تأملات ومقالات

تأملات ومقالات الدروس التي نخرج بها من الحياة بختلف اشكالها من خلال طرح القضايا الانسانية والاجتماعية بإسلوب السهل الممتنع

06/07/2025

بعد الانتهاء من المهمات اليومية ،، اعتدت ان اجلس في شرفتنا ذات الازهار المخميلة التي تُعبق الاجواء برائحة زكية ،، لأتنفس الصعداء و واتخلص من هواجسي بتعقلٍ و روية ،، لاعود بنفسي الى طبيعتها النقية ،، فأنتقل من زخم الحياة الى عوالمَ بدفئ المشاعر والاحاسيس غنيةٍ وسخية ،، وغالباً مايصحبني في هذه الجلسات احدي الصديقات اللاتي تجمعني بهن علاقة بالحب ثرية ،، وذات عشية صحبتني في جلستي صديقتي الغالية بهية ،، التي تتمتع بعقليةٍ حكيمةٍ و ذكية ،، وبروحٍ باللطف والفكاهة غنية ،، ووجه بشوش لاتفارقه البسمة الندية ،، فهي بالفعل بروحها بهية ،، وبحديثها ضحوكةٌ مسلية ،، وان كانت في خصالها وطبعها تقية ،،وعادةً ما نحتسى معاً كوباً من الشاي بالمرمية ،، ولكنها في هذا اليوم لم تكن في تصرفاتها طبيعية ،، فقد كانت زائغة النظرات ،، و كان في صوتها رعشة تُفصح عن عميق الحسرات ،، فكلما تنفست زفرت الاهات ،، ودمعت عيونها من شدة المعاناة ،،وكم هالني مارأيته منها من اضطراب الحركات .. فإقتربت منها علني أُهدئ من روعها فهي عندي المفضلة من بين الصديقات ،، امسكت بيديها وشددت عليها لأشعرها بالأمان واني معها في اي ازمة من الازمات ،،فكم كان بيني وبينها من صولات وجولات ،، لكنها حاولت ان تٌخفي ما اصاب مشاعرها من كدمات ،، حتى لاتعكر صفو جو الرومنسيات ،، الذي نتعمد ان نسترجع ماضيه عبر جميل الذكريات ،، لنتجاوز ما قد نصادفه من ضغوطات ،، ونخرج من نمط روتين الحياة ،، الذي غالباً ما يٌشعرنا بالملل لتشابه الاحداث و الساعات ،، ولكنها سحبت يديها لتخفي رعشة شفتيها ،، ولتمسح الدموع التي انهمرت من مقلتيها ،، ووقفت فجأةً لتنسحب من المكان ،، دون ان تُفصح عما في داخلها من وجع و احزان،،
فهتزت الطاولة ووقع من ارتباكها الفنجان ،، فزفرت زفرةً كلها حياءٌ وخذلان ،، وقالت بصوت منخفض وحيران ،، وقد احمر ت الوجنتان ،، أعذريني يا صديقتي حنان ،، فأنا اليوم لست على مايُرام ،، وتوجهت مسرعةً للباب دون تعليقً او بيان ،، وتورات عن الانظار وكأن شيئاً لم يحدث ولا كان ،، ولم تترك لي فرصةً لمعرفة سبب تلك الاشجان ،، تركتني عطشى كما الظمآن ،، ولم اتمكن من منعها حيث فات الاوان ،،فما كان مني امام رغبتها إلا الإستسلام والإذعان ،، علها تهدأ وتعود لنفسها السكينة والإطمئنان ،، وتأتي في الغد القريب كما عهدتُها دون ضغطٍ مني لتبوح بما في قلبها من لوعةٍ الألم والأحزان ...

