
11/07/2025
كلمة الجمعة
بسم الله الرحمن الرحيم
سبحان الله!.. داخلني الأسف الأسيف حين لمست بوضوح عندما أراد الانجليز أن يجعلوا من العراق الحديث» دولة، اختلف العراقيون على رئاستها.
كان الاختلاف مرّاً ومخجلا في تفاصيله الخاصة والعامة، الى درجة أن المس غيرترود بيل (مستشارة المندوب السامي البريطاني في العراق، السير بيرسي كوكس) كانت قد كتبت في حينه : لقد تعبت من صنع الملوك.
ومن شدة التعب، استورد لنا الانجليز ملكاً من الحجاز، اسمه فيصل بن الحسين وجعلوا منه أول رئيس» لنا، وأجلسوه على عرش المملكة الفتية السعيدة. بهذه الطريقة تم اخماد اختلافنا على من يحكمنا آنذاك. عندها شعر جميع «العراقيين» المتصارعين على السلطة في حينه بالراحة والرضا، لأن «عراقياً» من بينهم، لم يكن هو الحاكم بأمره، وأمرنا، في نهاية المطاف.
وبعد ١٤ تموز ١٩٥٨ اختلف قادة العسكر على من يحكمنا من بينهم. وهكذا «تأمر» نصف «الضباط الأحرار» على نصفهم الآخر، وقام كل نصف منهم، بإعدام النصف الآخر رمياً بالرصاص.
وفي عام 1979 اختلف «الرفاق» على رئاسة السلطة، فقام «الرئيس» باعدام نصف «الرفاق».
ولولا الطبيعة «الدكتاتورية» لأنظمة الحكم المتعاقبة (على اختلاف درجاتها)، لما تمكن «عراقي» من حكم هذا البلد خلال المدة ١٩٥٨ - ٢٠٠٣.
وفي عام ٢٠٠٣ قرّر الأميركان ازاحة صدام حسين عن السلطة. وهنا أختلف العراقيون مجدداً على من يحكمهم من بعده في العراق «الجديد».
كان الخلاف مُرّاً ومُخجلا الى درجة شعر معها زلماي خليل زاده (المندوب السامي الاميركي في العراق) بالتعب الشديد من عملية صنع الملوك «الجدد» في العراق. وهكذا جاء بول بريمر من ولاية كونيتيكت)، وأصبح «ملكاً» على العراق.
وفي ظل «جلالة الملك» بريمر هذا، لم نتفق على رئيس عراقي لنا. فاخترع الأميركان لنا مجلس الحكم. وجميعكم تتذكرون كيف كان لنا.. في كل شهر «رئيس».
احمد الحسني البغدادي
النجف الاشرف
١٦ محرم ١٤٤٧هـ