18/10/2025
ً كتاب: "النص المسرحي من السيميائية إلى التداولية- دراسات في النص المسرحي العربي المعاصر" للناقد العراقي الدكتور إسماعيل الياسري.
جاء في مقدمة الكتاب:
شهد القرن العشرين ظهور كثير من الاتجاهات والمدارس النقدية التي تناولت تحليل النص الأدبي بشكل عام والمسرحي بشكل خاص، واستمرت هذه الاتجاهات في النضج حتى تبلورت في العديد من الاتجاهات والمدارس مثل: الأسلوبية، والبنيوية، والتكوينية، والسيميائية التفكيكية، والتناص والتداولية، التي أصبحت الأكثر شيوعاً في الدراسات النقدية والأدبية الحديثة. ويعد النص المسرحي واحداً من أنواع الأدب المهمة التي برزت على الساحة الأدبية، والتي أولتها الدراسة الحديثة الأهمية من خلال الولوج بين سطور هذه النصوص وفك شفراتها وتحليلها وفق المناهج النقدية الحديثة، التي ركزت على النص وأعلنت موت المؤلف، ومن أجل تسليط الضوء على هذه المناهج وكيف درست النص المسرحي وكيف تم تحليل هذه النصوص وفق هذه المناهج الحديثة، جاءت هذه الدراسات لتسلط الضوء على المناهج النقدية الحديثة وكيف ظهرت وتطورت ومن هم أهم روادها وما هي سماتها وخصائصها، وكان أول هذه المناهج هي السيميائية التي تمت دراستها وتسليط الضوء على نشأتها وعلى روادها وكيف تطورت بعد أن كانت في أول الأمر تركز على اللغة، ثم شملت كل أنواع الأدب. وكان النص المسرحي واحداً من أصناف الأدب التي تمت دارسته وفق المنهج السيميائي، إذ تضمت الدراسة الشخصية المسرحية وكيف تم تحليلها ودراستها سيميائياً وفق ما هو موجود من علامات دالة لكل شخصية. كذلك تطرقت هذه الدراسة إلى التفكيكية وكيف ظهرت وتطورت على يد جاك دريدا ثم كيف تم تفكيك النص المسرحي وفق هذا المنهج النقدي، كذلك تطرقت الدراسة إلى التناص وإلى أنواع التناص وكيف تم تطبيق هذا المنهج في النصوص المسرحية، كذلك تمت دراسة العتبات النصية التي ركزت على ما يُسمى بالنص الموازي الذي ركزت عليه الدراسات الحديثة وعدته نصَّاً موازياً إلى المتن النصي، وأهمية هذه العتبات في دراسة وتحليل النص والغور في أعماقه، كذلك ركزت الدراسة على النقد الثقافي وعلى الأنساق الثقافية وكيف ظهرت في النص المسرحي، وأخيراً تمت دراسة التداولية التي ركزت على المضمر من الكلام وكيف يتم تدوال الحوار بين المتكلم والمستمع وكيف يمكن قراءة النص المسرحي وفق هذا المنهج النقدي.