PICA Hub

PICA Hub Perspective Insight Critique & Analysis Hub
CEO Film Critic Charbel El Ghawi

مركز وجهة نظر للنقد والتحليل PICA
مدير المركز الناقد السينمائي شربل الغاوي

رنا كرم… ديما، صديقة تضيء العاصفة بنظرةليست كل الأدوار تحتاج بطولة كي تترك أثرها، أحياناً يكفي حضور ممثل يعرف كيف يزرع ا...
05/09/2025

رنا كرم… ديما، صديقة تضيء العاصفة بنظرة

ليست كل الأدوار تحتاج بطولة كي تترك أثرها، أحياناً يكفي حضور ممثل يعرف كيف يزرع الشكّ في نبرة، أو يترك الخيانة تختبئ في نظرة. هكذا حضرت ديما، بصوت رنا كرم وأدائها الذي جمع بين المكر العابر والصدق المموّه. لم تكن زميلة عادية لسلمى، بل كانت تلك الشعرة التي تفصل بين الفضول والكارثة.

رنا كرم لم تقدّم الدور بعاديّة أو مرورٍ عابر، بل صاغته كأنها تعزف على وترٍ داخليّ مشدود. نظراتها لم تكن حيادية، بل محمّلة بما يكفي من الدهاء لتجعل المشاهد يتساءل: هل ديما تنصح بصدق، أم تدفع نحو الهاوية؟ نبرة صوتها حين حثّت سلمى على فتح رسائل زوجها كانت أشبه بوشوشة شيطانة متخفّية، لكنها أيضاً حملت مسحة صديقة تخاف من خيانة قادمة. هذا التناقض هو سرّ قوّة الأداء: أن تترك الباب مفتوحاً على أكثر من احتمال.

بلاغة الحضور لم تكمن فقط في الكلمات، بل في المساحات التي تركتها بين كلمة وأخرى، في الابتسامة الخاطفة التي تشبه طعنة، وفي طريقة جلوسها وكأنها تعرف أكثر مما تقول. بهذا التوازن، جعلت “ديما” شخصية ثانوية تتحوّل إلى علامة فارقة، تفتح شرخاً درامياً وتضع “سلمى” في مواجهة قدرها.

إنها براعة الممثل حين يجعل من جملة عابرة حدثاً، ومن دور محدود مساحةً شاسعةً للتأويل. ديما لم تكن مجرد شخصية، بل كانت الشرارة التي أطلقت العاصفة، وأداء رنا كرم جعل هذه الشرارة تلمع في ذاكرة المشاهد كأنها حريقٌ لا يُطفأ.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

سلمى… حين يُسرق الراتب وتُسرق معه الروحأيُّ حياةٍ هذه التي تُلقي بإنسانٍ أعزل في وجه الذئاب؟ أيُّ قدرٍ هذا الذي يجعل من ...
03/09/2025

سلمى… حين يُسرق الراتب وتُسرق معه الروح

أيُّ حياةٍ هذه التي تُلقي بإنسانٍ أعزل في وجه الذئاب؟ أيُّ قدرٍ هذا الذي يجعل من راتب شهرٍ كامل آخر خيطٍ يتدلّى بين الكرامة والجوع؟

سلمى… امرأة تمشي بخطواتٍ مثقلة كأنها تحمل الأرض فوق كتفيها. في حقيبتها أوراقٌ قليلة، لكنها تساوي عندها بيتًا مأهولًا، سقفًا لا يسقط على أولادها، وليلًا أقل قسوة. حين طرق هلال بابها، طالبًا الإيجار، لم تجد ما تُخفيه، ولا ما تُبرّر به سوى جملةٍ مهزومة خرجت من بين شفتيها المرتجفتين: «اليوم أقبض راتبي وأعطيك.» جملة قصيرة، لكنها كانت عندها أشبه بعهْد حياة.

ولأن الدراما تُشبه الحياة، لم يأتِ هذا المشهد منذ البداية. بل انتظرنا حلقاتٍ عدّة لنتعرّف إلى سلمى، لنعتاد على ملامحها، على وجعها الصامت، وعلى إصرارها على أن تبقى واقفة رغم الانكسار. كنّا بحاجة إلى وقت لنقترب منها، لنشعر أنّها واحدة منّا، قبل أن يصفعنا القدر بمشهدٍ يمزّق القلب. لذلك حين سقطت على الطريق، لم نسقط معها كمتفرّجين، بل كأقرباءٍ وأصدقاء، كأنّ جرحها جرحنا نحن.

