01/06/2025
تعنّت الدائنين... سيفٌ بوجه المتعثر النية لا الفعل
في ظل ظروف اقتصادية قاسية تمر بها آلاف الأسر،
وفي الوقت الذي يحاول فيه بعض المدينين الحقيقيين الوقوف على أرجلهم من جديد...
يصطدمون بجدار قاسٍ:
تعنّت الدائنين، وتعقيدات المحامين، وفوائد قانونية تكاد تقترب من الربا!
المدين... ليس عدوا
كثير من المدينين ليسوا متهربين، وليسوا نصابين، بل فقط أشخاص ضاقت بهم الدنيا.
تعثّروا لأسباب خارجة عن إرادتهم:
ركود اقتصادي، انهيار مشاريع، أمراض، أو فقدان مصدر الدخل.
ومع ذلك، حين يمدّ يده للتسوية، يصطدم بثلاثة:
1. دائن يرفض أي خصم.
2. محامٍ يشترط الدفع الكامل دون تفاوض.
3. فوائد قانونية تراكمت حتى ضاع أصل الدين.
التسوية... الحل الذي يُرفض
المتعثر الصادق يأتي بنيّة السداد، يطلب خصمًا، أو جدولة، أو حلًا وسطًا،
لكن بعض الدائنين يرفضون... لا يقبلون إلا المبلغ كاملًا مع الفوائد والمصاريف،
وبعضهم ينتظر ليرتفع الدين أكثر ويزيد الضغط.
وهنا السؤال الأخلاقي:
هل الهدف من الدين استرداد المال، أم الانتقام؟
الفوائد القانونية... غطاء قانوني للربا؟
في كثير من الأحيان، تتضاعف قيمة الدين بسبب "الفوائد القانونية"،
خصوصًا في ظل التأخير والرسوم والمصاريف الإضافية،
فيتحوّل الدين من 5,000 إلى 15,000 خلال سنوات قليلة،
وهذا فوق طاقة الغالبية، ويُحوّل النية الطيبة للسداد إلى يأس واستسلام.
وإن لم يكن هذا ربا مغطّى بالقانون، فما هو إذن؟
تدخل بعض المحامين... تعقيد لا تبسيط
بدل أن يكون المحامي وسيط حل، يتحوّل البعض إلى عامل ضغط إضافي:
يرفضون التواصل الودي، يركّزون على الحجز والسجن، ويُغلقون كل أبواب التفاهم.
حتى الدائن نفسه أحيانًا لا يعلم أن المدين حاول الوصول إليه!
النتيجة؟
نخسر إنسانًا حاول أن يسدّد، ونحوّله لمطلوب هارب أو سجين عاجز.
ونحوّل المجتمع إلى ساحة نزاع... بدل أن يكون شبكة أمان.
الرسالة
لكل دائن:
ما تخليش القانون يعمي إنسانيتك.
وكل محامٍ:
دورك تحل، مش تعقّد.
وإلى من يضع القوانين:
راجعوا منظومة الفوائد، لأنها تُغرق بدل ما ترفع.