
09/10/2025
ارادها ترمب فتوقفت الحرب.
كمال زكارنة.
قرر الرئيس الامريكي ترمب ان تتوقف الحرب الاسرائيلية على غزة فتوقفت،وهذا يعني ان اسرائيل لا تقود امريكا ،بل على العكس فان اسرائيل لا تعدو كونها شرطيا بلا رتبة،تنفذ الاوامر الامريكية،وتقوم باكثر الادوار قذارة في الشرق الاوسط والعالم،وكل من يعتقد بان الكيان يؤثر في المواقف والسياسات الامريكية الخارجية ،عليه ان يتعظ من هذا الاتفاق ،والذي سبقه بعد فوز ترمب مباشرة بالانتخابات الرئاسية ،الامر الذي يؤكد بأن امريكا هي التي توجه الكيان وتتحكم بسياساته وممارساته ومواقفه وتصرفاته،فلو ارادت الادارة الامريكية وقف الحرب لاوقفتها في اي وقت سابق، لكنها ارادتها ان تستمر من اجل مصلحة اسرائيل،التي فشلت في تحقيق اهدافها المعلنة للعدوان على غزة بالقوة.
المهم الآن تنفيذ الاتفاق وضمان تطبيقه على الارض ،والالتزام ببنوده وتفاصيله ومبادئه،وان تستمر الرعاية الامريكية للاتفاق من قبل الرئيس الامريكي شخصيا،وان لا يدير ظهره لغزة بعد وصول آخر اسير اسرائيلي او آخر جثة اسير الى الكيان،ويطلق يد نتنياهو لاستئناف حرب الابادة الشاملة على قطاع غزة.
يشار الى ان اسرئيل لم تكن في شهر العسل طوال عامين من عدوانها على قطاع غزة،فقد خسرت معظم قواتها البرية ،اكثر من الف وثمانمائة آلية عسكرية ،حتى كاد مخزونها من الدبابات والمدرعات والجرافات وناقلات الجنود ان يتفذ،وقد استنزفت ذخائرها واستهلكت مخزون امريكا واوروبا من الذخيرة ،وخسرت اكثر من سبعة عشر الف قتيل ،واكثر من ثلاثين الف جريح ومعاق ،واكثر من ثمانين الفا يعانون من صدمات نفسية عنيفة ،وعدد كبير من الجنود المنتحرين، الى جانب الخسائر الاقتصادية والتفكك الاجتماعي والانهيار الذي صدع المنظومة الامنية ،والهجرة العكسية ،وغيرها من الخسائر التي كانت جسيمة جدا،وهي كانت مضطرة الى وقف الحرب لانقاذ نفسها من دمار محقق،ومنع اسقاط حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة.
المرحلة القادمة التي تحدد مصير ومستقبل الشرق الاوسط،والصراع العربي والفلسطيني الاسرائيلي ،تتوقف على الموقف الامريكي وتوجهات ونوايا الادارة الامريكية، التي تستطيع انهاء الصراع كما اوقفت الحرب في غزة،اذا ارادت الولايات المتحدة لهذا الصراع التاريخي ان ينتهي.
اليوم تغيرت المواقف الاوروبية والعالمية الرسمية والشعبية،من الصراع العربي والفلسطيني الاسرائيلي،وسقطت الاقنعة المزيفة عن الكيان ،ووصل العالم الى الحقيقة الدامغة للكيان المجرم الارهابي ،والى القناعة المطلقة بعدالة القضية الفلسطينية والقضايا العربية.
امام الرئيس الامريكي تحديدا ،فرصة تاريخية لتحقيق اعظم انجاز تاريخي في الشرق الاوسط،وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران عام 1967،وانسحاب الاحتلال الاسرائيلي منها،انسجاما مع الارادة الدولية ،والتوصل الى سلام عادل في المنطقة،بما يضمن الاستدامة وامن وازدهار جميع شعوب ودول الشرق الاوسط ،بما فيها دولة وشعب فلسطين.