على الرصيف، بين غبار النهار وصخب المارة، كان لصّان يترصّدان بدمٍ بارد. في لحظة، اندفع أحدهما ليدفعها بقسوة، كأنّ الجدار نفسه لفظها، بينما الثاني خطف حقيبتها كما لو أنّه ينتزع قلبها من صدرها. لكنها لم تستسلم. أمسكت بالحقيبة بكل ما بقي لها من قوة، شدّت عليها كأنها تشدّ على آخر خيط حياة. كان هو يسحب، وهي تشدّ، يجرجرها على الطريق كدميةٍ مكسورة، وهي تتشبّث كأنّها تتمسّك بآخر أمل لها قبل أن يطردوها من المنزل الذي وجدته من جديد. كان المنزل بالنسبة لها أكثر من جدران، كان ملاذًا من التشرد، وكان الراتب مفتاح بقائه. لذلك لم تُقاتل من أجل حقيبة نقود، بل من أجل بيت، من أجل مأوى، من أجل الكرامة.

سقطت سلمى على الإسفلت، وارتطم جسدها الضعيف بأرضٍ لا ترحم. ارتجّت الشوارع بصرخة مكتومة: ليست الحقيبة وحدها من ضاعت، بل الكرامة، بل الأمان، بل الطمأنينة التي كانت تتشبّث بها لتبقى حيّة.

إنّ المشهد لم يكن مجرّد تفصيل درامي، بل امتحان قاسٍ لعلاقتنا بها. نحن الذين رافقناها منذ الحلقات الأولى، وشاركناها تعبها، أصبحنا نصرخ معها في الداخل: ما أقسى هذه الحياة! فالفقر ليس عجزًا فقط، بل فخٌّ منصوب في كل زاوية، ينتظر لحظة غفلة كي يسرق منك حتى ما جمعته بعرق جبينك.

وهنا يتجلّى الأداء البارع للممثلة مرام علي، التي حملت شخصية سلمى بكل تفاصيلها، وجعلتنا نصدّق وجعها كأنّه وجعنا. بصدق تعابيرها وانكسار عينيها وصوتها المرتجف، صارت سلمى أكثر من دور، صارت كائنًا حيًّا يسكن وجداننا، حتى شعرنا أنّ سقوطها سقوطنا نحن.

سلمى في سقوطها صارت رمزًا. رمزًا لكل إنسانٍ يدفع ثمن العرق مرتين: مرّة في العمل، ومرّة في خسارته على قارعة الطريق. وصدى وجعها يظل يلاحقنا كجرسٍ لا يصمت: هل يُعقل أن يتحوّل الراتب، ذاك الخيط الرفيع بين البقاء والانكسار، إلى غنيمةٍ يتقاسمها لصّان؟ وهل يُعقل أن تبقى الروح وحيدة، بلا سندٍ، في مدينةٍ تعرف كيف تُحني ظهر الفقراء وتسرق أنفاسهم؟

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

نساء مختلفات في الملامح والطباع، لكل واحدة قناع يخفي وجهًا آخر… بين حنانٍ غائب وقسوةٍ ظاهرة وخداعٍ يحترف لعبة البقاء. بع...
02/09/2025

نساء مختلفات في الملامح والطباع، لكل واحدة قناع يخفي وجهًا آخر… بين حنانٍ غائب وقسوةٍ ظاهرة وخداعٍ يحترف لعبة البقاء. بعضهن يعبرن طريق سلمى كظل، وبعضهن يقفن في وجهها كجدار.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

أيمن زيدان… ميلاد فنان بحجم الأوطانليس ميلادك تاريخًا يُكتب في هامش التقويم، بل هو نشيدٌ يفتح أبواب الذاكرة على مصاريعها...
01/09/2025

أيمن زيدان… ميلاد فنان بحجم الأوطان

ليس ميلادك تاريخًا يُكتب في هامش التقويم، بل هو نشيدٌ يفتح أبواب الذاكرة على مصاريعها. هو ولادة ثانية لنا، نحن الذين تشكّلنا على ملامحك، ونمونا على صوتك، وتهذّبت أرواحنا في ظلال حضورك. في ميلادك، لا نطفئ شمعةً لتُحسب الأعوام، بل نُشعل قناديل الوفاء لذاكرةٍ لا تُطفأ.