16/10/2024

يقولون إن الغربة والبعد عن الاهل والاحباب ليس بالامر العسير،، وان بامكان الانسان ان يتكيف مع الظروف وان الامر يسيير،، بحكم انه اجتماعي بطبعه - وعليه - لابد من مسايرة التغيير ،، وبالتالي ليس بالضرورة بمكان ان يظل للعلاقات القديمة أسير ،، وان عقد علاقات جديدة ستُعينه على تحمل الشعور بلهيب الفراق والغُربة والسعير،، ولكن الوضع بالنسبة لي ولكثيرين امثالي جدُ خطير ،،فعلاقة الاحبة من الاهل والأصدقاء متينةٌ ومبنية على التفاهم وليس لها نظير ،، ولايمكن لاي صداقة جديدة ان تحل محل علاقتنا بالاهل التي احتلت في القلب مكاناً جدُ كبير،، وهي بالنسبة لي كما المصباح المنير ،، لا تغيرها الاقاويل من شخص حاقد،، بالاحترام غير جدير ،، فلبِنات تلك العلاقة مبنية على الحب والتفاني و التقدير،، ولا مكان فيها للانانية بيننا ولامجال للتقصير....

لا زلت اذكر عطر تلك الذكرايات بيني بين احبتي من الاهل التي تعْْبق الاجواء عبير،، لما تحويه من قصصٍٍ وحكايات مثل الاساطير.. فهي غاية في الجمال يعجز اللسان عن وصفها او التعبير ،، وان كانت كلماتها محفورة في القلب والعقل ولاتحتاج تنظير .......

كم اشتاق في غربتي الى اهلي والى ايامٍ كل مافيها لا يُنتسى ،، حتى وإن باعد بيني وبينها الزمان و المدى ،، فهي وإن اصبحت ذكريات لايمحوها إلا الردى ،، وهى رغم الفراق وبُعد المكان والمدى ،، تعِنُ وتطوف في بالي لما لها في القلب والنفس من صدى ،، وهى لقلبي ومشاعري كوقع الندى...

اخوتي واخواتي- وحتى صديقاتي - لم يرحلوا يوماً عن مخيلتي وذكرياتي ،، فكلما غرد الطير وشدى ،،عصف في القلب حنين الشوق وحرك في القلب ما خفي وما بدى،، لما للذكريات من اثرٍ طيب في الفؤاد و الحشا ،، فقد لازموني في عهد الطفولة وفي الصِبا،، رغم وجود العوازال والعِدى ،، و عشت معهم احلى الاوقات التي لايمكن ان تذهب سُدى ،، حتى وان مرت علينا ايام عصيبة كالبرق والرعد في الشِتا،، الا انها رغم ذلك لاتخلو من الحب والدفى

فاللهم ادعوك في غربتي والبعاد وكلي رجوات،، ان تتقبل من الدعوات،، وان تجمع بيني وبين اهلي و أحبتي،، فانني انتظر اللقاء وانه بإذنك وفضلك لا ريب لآت......

