبته، نسأله تعالى أن نوفَّق إلى بيان الحال في هذا المقال.
يقع البحث في عدَّة محاور:
المحور الأول: المنهج في التعامل مع الروايات في المسألة:
لا ينبغي للباحث في أي مسألة من المسائل التي تعتمد على الأخبار وبالخصوص خبر الواحد أن لا يكون له منهج رجالي يعتمد عليه في بناء أفكاره التي يستقيها من تلكم الروايات، فقلما نجد رواية - إن تم اعتبارها وصح الاعتماد عليها - إلَّا ولها ما يعارضها - ولو على مستوى ما يُستظهر منها أو ما يتصور أنَّه معارض لها - ولأجل إيجاد معالجة تؤدي إلى تحقيق أقرب النتائج إلى الواقع المرجو، لابد من المنهج الرجالي.
وقد يختلف المنهج الرجالي في المسائل الفقهية عنه في تفصيلات المسائل الكلامية وعنهما في المسائل التي تتحدَّث عن نصوص آخر الزمان وهكذا.
والمنهج الذي نعتمد عليه في هذا البحث يتقارب مع منهج شيخ الطائفة (قدّس سرّه) بنحو كبير، فنحن نعتمد على كل خبر قامت عليه قرينة تفيد اعتباره وإن كان الخبر مرسلاً، أو لم يوثق رجال سنده، والذي يدل على ذلك هو إجماع الفرقة المحقة، حسب تعبير شيخ الطائفة، حيث قال (قدّس سرّه)(٣): (فإنّي وجدتها مجمعة على العمل بهذه الأخبار التي رووها في تصانيفهم ودونوها في أصولهم... وهذه عادتهم وسجيتهم من عهد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ومن بعده الأئمة (عليهم السلام)... فلولا أنَّ العمل بهذه الأخبار جائزاً لما أجمعوا على ذلك ولأنكروه...).
ثم ذكر (قدّس سرّه) القرائن الدالة على حجية خبر الواحد، وهي:
١ - أن يكون الخبر الواحد موافقاً لأدلة العقل، بشروط ذكرها مفصلاً.
٢ - أن يكون الخبر مطابقاً لنص الكتاب، بشروط ذكرها مفصلاً.
٣ - أن يكون الخبر موافقاً للسنة المقطوع بها، على تفصيل وشروط ذكرها.
٤ - أن يكون الخبر موافقاً لما اجتمعت الفرقة المحقة عليه.
ثم قال (قدّس سرّه)(٤): (فهذه القرائن كلها تدل على صحة متضمن أخبار الآحاد...).
وقال (قدّس سرّه): (وإذا كان أحد الراويين معروفاً والآخر مجهولاً، قدم خبر المعروف على خبر المجهول، لأنَّه لا يؤمن أن يكون المجهول على صفة لا يجوز معها قبول خبره، وإذا كان أحد الراويين مصرحاً والآخر مدلساً، فليس ذلك مما يرجح به خبره، لأن التدليس هو: أن يذكره باسم أو صفة غريبة أو ينسبه إلى قبيلة أو صناعة وهو بغير ذلك معروف، فكل ذلك لا يوجب ترك خبره).
وقال (قدّس سرّه)(٥): (وإذا كان أحد الراويين مسنداً والآخر مرسلاً، نظر في حال المرسل، فإن كان ممن يعلم أنَّه لا يرسل إلّا عن ثقة موثوق به فلا ترجح لخبر غيره على خبره،... فأمّا إذا لم يكن كذلك، ويكون ممن يرسل عن ثقة وعن غير ثقة، فإنَّه يقدم خبر غيره عليه، وإذا انفرد وجب التوقف في خبره إلى أن يدل دليل على وجوب العمل به، فأمّا إذا انفردت المراسيل فيجوز العمل بها على الشرط الذي ذكرناه، ودليلنا على ذلك: الأدلة التي قدمناها على جواز العمل بأخبار الآحاد، فإنَّ الطائفة كما عملت بالمسانيد عملت بالمراسيل، فما يطعن في واحد منهما يطعن في الآخر، وما أجاز أحدهما أجاز الآخر، فلا فرق بينهما على حال).
وقال (قدّس سرّه) في الاستبصار(٦): (... فإذا كان الخبر لا يعارضه خبر آخر فإنَّ ذلك يجب العمل به لأنَّه من الباب الذي عليه الإجماع في النقل... وإن كان هناك ما يعارضه فينبغي أن ينظر في المتعارضين...).
وذكر عدَّة تفصيلات دقيقة ومحكمة، ثم قال (قدّس سرّه): (وأنت إذا فكرت في هذه الجملة وجدت الأخبار كلها لا تخلو من قسم من هذه الأقسام).
وقال (قدّس سرّه)(٧): (وإن لم يكن هناك خبر آخر مخالفه وجب العمل به لأنَّ ذلك إجماع منهم على نقله وإذا أجمعوا على نقله وليس هناك دليل على العمل بخلافه، فينبغي أن يكون العمل به مقطوعاً عليه).
المحور الثاني: صور المسألة وأقوالها:
قد يقال: إنَّ لمسألة نصرة الإمام الحجة (عجَّل الله فرجه) والإعداد والتمهيد له (عجَّل الله فرجه)، صوراً ثلاث:
