04/09/2025
من احدى مقالاتي
**************
**جمال الروح**
**********************
في احدى العيادات ،، كنت انتظر دوري مثل بقية المراجعات ،، فكلنا يجلس دون حدوث اي تجاوزات،، إلى أن جاءت تلك الفتاة الصهباء ،، ذاتِ العيون الزرقاء ،، صاحبةِ خُصلاتِ الشعر الشقراء ،، مازلتُ اذكر مشيتها الرعناء ،، وهي تسير كطاووس معجبٍ بألوان رشيه بخُيلاء ، مرفوعة الرأس والأنف بكل كبرياء ،، مرت من امام الجلوس ،، بشكلها الجذاب المحروس ،، رغم ما بدى عليها من إعياءٍ ملموس فهي بنفسها معجبٌ و بشكلها مهوس ،، ولعِلمها بجمالها الملحوظ والمحسوس ،، مرت من امامنا دون استئذان او مراعاةٍ للناموس ،، واقتربت من العامل الخنفوس ودسّت بيده الفلوس،، وبصوت غير مسموعِ و مهموس ،، طلبت الدخول قبل كل الجلوس ،، فإذا بالعامل يرفض على كرمته ان تدوس ،، فاذا كانت هي جميلة وتبدو كالعروس ،، فهو ايضاً خنفوس وبشكله مهوس،، حتى وإن كانت تراه تيسٌ من التيوس،، وطلب منها بصوت واضح الجلوس ،، ولكنها من الغيظ نعتته بالمنحوس المتعوس وظلت تفرك يديها وتحوس ،، وكأنها عصفور في القفص محبوس ،، وتحولت ملامحها من الغضب الى عَبوس ،، وجاء دورها بعد ان طال الانتظار ،، وكأنها كانت تنتظر في محطة قطار ،، ودخلت على الطبيب لتغيب وتزيد على الجالسين مدة الانتظار ،، وتخرج وفي عينيها نظرة إنتصار ،، كانها كانت تنتقم كما التتار ،، نظرت للجالسين نظرة إحتقار ،، وأسرعت الخُطا كمن يفر من الحصار،، ولكنها بكعبها العالي اختل التوازن وإنهار ،، فشعرت عندها بالدوخة والدوار،، فسقطت على الأرض وارتطم رأسها بالجدار ،، فضحك من ضحك تشفياً وإستهتار،، وبالبنان إليها هازئاً أشار،، ركض أحدُنا نحوها ناجداً كالمغوار،، رفعها وكأنه يرفع من على الأرض طفلاً منهار،، وقال لها آسفاً : أسفي علي جمال مهوس وعقل ملحوس.. لملمي كبريائكِ المنحوس قبل ان ينكسر على يد واحدٍ من التيوس،، واعلمي ان الجمال جمال الروح والنفوس،، وتعلمي مما حدث الدروس،، والا سيأتي يومٌ لاينفع فيه ندمٌ ولا قرعُ ناقوس ولا تُجْدي فيه الأموال و الفلوس وقومي إجري قبل مايقطعوكي ويعملوا منك مكبوس )