ذاكرة الأدوار

أنتَ لم تكن مجرّد ممثلٍ يمرّ، بل مرآةً واسعة تتكسّر فيها وجوهنا جميعًا. كنتَ الأب الذي احتمت به العائلة من ريح العمر، والبسيط الذي يواجه قسوة الأيام بضحكةٍ مُبلّلة بالدمع، والمثقّف الذي رفع صوته في وجه الطغيان، والكوميدي الذي علّمنا أن الضحك قد يكون دمعةً متخفّية. شخصياتك لم تكن ورقًا مكتوبًا، بل لحمًا ودمًا، تسكننا حتى اللحظة كأنها لم تغب.

صدق الأداء

لم تدخل دورًا لتُقلّده، بل لتذوب فيه حتى النهاية. تغيّر وجهك، ينكسر صوتك، تتحوّل ملامحك إلى حياةٍ أخرى تُعاش أمام أعيننا. جعلت الكوميديا وجعًا يُبتسم له رغم ألمه، وجعلت التراجيديا صرخةً تُدوّي في وجداننا بلا استئذان. كنتَ لا تمثّل… بل تُنزف على الخشبة والشاشة معًا، فيصير العمل شهادةً حقيقية على ما فينا.

مدرسة الذاكرة

أعمالك لم تكن للعرض وحسب، بل كانت كتابًا مفتوحًا نتعلّم منه معنى الإنسان. من الطفولة إلى الشباب إلى النضج، رافقنا وجهك في كل مرحلة، كأنه ظلّ لا يفارقنا. وحين نستعيد الدراما التي صنعت وجداننا، يقف اسمك في طليعة الكبار، لأنك لم تُعطنا أدوارًا عابرة، بل أعطيتنا ذواتنا في مرايا الفن.

ميلاد بحجم وطن

وحين يحلّ عيد ميلادك، نحن الذين نُبعث من جديد. نحتفل لا بعامٍ يضاف إلى عمرك، بل بذاكرةٍ تزداد عمقًا في قلوبنا. ميلادك هو ميلاد وجوهٍ ما زالت تنبض فينا، ومشاهد لا تزال تُعرض في وجداننا قبل أن تُعرض على الشاشة. ميلادك ليس رقمًا… بل صلاة وفاء لفنانٍ بحجم الأوطان، لم يبدّل وجهه، ولم يخن ذاكرته، ولم يتنازل عن صدقه.

كلمة أخيرة…

أيها الكبير…
كل عام وأنت الحكاية التي لا تُختصر،
كل عام وأنت القصيدة التي لا تُكتب كاملة،
كل عام وأنت الميلاد الذي يعيد إلينا ملامحنا،
كل عام وأنت أيمن زيدان… ذاكرة بحجم وطن.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

نقولا دانيال… مزيج الطيبة والصلابة على الشاشةفي الدراما، هناك أدوار تُكتَب لتملأ فراغًا في الحبكة، وأدوار تُكتَب لتُعيد ...
31/08/2025

نقولا دانيال… مزيج الطيبة والصلابة على الشاشة

في الدراما، هناك أدوار تُكتَب لتملأ فراغًا في الحبكة، وأدوار تُكتَب لتُعيد صياغة مفهوم الإنسان. شخصية نديم في مسلسل سلمى لم تكن تفصيلًا عابرًا، بل كانت مساحة أخلاقية عميقة حملها الممثل نقولا دانيال بكل واقعية وصدق، ليجعل منها علامة فارقة في مسار القصة.