الأولى: دولة الإعجاز الصِرْف:
إذ قد يدعى أن دولته (عجَّل الله فرجه) لا تحتاج إلى أدنى مراتب النصرة أو الإعداد والتمهيد سواء ما كان منها على مستواه الفردي - وبأي مرتبة من مراتبه القلبية والروحية أو اللسانية أو غيرهما - أو الاجتماعي وبمراتبه، فدولته دولة الإعجاز الصرف وقيامها قيام إعجازي لا يتوقف على أي مقوم أو مساند أو مساعدة من الناس، وقد تكفل الغيب بنصرته، فهي دولة الإعجاز التي تُنصر بالرعب والملائكة (عليهم السلام) وغير ذلك، وقد يستفاد من بعض النصوص الآتية ذلك.
الثانية: دولة البشرية الصرفة:
ومعناها أنَّ دولته دولة تتقوَّم عند قيامها بالجهد البشري المادي فقط، دون أن يكون لها أدنى درجة من درجات الاعتماد على الغيب، ولم يظهر تبنيها من أحد بوضوح، وهي نظرية مرفوضة لوضوح اتِّصال الإمام (عجَّل الله فرجه) بالغيب، بل ورد أنَّ مثله مثل الساعة التي هي الغيب، قال تعالى: ﴿وَللهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَالْأَرضِ وَما أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَـرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ (النحل: ٧٧)، وجاء التعبير عنه (عجَّل الله فرجه) بالساعة وعن ظهوره بغتة وفجأة وعن انتظار خروجه كل صباح ومساء، في العديد من الروايات، منها:
إن الإمام (عجَّل الله فرجه) مثله مثل الساعة:
* ومما روي في هذا المعنى، ما رواه الشيخ الصدوق (قدّس سرّه)، قال(٨): حدَّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رضي الله عنه) قال: حدَّثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي، قال: سمعت دعبل بن علي الخزاعي يقول: (أنشدت مولاي الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) قصيدتي... «وبعد الحسن ابنه الحجة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوَّل الله ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، وأمّا متى فإخبارٌ عن الوقت، فقد حدَّثني أبي، عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قيل له: يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك؟ فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): مثله مثل الساعة التي لا يجليها لوقتها إلّا هو ثقلت في السماوات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة».
إن ظهوره (عجَّل الله فرجه) بغتة فجأة:
* ومما روي في هذا المعنى، ما روي في مختصر البصائر(٩): عن المفضل بن عمر، قال: سألت سيدي الصادق (عليه السلام) هل للمأمول المنتظر المهدي (عليه السلام) من وقت موقت يعلمه الناس؟ فقال: «حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا»، قلت: يا سيدي ولِـمَ ذاك؟ قال: «لأنَّه هو الساعة التي قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرضِ﴾ [الأعراف: ١٨٧] وهو الساعة التي قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها﴾، وقال: ﴿عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾ [لقمان: ٣٤]، ولم يقل إنَّها عند أحد، وقال: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها﴾ [محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ١٨] الآية، وقال: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ [القمر: ١] وقال: ﴿وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍ﴾ [الشورى: ١٧-١٨]»، قلت: فما معنى يمارون؟ قال: «يقولون متى ولد؟ ومن رآه؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكل ذلك استعجالاً لأمر الله، وشكا في قضائه ودخولاً في قدرته، أولئك الذين خسروا الدنيا وأن للكافرين لشر مآب»، قلت: أفلا يوقت له وقت؟ فقال: «يا مفضل، لا أوقت له وقتاً ولا يوقت له وقت، إن من وقَّت لمهدينا وقتاً فقد شارك الله تعالى في علمه...»......................

