09/12/2025
https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=1170680085183188&id=100067236216952
- الأستاذ الدكتور خالد إسماعيل أستاذ ورئيس أقسام الجراحة بطب كفر الشيخ كتب على صفحته ..
" استحييت من ربي وعرفت ضعف إيماني عندما حضرت بالأمس لعيادتي؛ تلك الاسرة برفقة ابنتهم التي انتشر في جسدها الورم الخبيث وتغلغل وسقط شعرها من العلاج الكيماوي؛ وتعاني من التهاب شديد حول الشرج حضرت لي لتُعالَج منه ..
• وأدركت أن البلاء على قدر الإيمان حقًا وأن الصبر والرضا عليه
يختص اللّٰه به عبادًا أحبهم الأسرة أب في أواخر الثلاثينات متوسط الحال والأم في أولها ..
• وكلاهما لا تفارق لسانهما كلمة الحمد للّٰه وابتسامة الرضا ٍمع أنهما في ابتلاءٍ شديد فقد مات قبل ابنيهما ولدين بنفس الداء اللعين السرطان ..
• وإذا به يُصيب الإبنة الوحيدة الباقية ابنة السبع سنوات وها هي مشرفة على الرحيل يتبادلون معها الضحك وكأنها مصابة بنزلة برد ويهونون عليها ..
• الطفلة كالقمر واللّٰه يوم اكتماله بالسماء زلزلت كياني وأبكتني عندما قالت بفرح دكتور " بابا وماما جابوا لي فستان جديد
علشان أنا قريب هروح أزور سعيد ومصطفى أخواتي في الجنة "
• ابتسم الأب وقال لي همسًا هكذا تعودنا على رحلة العذاب تشخيص وعمليات وعلاج ونستعد كل مرة لتسليم الأمانة لخالقها
عندما يقترب الرحيل ..
• تعاهدت أنا وأمها منذ رحيل الطفل الأول وإصابة الثاني وها هي الثالثة أن نلقي في قلب أولادنا إنهم ذاهبون لجنة فيها ما يعوضهم عن رحلة العذاب في الدنيا وإن أخوه ينتظره على بابها ..
• وها نحن نهون عليها وعلينا استقبال الموت الذي أصبح ضيفًا علينا تتكرر زيارته كلما تفتحت أوراق زرعنا شددت على يديه
ويعلم اللّٰه لو استطعت تقبيلها لفعلت قبلت الطفلة وقلبي يبكي
• يعلم اللّٰه أن بكاء قلبي هذه المرة كان على نفسي وانا أشعر إن اللّٰه أرسل لى تلك الأسرة الصابرة والبنت المبتلاة لأستحي وأعرف ضعف نفسي وهوانها فأنا عندما أُشك شكة أملء الدنيا عويلًا ..
• يعلم اللّٰه منذ رأيت تلك الأسرة في الرابعة من عصر أمس ولم تفارق عيني صورتهم ولم يغب من أذني صوت الملاك الصغير
أنا هروح أقابل أخوتي بالجنة ..
• ما أصغرك يا خالد وعذرًا ياربي أيقنت الدرس وتعلمته وأدركت
إن الشكوى لغير اللّٰه مذلّة وأن الصبر على البلاء درجة عالية اختصصت بها عبادًا لم أرتقي بعد إلى عُشر درجاتهم ..
• حقا لا يشعر المرء بتفاهة نفسه إلا عندما يرى الصابرين" .
» الحمد للّٰه حمدًا يليقُ بجلال وجهه وعظيم سلطانه،
لا نُحصي عليك ثناءًا أنتَ كما أثنيتَ على نفسك ياربِّ.
منصة اربد الاخباريه