27/10/2025
الحاج أحمد زبيبو وابنه
الحاج خالد زبيبو سلالة الصوت الإيماني في بيروت .
في ذاكرة بيروت الدينية، يبرز اسم الحاج أحمد زبيبو ( أبو عفيف) كأحد الأصوات التي حملت نغمة الخشوع وعبق المدرسة القرآنية الأصيلة. وُلِد الحاج أحمد في بيروت عام 1934، ونشأ في بيئةٍ عامرة بحب التلاوة والذكر، فشبَّ متأثرًا بكبار القرّاء في العالم العربي، ولا سيما الشيخ مصطفى إسماعيل، الذي انعكس أثره جليًّا في أداء ابو عفيف زبيبو المتين والموزون، القائم على حسن المقام وجودة الإحساس.
لم يكن الحاج أحمد قارئًا فحسب، بل كان منشدًا ومؤذنًا عُرف بصوته الرخيم في مسجد الخِليّة السعودية في بيروت، حيث صدح بالأذان لعقودٍ طويلة. كما كان عضوًا في بطانة الحاج محمد عبد الغني الكُبي، أحد أعلام التواشيح في لبنان، فحفظ الشيخ أحمد على يديه وعلى مر السنين كنزًا من التواشيح الدينية القديمة، التي شكّلت جزءًا من ذاكرة بيروت الروحية وتراثها الصوتي العريق.
ولم تقتصر البركة على الأب؛ إذ نشأ ابنه الحاج خالد زبيبو (مواليد 1964) في كنف والده، وتعلّم منه فنون المقام وأسرار التلاوة، فجمع بين جمال الصوت ودقة الأداء. عمل مؤذنًا في مسجد سليم سلام فترة من الزمن، ثم تولّى بعد وفاة والده مهمة الأذان في جامع الخِليّة السعودية، مواصلًا المسيرة بنفس الإخلاص والوقار حتى وفاته في عام 2003.
رحل الأب والابن، لكن صوتهما بقي في ذاكرة المصلين وأهل بيروت، شاهدًا على جيلٍ من القرّاء والمنشدين الذين خدموا الكلمة الطيبة بإخلاصٍ، وحملوا في أصواتهم ما يوقظ الإيمان ويُنعش القلوب. فكان الحاج أحمد زبيبو وابنه خالد، بحقّ، سلسلةً من العطاء الروحي الذي لم ينقطع صداه.
رحمهما الله و احسن مثواهما و بارك الله بآل زبيبو الكرام أهل بيروت الأصليين .
" كتب خالد سليم يموت "