03/07/2025
. . الأب صانع الحضارة. .
لا تسمح لأحد أن يمنعك من أداء واجبك في تربية أبنائك ليكونوا رجالًا، أنت لا تُربي طفلًا فحسب.، أنت تُعدُّ رجلًا سيكون لبنة في بناء الأمة، وحاميًا في مستقبل لا يرحم الضعفاء.، وإذا تركت الراحة تحلّ محلّ الانضباط، والميوعة مكان الرجولة،. فلن تفقد أبناءك فقط، بل ستُطلق إلى هذا العالم رجالًا محطمين،، ورجالًا بلا بوصلات... والعالم لا يرحم من لا يعرف طريقه.
لنكن واضحين:
العالم لا يهتم بمشاعر الرجل،
بل بقدرته على القيام بواجبه، وصبره على مسؤوليته.
فإذا ظنّت زوجتك أن انضباطك "قسوة" أو "رجعية"،
فذكّرها:
أنت لا تُدلل حيوانًا أليفًا...
أنت تُهيئ محاربًا لحياة قاسية.
أولًا: أنت لا تُعاقب،أنت تصوغ
دورك ليس التوبيخ، بل التشكيل.
أنت كالحدّاد لكنك هنا تصوغ معدن الشخصية.
أنت تُقوّم الإرادة، وتُهذّب العاطفة، وتُدرّب الرغبات.
لأنك إن لم تُربِّ ابنك…
فالشوارع ستفعل،
والمحاكم ستفعل،
وربما المشرحة لا سمح ستفعل ووقتها… لن تنفعه التربية "اللطيفة". عندما يُعجزه التحمّل، ويضيع في تقلبات الحياة.
ثانيًا: لا تتخلّ عن مكانتك أمام الأبناء
إذا ناقضتك زوجتك أمام ابنك، فأنت تخسره.
الطفل حين يرى والده يُقصى أو يُسفّه، يفقد احترامه لا لك فحسب بل لأي سلطة لاحقًا.
وحين تتهاوى هيبة الأب، تتهاوى الثقة والانضباط.
لذا تواصلا كزوجين لترتيب اوراقكما في المواضيع المختلفة في الخفاء وليس أمام الأبناء،
لكن أمام الأبناء، أنت القائد.
ثالثًا: الرجولة ليست مالًا فقط، بل هيبةٌ ومسؤولية
هل تريد أن تَسود؟
هل تطلب الطاعة والانضباط من أبنائك؟
إذن كن أهلًا للمكانة. احمل العبء، وكن قدوة.
قد لا تملك الثروات. لكن امتلك العزيمة، وكن سببًا في أمانهم واستقرارهم، المرأة تُكمل، لكنها لا تعوّض غيابك.
لأن الرجل الذي لا يملك سلطة معنوية،
ينقلب تابعًا في بيته، ويُربّيه أطفاله.
رابعًا: لا تضيّع ابنك وأنت منشغل بتربية أبناء غيرك
أنت لست مُنقذ العالم. ابنك سيسألك يومًا:
"أين كنت عندما احتجتُك؟"
ولن تهمّه نواياك النبيلة، بل سيؤلمه غيابك.
فإن لم يكن لك في الطفل دمٌ أو اسمٌ، فدعه لأبيه.
أما ابنك؟
فهو أولى برجلٍ حاضر، يقود لا يغيب.
فالأب الحاضر يقي أبناءه من الجريمة، والانهيار، والتيه.
وإذا انتُزعوا منك ظلمًا، فقاتل، قاتل باسمك،، بكرامتك، بإرثك.
وأخيرًا: أنت لا تُربي طفلًا، بل تُؤسس حضارة
لا تعتذر عن حزمك، ولا تخجل من موقفك حين تكون على حق. فالعالم ينهار حين ينسحب الآباء،
وتتداخل الأدوار،
وتضيع البوصلة.
كن حنونًا… نعم.
لكن لا تكن ضعيفًا.
لأن ابنك سيواجه غدًا عواصف لا يمكنك أن توقفها.
والدرع الوحيد الذي سيحميه،
هو ما تبنيه فيه اليوم، من صبر، وشجاعة، ورجولة.
فلا تتردد.
ارفع صوتك بالحق.
ارفع معاييرك.
وادفع أبناءك ليكونوا رجالًا.
د. أحمد خليل العُمري