💠 لقراءة البحث كاملاً من خلال الرابط التالي:
https://www.m-mahdi.net/almauood/articles-345

#الموعود
(عجّل الله فرجه)

نصرة الدولة المهدوية بين البشرية والإعجاز الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي تمهيد:............................................................. ٢٠٩ تحرير محل النزاع:...........................................................

 💠 إنّ العالم متَّجه نحو مصير لابد منه ولا يمكن الفرار منه، وهو حلول بلاء عظيم وقحط قاتل على الناس في آخر الزمان، قبل ظه...
06/09/2024


💠 إنّ العالم متَّجه نحو مصير لابد منه ولا يمكن الفرار منه، وهو حلول بلاء عظيم وقحط قاتل على الناس في آخر الزمان، قبل ظهور الإمام الحجة (عجّل الله فرجه)، وهو إنَّما سيحلّ بنا لسوء أفعالنا وقبح سرائرنا، ونحـــن لابــد لنا - بحسـب عــدّة من المحــفـــزات العقــليــة والشرعية - من مقاومة هذا البلاء وعدم الاستسلام له، بما يمكننا كأفراد أو جماعات أو مجتمعات أو دول، ولابد لنا من إيجاد مخرج من هذه الأزمة، وأهم طريق للتخلُّص من تلك الفتنة هو التمسك بالشريعة الغرّاء وعدم الانحراف عنها.

🗞 مقتطف من مقال: دراسة مقارنة للوضع الاقتصادي بين الغيبة والظهور
✍🏻 الكاتب: سماحة الشيخ ماهر الحجاج
📕 مجلة الموعود العدد 8/ ذي الحجة/ 1440 هـ
🌐 للاطلاع على المقالة من خلال الرابط التالي:
https://m-mahdi.net/almauood/articles-233
#الموعود #القائم #المهدي #الحجة #المنتظر #المنقذ #المؤمل
عجّل الله فرجه
https://m-mahdi.net

🔘 مجلة الموعود العدد السابع عشر🗓 محرم الحرام / 1446 هجري - تموز/ 2024 ميلادي📝 عنوان البحث: كيف يعلم الإمام المهدي (عجَّل...
04/09/2024

