19/12/2025
كذبة التنازل عن الجولان :
مرة كل شهر أو شهرين، يهيج أيتام الأسد وحسن نصر الله، وصبيان الهجري ومظلوم عبدي، وكل مفجوع بخلاص سورية من حكم الأقلية، يهيجون وينشرون فيديو للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يتفاخر فيه بأنه اعترف بضم إسرائيل للجولان السوري، ويرفقون الفيديو بتأكيدات بأن اعتراف أمريكا بضم إسرائيل للجولان حصل الآن، وأنه حصل مقابل نيل الحكومة السورية الحالية على منافع كرفع العقوبات الأمريكية عنها، أو عن رئيس سورية الجديد أحمد الشرع. .
وهذا كذب محض، ومتكرر. فالجولان احتل (عام 1967) وضم (عام 1981) واعترفت أمريكا بضمه (عام 2019) وكل ذلك حصل في عهد الأسد الأب والإبن، ولم يحصل منذ سقوط نظام الأسد أي شيء جديد بما يتعلق بالجولان. وبالتفصيل :
1- في عام 1967 تم احتلال الجولان السوري من قبل إسرائيل، يومها كان وزير الدفاع حافظ الأسد، وهو تسبب في احتلالها لأنه أعلن سقوطها قبل أن تسقط، فأصيب الجنود السوريون الموجودون فيها، المدافعون عنها ببسالة، بفوضى واضطراب تسببت في سقوطها.
2- في عام 1981 أعلنت إسرائيل ضم الجولان لها (يعني أصدرت قانون يعتبر الجولان أرض إسرائيلية وليس فقط أرض محتلة من قبل إسرائيل) حصل هذا ورئيس سورية حينها حافظ الأسد.
3- في عام 2019 أعلن الرئيس الأمريكي ترامب اعتراف أمريكا بضم إسرائيل للجولان، وكان رئيس سورية حينها بشار الأسد. وهذا الاعتراف مجرد حركة استعراضية، لا تغير حقيقة أن الجولان سوري. والرئيس الأمريكي كلما أراد الضغط على نتنياهو وتحميله منية، يقول : أنا اللي اعترفت بضم الجولان (تقريبا كل دول العالم لا تعترف بضم إسرائيل للجولان السوري) وهو يفعل هذا مرة كل كام أسبوع. ويصيح الأغبياء والأعداء مرة كل كام أسبوع أن الحكومة السورية الجديدة تخلت عن الجولان. وهذا كذب.
4- في العهد الجديد، في ظل رئاسة الرئيس أحمد الشرع لسورية، لم يحصل أي شيء بالنسبة للجولان. مطلقاً. ولا حتى مفاوضات أو حديث بشأنها. حصلت محادثات بشأن تجديد الهدنة في المنطقة العازلة (وليس في الجولان)، وحتى في هذه فشلت المحادثات، ولم تصل لأي شيء جديد.
كل من يقول أنه تم التنازل عن الجولان مقابل إلغاء عقوبات قانون قيصر، كذاب، مفتري. لأنه لم يتم التنازل عن الجولان بأي شكل كان، ولا أحد يستطيع التنازل عن الجولان. الجولان ملك الشعب السوري، وهو وحده يستطيع التنازل عنه، وهذا لم يحصل، ولن يحصل.
كل من يظهر فيديو للرئيس الأمريكي ترامب يتفاخر فيه ترامب باعتراف أمريكا بضم الجولان، ويزعم أن هذا يحصل الآن، كذاب أشر. ترامب يفتخر بما عمله قبل 6 سنوات، في عهد بشار الأسد، وليس الآن.
واعتراف أمريكا بضم إسرائيل للجولان، لا يجعل الجولان إسرائيلي مطلقاً.