13/10/2023

*عدد26*

الإنتماء الى العروبة نخوة

هل يُعقل ان نقف مكتوفي الأيدي ونحن اهل العروبة وأصلنا عرب؟!!!! وهل يعقل ان نصمت امام ما يقوم به الصهاينة الجرب؟! طغيان وانتهاك وتفجيرات تُقطع الاوصال إرب،، و هل من الطبيعي ان تُحاك الاقوايل عن اننا شعوبٌ ارهابية ولا تعرف سوى الحرب؟!! وكلها لامحاله إدعاءات و محضُ إفتراءٍ و كذب ؟! كيف نسكت على مغتصبي ارضٍ عربية وسلبها بالقصف والقتل وقطع وسائل الحياة لتتحول الى مقابر وتُرب ؟!!!
هل اصبح السكوت على الظلم في هذا الزمان عنوان ؟! واصبح نُصرة الاخوة وعونهم في خبر كان؟!! كيف نرى صوراً مُفجعة لإخوانٍ لنا في غزة يموتون تحت القصف في ثوان،، ولا نتحرك لنصرتهم وكأن الصدأ غطى القلوب وران ،، اي عروبةٍ هذه التي ننتسب اليها أيها الشجعان؟! و اي شرفٍ ونحن نقف بلا خجل و نرى الحق المُصان يُنتهك ويُهان.. لاماء ولامأوى ولاكهرباء ولا أمن ولا أمان،، وكل ما نقوم به الشجب ونحن محلك سر واغلبنا عن الحق أعمى أو غفلان،، نساءٌ واطفالٌ من الاهوال يصرخون ،، حتى الرجال من النكبة يستجيرون،، و بحق العروبة اخوانَهم يناشدون.. ولكن للأسف ليس هناك من مجيرٍ او مُعين ،، والموقف بصراحة اصبح مُخجلاً ومُهين ،، في حق العروبة التي تمرغت في الطين،، لاننا ندرك جيداً وعلى يقين ،، بان الارض هي أرض فلسطين ،، وانهاحتى النُخاع ارض عربية حتى لو انكر ذلك الكفرةُ الظالمون ،، فقم ياايها الانسان لنُصرة اخيك الإنسان ،، ان كنت لاتقبل ان يقال عنك - اعزكم الله - انك حيوان ،، وان كنا نرى صوراً مُشرفة للحيوان ،، وهو يساعد صاحبه الغرقان ،، ليوصله الى بر الأمان ،، ليس رداً للعرفان ،، ولكن حباً وكرامة ولانه ليس بجبان ،، فهيا ايها الانسان انصر اخاك مهما حدث وكان ،، حتى لا يأتي اليوم الذي تصبح فيه على سلبيتك ندمان،، عندما يدق فيه جرس الانذار وتتحسر على الخذلان،، ولكن بعد فوات الأوان

12/10/2023

*عدد25*

*بحسن الخُلق تنال*

مهما أُوتيت من العلم علماً غزيرا ،، ومن الحكمة والفَهم فهماً كثيرا ،، وأُوتيت من الفطنة و الدراية درايةً وفيرة ،، ووصلت في الوظيفة الى اعلى المناصب ،، و نلت من المكانة أرفع الدرجات والمراتب ،، وصفَّق لفصاحتك عند المحاضرات و الخطابات الجمهور ،، لما تتمتع به من وجاهةٍ وحبور ،، وفي المناقشات كنت دائماً الرابح وعلى النِد منصور،، واينما تسير يعرفك الكثير من الحضور،، ومنهم من يشير اليك بالبنان لأنك مشهور.. بل منهم من يراك قدوةً له وبك معجبٌ و مبهور،، ويساعدك في كل هذا انك من عائلة لها اصلٌ وجذور،، وسيطك وصل عنان السماء وفاق الآفاق وتجاوز النور
اذا كنت تتمتع بكل هذا الهيلمان وأنت بنفسك راضٍ ومسرور ،، و لم تكن تتحلى بحسن الخُلق ولم تكن سيرتك عطرةٌ فواهة كما الزهور،، وكان وصلك بمن حولك خال من الحب والتسامح الفياضٌ بل مغمور ،، ولم يعرف صدرٍك سوى التكبرٍ والغرور ،، و لم يكن عطاؤك متدفقٍ كالنهر الموفور ،، ولم تقف يوماً في وجه الظلم وناصرت الحق المهدور ،، وسرت بين الناس مرفوع الأنف لا الرأس كما الطاوس المغرور،، لظنك أنك الأوحد في هذا الكون الذي حوله الدنيا تدور،، ولم تكن عوناً للمحتاج ومَن حقه مهدور،، ولم تنصر من يعاني من الظلم والقهر وحاله غير ميسور،، وما فكرت لحظة ان تُطبب قلب مكسور ،، لانك مشغولٌ بحالك ومن سواك ليذهب الى الجحيم ويغور... أبشرك بان كل هذا العلم والفهم والدراية لن يتعدي عتبة الباب،، مهما قدمت من الأعذار والاسباب،، و مهما كانت الحجة ولديك الجواب،، ولن تنعم ببركة الخالق الوهاب ،، مهما نلت من التصفيق عند الخطاب ووصلت من الشُهرة عنان السحاب ،،،،،،،، 🌷