🔘 مجلة الموعود العدد السابع عشر
🗓 محرم الحرام / 1446 هجري - تموز/ 2024 ميلادي
📝 عنوان البحث: كيف يعلم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بوقت ظهوره؟
✏️ الباحث: الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي
📄 نص البحث:
تمهيد:
وفيه أمور:
الأمر الأول:
المشروع المفترض للإنسان في هذه الحياة هو مشروع التكامل الوجودي، الذي هدفه ومركز استقطابه الكمال المطلق للباري (جلَّ وعلا): ﴿يا أَيـُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ (الانشقاق: ٦)، ومن هنا كان هذا الطريق غير متناهٍ، لأن الهدف غير متناهٍ.
وقد اختلف بنو آدم في درجات كمالهم، تبعاً لأسباب عديدة، أهمها الإرادة الحقيقية للوصول، والإخلاص في التكامل، والتوفيق الإلهي، وغيرها.
ومما لا ريب فيه أنَّ أكمل المخلوقات وأعلاهم رتبة هم محمد وآل محمد (عليهم السلام)، الأمر الذي تشهد به العديد من النصوص، ومنها ما روي عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، وأول شافع ومشفع، لواء الحمد بيدي يوم القيامة، تحتي آدم فمن دونه»(١).
وعن جابر الأنصاري أنَّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال له: «أي الإخوان أفضل»؟ قلت: النبيون، فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «أنا أفضلهم، وأحب الإخوة إليَّ علي بن أبي طالب، فهو عندي أفضل من الأنبياء، فمن قال: إنَّهم خير منه، فقد جعلني أقلَّهم؛ لأنِّي اتَّخذته أخاً لما علمتُ من فضله، وأمرني ربي به»(٢).
ولسنا في صدد استقصاء الأدلة على ذلك، فهذا الأمر أثبتته النصوص بكل تأكيد.
الأمر الثاني:
أحد أهم امتيازات المعصومين (عليهم السلام) على من دونهم هو العلم اللدني، غير معلوم الحقيقة، فهو علم يختلف عن علومنا العادية التي نأخذها من خلال الاكتساب والتجربة وتراكم المعرفة، بل هو علم غيبي إلهي لا نتمكَّن من فهم كنهه، لأنَّه في طور أعلى من قدرة أذهاننا على فهمه، وهو علم ينكشف للمعصوم معه كل ما في الكون.
الفلاسفة صوَّروا هذا العلم بأنَّه فرع كون المعصومين (عليهم السلام) وسائط الفيض الإلهي، على خلفية قولهم بقاعدة الواحد، وأنَّ الواحد الحقيقي من كل جهة لا يصدر عنه إلَّا واحد، فكان الصادر الأول هو العقل الفعال في هذا العالم، وبواسطة هذا العقل صدر الصادر أو العقل الثاني، وصولاً إلى صدور عالم المثال (وهو عالم فيه المادة دون آثارها)، ثم عالم المادة المشهود لنا، ومن ثم فكل ما في العالم إنما يمر من خلال العقل الأول، فيكون عالِـماً بكل ما في عالَـم الإمكان.
ولسنا في صدد شرح أو نقض هذه النظرية، إلّا أنَّ الملاحظ أنَّ النصوص فيها إشارات لما يشبه هذا المعنى، وما دام الأمر وارداً في النصوص، فيمكن أن نقبله ولو تعبُّداً، ومن تلك النصوص ما دلَّ على أنَّ أول ما خلق الله تعالى هو نور النبي الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ثم خلق الأشياء منه، فقد نقل صاحب البحار روايات عديدة في هذا المجال(٣)، منها ما روي عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «يا جابر، كان الله ولا شيء غيره، لا معلوم ولا مجهول، فأوَّل ما ابتدأ من خلقه أن خلق محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، وخلقنا أهل البيت معه من نور عظمته، فأوقفنا أظلة خضراء بين يديه، حيث لا سماء ولا أرض ولا مكان، ولا ليل ولا نهار، ولا شمس ولا قمر»، الخبر.
وعلى كل حال، فالنصوص الدالة على علم المعصومين (عليهم السلام) صريحة في كونه علماً غيبياً، وبطرق غير معلومة لدينا، وبحجم من المعرفة لا يمكن أن تدركه عقولنا، ويكفي أنَّهم لم يُسألوا عن شيء إلّا وأجابوا عنه، وقد قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في أكثر من مناسبة: «سلوني قبل أن تفقدوني».
الأمر الثالث:
