17/05/2025
استثمار أم استعمار ؟!
صفقات أم صفعات ؟!
عشرةُ ملياراتِ دولارٍ - من أموال المسلمين- يتم استثمارها في قاعدةِ العديدِ - الأمريكية - العسكرية على الأراضي العربية !
ماذا يسميه من يكيل بمكيالين ويرى بنصف عين :
استثمارًا أم جِزيةً عن يد وهم صاغرون - كما يدّعون ويزعمون مع غيرهم - تُدفع طاعةً وطَوْعاً للجيوشِ الأمريكية ، ودَعمًا مباشرًا شكرا لجهوده وتعزيزا لوجوده وإكراما لجنوده على الأرضِ القطرية ؟!
أكان لهم - في ميزانهم - انتصارا و عزيمة ، ولغيرهم انكسارًا وهزيمة ؟!
أَحَـرامٌ عَلى بَـلابِلِهِ الدَوحُ
حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
الاستثمار المبارك المُقدَّس تمثل
في تعزيز دعم قاعدةٍ عسكريةٍ أمريكية - لا إسلامية ولاعربية - ولا يُسمحُ لأمير قطر نفسه بدخولها إلّا بإذنٍ من غرفةِ العملياتِ الأمريكية فيها ؛ ولعل ما فعلوه هو - في تصورهم ! - من كرم العرب ومروءتهم بأن يشعر الضيف بأنه صاحب البيت " المعزب " !
وحُقَّ لهم أن يتمثلوا بقول الشاعر :
يـا ضـيفـنـا لـو زرتـنـا لوجــدتـنا
نحن الضيوفُ وأنت رب المنزلِ
ولكن من المؤسف أن الضيفَ نال ذلك لا نزولا عند العادة ؛ ولكن بسبب القوة والسيادة ! " مُكرَهٌ أخوك لا بطل "! وأخونا يعلم ذلك ونحن والعالم كله يعلم ؛ ولا يغيره تغريدُ كذَّاب ولا تسخير ذُباب .
وحيث إنكم تتدخلون في شئون غيركم ابتداء وتقودونهم إلى الهاوية انتهاء ؛ فإنَّ الشارع الإسلامي والعربي - المتضرر - يتساءل :
هل هو استثمارٌ في كافتيريا القاعدة ؟! أم في حاناتها؟!
هل هو لتحديثِ حمّاماتِ الجنودِ الأمريكيين وجاكوزي الضباط؟!
أم لتوسيعِ مناماتهم وتوفيرِ خَدَمٍ وفَرَّاشين لهم؟!
أم هو بالفعل استثمارٌ في القنابلِ التي تُلْقَى على رؤوسِ الأبرياء في غزّة فتمزق أوصالهم وتنحر أطفالهم ؛ وبغير جريرة ثم تتباكى الجزيرة ومذيعوها بدموعٍ غزيرة ؟!
إننا من فمك ندينك فاصمت ولاتهمس بحرف فقد سقطت ورقت التوت وتهاوى بيت العنكبوت
حيث نشرت وزارةُ الدفاعِ الأمريكية تصريحاً يفيدُ بأنّ سبعةَ عشرَ شُحنةَ أسلحةٍ انطلقت من قاعدةِ العديد إلى قاعدةِ "نيفاتيم" في دولة الاحتلال ، فما هو ردُّكم؟
أين حجّتُكم؟ أين ذبابُ عزمي بشارة، مستشارِ الأميرِ تميم، وعضوِ الكنيستِ الصهيونيّ؟!
ذاك الذي يُنْفِقُ المالَ الحرامَ على ذُبّانِه الإلكترونيّ فلا تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزا ولا تَرى لهم أثراً !
أين قناةُ الجزيرة ؟ أين "ميم" القطرية ؟ أين "عرب بوست"؟
أم ( لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا )
أين أنتم من هذه الجِزيةِ الأضخمِ في التاريخ؟!
هل لك أن تتصور أيها القارئ الكريم أنه : في أرشيف الإنترنت، تصريحٌ لأمير قطر عام 1999، يُعلن فيه حُلُمَه بوجودِ عشرةِ آلافِ جنديٍّ أمريكيٍّ - أكبر وأخطر قوة في العالم - دائمين على أرضِه ؟!
فلم يطل تحقق الحلم المنشود ؛ وبعد عامٍ - فقط - جاء اليوم الموعود ، وتوافدت المعدات والجنود !! ، نعم لقد تحقّقَ الحُلمُ المُذِلّ ، وقد انطلقت الطائراتُ من ذات القاعدةِ لقصفِ أفغانستان... ثمّ العراق...
يا لِخِزْيِ التاريخ الذي لا يرحم ! أيوجدُ حاكمٌ على وجهِ الأرضِ جعل حُلُمَه أن تُحتلَّ بلادُه ، وعلى صغرها يجتزئ منها العم سام ما يشاء منفذا منها المهام ويأخذ ولا يعطي ؟! حقا إنه استثمار ولا كأيِّ استثمار !
هل انتهت القصة ؟ لا ..
بل بعد ذلك يأتي الرئيسُ الأمريكيّ ترامب ليقول : " إنّ إيران - التي تحتل أربع عواصم عربية - محظوظةٌ بوجود الأمير تميم!"
لماذا ؟ يكمل ترامب كشف الحقيقة المغيبة :
لقد دافعَ عنهم بشدّة - عن إيران - ، وطلبَ منّي ألّا أُهاجمَ إيرانَ بقوّة، وقال : "بإمكانك عَقدُ صفقةٍ معهم !"
يا أبواق النفاق ، لو كان عندكم ذرة حياء وفي وجوهكم قطرة ماء ؛ لقطع كل واحد منكم لسانه وهشَّم بنانه الذي يكرم الخيانة ويجرِّم الأمانة .
وأما نحن فلن نطالبكم أن تحترموا عقولَنا لأنكم لا تحترمون أنفسكم أصالة
وفاقد الشيء لا يعطيه ..
فنحنُ نعلمُ أنَّ حجمَ الجِزيةِ تجاوزَ التريليونَ دولار، وأنَّ حجمَ الخيانةِ فاقَ كلَّ توقُّع ، وما خفيَ كان أعظمَ وأفدح...
إن كانَ بَيتُكَ من زُجاجٍ فانتهِ
عن رجمِ غيرَك بالحجارةِ والعُصي
ولعل قناة الجزيرة لم ترَ أن العم ترمب لم يكتفِ بالحلب ؛ بل أخذَ البقرة مع الحظيرة ؟!
عبد الله بن محمد الحامد