29/07/2023

*عدد3*

صديقتي شفيقة

لي صديقةٌ اسمها شفيقة،، كانت كلما وقعت في مشكلة أو ضيقة،، استجارت بي واستغاثت لاعتباري أحكم رفيقة،، ذات يوم طلبتي وقالت بكلمات رقيقة،، انا بحاجة لرأيك الصدوق يا صديقة ،، فأنت لي أحكم من يرشدني الى أصوب طريقة ،،دون ان تُزيني الكلام او تُخفي عني الحقيقة ،، عندها قلت هاتِ ماعندك ياشفيقة ،، وسنجد الحل بعون الله وتوفيقه ،، قالت وفي صوتها عبّرة تُفصح عن آلام عميقة،، ماذا أفعل مع إبني سعيد ،، فقد تغير عليّ ولم يعد الابن الرشيد.. وقد سئمت من نُصحه فهو في رده اصبح عنيد،، وفي تصرفاته اصبح عنيف وشديد،، وتابعت بصوت مندهش وكأنه جاء من بعيد،، تخيلي!! بعد ان كان لأوامري دون كلل منصاع،، وكلما طلبت منه شيئاً اطاع،، وكان بي لطيف دوود دون شك او نزاع،، وانا في المقابل ياصديقتي و كما تعلمين،، عاملته معاملة كلها دلال ولين،، ولم احرمه من شئ وكنت له خير معين،، وجرت بي وبه السنين،، وانا بالمولى على تربيته استعين..ولأني احبه حتى النُخاع،، اخشى عليه من الضياع،، وان يصبح فريسة للضباع،، نتيجة سلوكه المتهور والاندفاع ،، فهو لم يعد يُحسن كما السابق الإستماع،، و انا لم اعد قادرة على الإقناع ،،فاذا جئته يمين جاءني شمال وان جئته شمال جاءني يمين ،، ،، ماذا أفعل وقد تغيّر كل هذا التغيير،، واصبح مصيره ليس كما كنت اخطط وأُدير،، ماذا افعل وهو قرة عيني وليس لي في الدنيا اسواه،، ولكني اشعر بالندم لاني تركته يتمادى ويتجاوز مداه.. صمتت قليلاً وزفرت زفرة قوية مُعبرةً عما في قلبها من حسرة وآه ،، وانخفض صوتها من عظيم المعاناه ،، فسألتها وما الجديد في كل ما رويته و حكيناه،، قالت إبني مقصر في امور دينه ودنياه ،، والأهم انه مقصر في قربه الى الله ويرفض حتى الصلاة ،، واوشكتُ ان ألومها والقي بالكرة في مرماها وليس في مرماه،، لاني كثيراً ماكنت احذرها من دلاله والتساهل في رضاه ،، حتى على حساب دينه ليكون على هواه ،، ولكني تراجعت واستدركت ان الوضع لايسمح للملامة،، اذ يكفيها ما في نفسها اللوامة ،، ولكني اقولها للجميع وبصوت واضح وصريح ،، اقولها لكل من كان في وضعها دون تجريح ،، ،، لماذا تتركون الأبناء في مهب الريح،، وتلقون بهم في الفضاء الفسيح،، دون تقديم النصح والتوجيه المليح،، لماذا الحسرة بعد فوات الأوان ولماذا البكاء والنويح ،، اين كان العقل عندما كان طيعاً والمجال في تربيتة فسيح،، اليس من الأجدر ان نربي ونتعب وهو بعد صغير،، حتى نجني ثمار التعب عندما يصبح كبير،، ام نتركه في مهب الريح الى ان يضيع ويصير ما يصير ،، ثم نبكي عليه عندما يصعب الامر ولا نجد من مُجير أو نصير ؟!!! فعندما يفوت الوقت والأوان،، لا تلوموا سوى انفسكم يا اخوتي ويا إخوان ،، والله هو المستعان

Address

430
Sharq

Telephone

9911828

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when تأملات ومقالات posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to تأملات ومقالات:

Share

Category