إنَّ هذا العلم الغيبي الواسع المدى، وإن كان بالنسبة لغيرهم من المخلوقات علماً واسعاً لا يُمكن إدراكه أو الوصول إلى حقيقته، إلّا أنَّه يبقى بالنسبة إلى الله تعالى علماً متناهياً، وبإذنه تعالى، وبفيض منه (جلَّ وعلا)، بل لا يُقاس علمهم بعلمه (جلَّ وعلا) وإن جلَّ علمهم وعظم، لأنَّهم على كل حال مخلوقات له تعالى، فقراء إليه، والمخلوق محتاج إلى خالقه في ذاته وأفعاله وصفاته، وهذا بحث لا نقاش فيه.
ومنه يُعلم إمكان أن تكون هناك علوم لا يعرفها أهل البيت (عليهم السلام)، لأنَّ الله تعالى استأثرها لنفسه، بل هذا ما دلَّت عليه بعض النصوص، كما ستأتي.
موضوع البحث:
السؤال الذي يدور البحث حوله هو عن الطريقة التي يعلم بها الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) وقت الظهور بالضبط، فهل هو من العلم المتاح للمعصوم كي يكون عالماً به فعلاً من البداية، وهو ينتظر أن يحين حينه ليقوم بالأمر؟ أو أنَّه لا يعلم به - لوجه ولآخر كما سيتبيَّن -، ومن ثم يتَّجه السؤال عن الطريقة المنهجية التي يُمكنه (عجَّل الله فرجه) من خلالها أن يعرف ساعة ووقت الظهور ليقوم بالأمر؟
هذا هو محور البحث العام.
ومن المعلوم أنَّ العلم التفصيلي بمثل هذا الأمر غير متاح لنا، وإنَّما هو من مختصات المعصوم، ومن ثم، فالبحث عن الجواب لابد أن يكون بعيداً عن التكهنات الخاصة، والآراء الشخصية، وإنَّما لابد من الرجوع فيه إلى النصوص التي يُمكن أن يُستفاد منها في المقام، سواء من خلال منطوقها المباشر، كما لو دلّ نصٌ بظاهر لفظه على علم أو عدم علم المعصوم بالوقت، أو بالمفهوم، أو باللازم، وهذا يعني أنَّ البحث روائي بامتياز.
وبمراجعة نصوص المسألة، نجد أنَّها تنقسم إلى طائفتين:
الطائفة الأولى: ما قد يُستدل به على علمه (عجَّل الله فرجه) بالوقت:
وفي هذا المجال نجد ثلاثة أنواع من النصوص:
النوع الأول: ما دلَّ على سعة علم المعصوم لكل شيء يقع في الدنيا وإلى يوم القيامة:
فإنَّه بإطلاقه يدل على شمول علمهم (عليهم السلام) عموماً لمعرفة الوقت بالضبط.
والروايات في ذلك كثيرة، ففي بصائر الدرجات (باب في علم الأئمة بما في السماوات والأرض والجنة والنار وما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة)
ذكر ست روايات تدل على ذلك، ومنها الحديث الثاني عن عبد الأعلى وعبيدة بن بشير، قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) ابتداء منه: «والله إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وما في الجنة وما في النار وما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة»، ثم قال: «أعلمه من كتاب أنظر إليه هكذا» ثم بسط كفيه ثم قال: «إنَّ الله يقول: إنَّا أنزلنا إليك الكتاب فيه تبيان كل شيء»(٤).
وفي البصائر أيضاً (باب في الأئمة (عليهم السلام) أنَّهم أعطوا علم ما مضى وما بقي إلى يوم القيامة) ذكر ثلاث روايات، وقد جاء في الرواية الأولى منه قول الإمام الصادق (عليه السلام): «وإنَّ رسول الله أعطى علم ما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة فورثناه من رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وراثة».
وفي رواية أبي بصير أنَّ أبا عبد الله (عليه السلام) حدَّثه عن أنواع العلوم التي عندهم، فقال له فيما قال: «إِنَّ عِنْدَنَا عِلْمَ مَا كَانَ وعِلْمَ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ...»(٥).
ومنها ما ورد في مضمون مصحف فاطمة (عليها السلام)، وأنَّ فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة، وأنَّه عند أهل البيت (عليهم السلام)، فقد روي عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ: «تَظْهَرُ الزَّنَادِقَةُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وعِشْرِينَ ومِائَةٍ وذَلِكَ أَنِّي نَظَرْتُ فِي مُصْحَفِ فَاطِمَةَ (عليها السلام)»، قَالَ: قُلْتُ: ومَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ؟ قَالَ: «إِنَّ الله تَعَالَى لـمَّا قَبَضَ نَبِيَّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) دَخَلَ عَلَى فَاطِمَةَ (عليها السلام) مِنْ وَفَاتِه مِنَ الْحُزْنِ مَا لَا يَعْلَمُه إِلَّا الله (عزَّ وجلَّ) فَأَرْسَلَ الله إِلَيْهَا مَلَكاً يُسَلِّي غَمَّهَا ويُحَدِّثُهَا فَشَكَتْ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) فَقَالَ: إِذَا أَحْسَسْتِ بِذَلِكِ وسَمِعْتِ الصَّوْتَ قُولِي لِي، فَأَعْلَمَتْه بِذَلِكَ فَجَعَلَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَكْتُبُ كُلَّ مَا سَمِعَ - حَتَّى أَثْبَتَ مِنْ ذَلِكَ مُصْحَفاً»، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: «أَمَا إِنَّه لَيْسَ فِيه شَيْءٌ مِنَ الْحَلَالَ والْحَرَامِ ولَكِنْ فِيه عِلْمُ مَا يَكُونُ»(٦).
ومنها ما روي في شأن الجفر، وأنَّ فيه علم ما يكون إلى يوم القيامة، وأنَّه عند الأئمة (عليهم السلام)، ففي رواية سدير عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنَّه قال له: «نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة الذي خصَّ الله به محمداً والأئمة من بعده (عليهم السلام)»(٧).
فهذه النصوص وأمثالها تدل - بعمومها وإطلاقها- على أنَّ عند الأئمة (عليهم السلام) علم ما كان في الماضي، وما يكون في المستقبل إلى يوم القيامة، وهي بإطلاقها تشمل العلم بيوم الظهور، فيكون معلوماً لدى الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه).
اللهم إلَّا أن يُقال: إنَّ إطلاق هذه النصوص وشموله للعلم بالوقت صحيح، ولكن هذا المعنى يُثبت علمهم (عليهم السلام) بالوقت بشرط عدم وجود قرينة - ولو منفصلة - تدل على أنَّهم لا يعلمون الوقت، إذ إنَّ وجودها يعني استثناء علمهم بالوقت من إطلاق تلك النصوص، وهو أمر ليس بعزيز، خصوصاً مع وجود نصوص - ستأتي - تدل على عدم إتاحة كل العلوم لأهل البيت (عليهم السلام)، وإنَّما هناك علوم استأثر بها الله تعالى لنفسه، فلم يُطلع عليها أحداً من خلقه البتة، فليكن العلم بالوقت منها.
فهذا النوع من النصوص لا يدل على المطلوب إلَّا بضم عدم القرينة على استثناء علم الوقت من الشمول بإطلاقه، وسيأتي ما يُمكن أن يكون قرينة على ذلك.
النوع الثاني: ما يدل على علمهم بالوقت لكن بدلالةٍ التزامية لا مطابقية:
وهي النصوص التي صرَّحت بأن أهل البيت (عليهم السلام) لا يوقِّتون، حيث قد يُفهم منه أنَّ لازم قولهم: إنَّهم لا يوقِّتون، هو أنَّهم يعلمون الوقت، ولكنهم لحكمة ولأخرى لا يوقِّتون، أي لا يُعلنون الوقت لغيرهم، ومنها ما روي عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عليه السلام) قَالَ: سَأَلْتُه عَنِ الْقَائِمِ (عليه السلام) فَقَالَ: «كَذَبَ الْوَقَّاتُونَ إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ لَا نُوَقِّتُ»(٨).
وعلَّق المازندراني عليه بقول: دلَّ ظاهراً على أنَّ لهم علماً بالوقت، إلَّا أنَّهم لا يوقّتون لمصالح(٩).
ووفق هذا القول، يكون الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) عالماً بوقت الظهور.
وقد يُقال: مع تسليم دلالة النصوص المتقدِّمة على علم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بوقت الظهور، ألا يعني هذا التوقيت المنهي عنه في النصوص؟
ولكنه يُجاب: فرقٌ بين العلم بالوقت وبين التوقيت، فالمنهي عنه هو التوقيت، أي إعلان الوقت وتحديده، وأمّا العلم بالوقت فلم يرد نهي عنه، بل لا معنى للنهي عنه كما هو واضح.
نعم، قد يُقال: إنَّ كونهم لا يوقِّتون لا يلازم علمهم الواقعي، وإنَّما هو لازم أعم، فقد يكون عدم توقيتهم من أجل أنَّهم يعلمون ولكن لا يعلنون الوقت لحكمة ما، وقد يكون من أجل أنَّهم لا يوقِّتون لأنَّهم لا يعلمون الوقت أصلاً، وعليه فلا يصح الاستناد إلى هذه النصوص لإثبات علمهم بالوقت، لأنَّها تدل عليه باللازم الأعم، وهو لا يصح مستنداً في المقام.
وقد يُستدل على علمه (عجَّل الله فرجه) بالوقت، بلازم ما روي عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ الصَّيْرَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ الله (عليه السلام) يَقُولُ:‏ «قَدْ كَانَ لِهَذَا الْأَمْرِ وَقْتٌ‏ وكَانَ فِي سَنَةِ أَرْبَعِينَ ومِائَةٍ فَحَدَّثْتُمْ بِهِ وأَذَعْتُمُوهُ فَأَخَّرَهُ اللهُ (عزَّ وجلَّ)».
ببيان: أنَّ الإمام الصادق (عليه السلام) بيَّن في البداية أنَّ الله تعالى كان قد وقَّت لهذا الأمر في سنة معيَّنة، ولكن حيث أذاعه الشيعة فإنَّ الله تعالى أخَّره، ولم يقل الإمام (عليه السلام) إنَّه لا يعلم ذلك الوقت، مما يوحي بأنَّه كان يعلم بالوقت ولكنه لم يُذعه، خوفاً من إذاعة الشيعة له.
ولكنه يُرد بأمرين:
أولاً: إنَّ ذلك لازم أعم من المدّعى - كما تقدَّم -، فلا يصلح للاستدلال على المدّعى.
ثانياً: ولو تنزَّلنا، فهو مبني على أنَّ المقصود من (الأمر) هو وقت دولة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، وهو أول الكلام، إذ إنَّ كونه كذلك يتنافى مع المتسالم عليه من أنَّ ذلك يكون على يدي الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ومن المعلوم أنَّ ولادته لم تكن في سنة (١٤٠هـ)، وإنَّما بعدها بما يقرب من (١١٥) سنة، مما يعني أنَّ المقصود من الأمر في هذه الرواية هو غير دولة الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه)، والذي قد يُفسّر بحالة من الانفراج والسعة على الشيعة وتخلص من الضيق والتهديد الذي كان يقوم به بنو العباس آنذاك.
وعلى منوال هذه الرواية روايات أخرى من قبيل ما روي عَنْ‏ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو عَبْدِ اللهِ (عليه السلام)‏: «يَا أَبَا إِسْحَاقَ إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ قَدْ أُخِّرَ مَرَّتَيْنِ».
النوع الثالث: ما دلَّ على أنَّهم إذا أرادوا أن يعلموا الشيء علموه:
هناك نصوص متعدِّدة تدلُّ على أنَّ أهل البيت (عليهم السلام) إذا أرادوا أن يعلموا الشيء علموه، من قبيل ما روي عن أبي الربيع الشامي قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «العالم إذا شاء أن يعلم علم»(١٠).
وعن يزيد بن فرقد النهدي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنَّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم»(١١).
ومعه قد يُقال: إنَّه يُمكن لأهل البيت (عليهم السلام) أن يشاؤوا علم الوقت، فيعلمونه.
ولكنه يُجاب:
أولاً: إنَّ هذا المقدار يُثبت الإمكان لا الوقوع، وحديثنا في الثاني، فدلالتها على المطلوب لازم أعم.
ثانياً: ولو تنزَّلنا، فنقول: إنَّه صحيح لو أرادوا أن يعلموا الوقت، والحال أنَّه يُمكن القول: إنَّهم لا يريدون ذلك، باعتبار أنَّه ورد في نصوص أخرى أنَّ أهل البيت (عليهم السلام) مورد لإرادة الله تعالى، ومن ثم فهم لا يريدون شيئاً إلَّا إذا أراده الله تبارك وتعالى، فلو لم يكن الله تعالى يريد أن يعلموا الوقت، فهم لا يريدونه أصلاً، فإذا ضممنا لهذا المعنى ما دلَّ على أنَّهم لا يعلمون بالوقت، أمكن القول بأنَّهم لا يريدون علم الوقت لأنَّ الله تعالى لم يرده لهم.
ومن النصوص الدالة على ذلك ما روي عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام) أنَّه قال: «إنَّ الله جعل قلوب الأئمة مورداً لإرادته فإذا شاء الله شيئاً شاؤوه، وهو قول الله: ﴿وَما تَشاؤُونَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ﴾ [التكوير: ٢٩؛ الإنسان: ٣٠]»(١٢).

💠 لقراءة البحث كاملاً من خلال الرابط التالي:
https://www.m-mahdi.net/almauood/articles-344

#الموعود
(عجّل الله فرجه)

كيف يعلم الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) بوقت ظهوره؟ الشيخ حسين عبد الرضا الأسدي تمهيد: ....................................................................... ١٧٧ موضوع البحث:............................................

Address

Najaf

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when مجلة الموعود almauood magazine posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category