نديم… الرجل الذي يمدّ ذراعيه بدلًا من الغائب

هو ليس الأب البيولوجي، ولا الزوج الأول الذي رسم ملامح الحياة ثم غاب. إنّه “زوج الأم”، الذي اعتاد الدراما أن تجعله شخصيّة ثانوية أو متردّدة، لكن نقولا دانيال أعطاه بُعدًا مختلفًا. جسّده كحائط أمانٍ لسلمى، كصوتٍ يُذكّرها أن العائلة لا تُقاس بالدم فقط، بل بالاحتضان وقت الحاجة.
حين قال لها: “تقبّلينا نحن كعائلتك، لأن أولادك بحاجة لعائلة”، لم يكن يردّد جملة مكتوبة في النص، بل كان يضع نفسه – ومن خلفه المشاهد – أمام مرآة السؤال: ما الذي يجعلنا عائلة حقًا؟

أداء حقيقي يذوب في الشخصية

قوة نقولا دانيال أنّه لا “يُمثّل” بالمعنى التقليدي، بل يعيش الدور. ملامحه الممزوجة بين الطيبة والصلابة، نبرته التي تحمل دفئًا خفيًا، حضوره الذي لا يطغى لكنه لا يختفي… كلّها جعلت شخصية نديم تتجاوز الورق لتغدو جزءًا من وعي المتلقّي.
كان أداؤه بعيدًا عن المبالغة أو الاصطناع. هو لم يحاول أن يُثبت بطولته، بل اكتفى بأن يكون إنسانًا حقيقيًا في ظرف استثنائي، وهذا ما جعل المشاهد يصدّق أنّ نديم ليس مجرّد “زوج أم”، بل أب ثانٍ وجد نفسه في موقع الدفاع عن ابنة زوجته، وكأنّه يُسدّد دينًا تجاه الحياة.

العفوية التي تُبدّل المشهد

إلى جانب صدقه وعمقه، امتلك دانيال سحر العفوية. في لحظات معيّنة، ينجح بابتسامة صغيرة أو بتعليق خفيف في كسر حدّة التوتر، فيحوّل المشهد من مأساوي خانق إلى مساحة إنسانية تحتمل الضحك والدمعة معًا. هذه العفوية لم تُضعف الدراما، بل جعلتها أكثر واقعية، لأنّ الحياة نفسها ليست سوادًا كاملًا، بل مزيج من حزنٍ وضحكة، من ألمٍ وفكاهة خفيفة تخفّف ثقل اللحظة.
بهذا المزج، أضاف دانيال طبقة جديدة للشخصية: أب قادر على أن يحمي، وأن يضحك، وأن يبدّل إيقاع المشهد بلمسة تلقائية صادقة.

الدفاع عن سلمى… دفاع عن معنى الأبوة

الملفت في شخصية نديم أنّها كسرت الصورة النمطية. لم يقف متفرّجًا أمام ألم سلمى، بل تصرّف كأنّ الغياب الذي خلّفه الزوج الأول يستوجب منه أن يملأه. لم يكن يحاول أخذ مكانه كبديل، بل كضرورة إنسانية.
هو المدافع الهادئ، السند الذي لا يرفع صوته لكن يُسمع صدقه، والشخصية التي تُثبت أنّ الأبوّة ليست مجرّد رابطة بيولوجية، بل فعل اختيار وموقف واحتواء.

نقولا دانيال… ممثل يزرع الصدق

لعلّ سرّ نجاح دانيال في هذا الدور أنّه من طينة الممثلين الذين لا يتعاملون مع النص كأداة جامدة، بل يسكبون فيه خبرتهم الحياتية وصدقهم الداخلي. لقد جعل من “نديم” رمزًا لصفاء نادر في الدراما، شخصية تقف في منطقةٍ رمادية بين “الغريب” و”الأب”، لكنها بفضل أدائه غدت أكثر حميمية من الأقارب أنفسهم.

ممثل يختار أن يكون إنسانًا قبل أن يكون بطلًا

بفضل نقولا دانيال، تحوّل “زوج الأم” في سلمى إلى صورة الأب الحقيقي، والداعم الصادق الذي دافع عن ابنة زوجته وأولادها كأنّهم من لحمه ودمه. لم يكن مجرد دور مكتوب، بل تجسيد لحقيقة إنسانية مؤثّرة: أحيانًا، الأب الحقيقي هو ذاك الذي يختاره القلب لا الجينات.
وما يميّزه أنّه لم يكتفِ بالوقوف كظلّ داعم، بل أضاف عفويته التي جعلت المشاهد يبتسم وسط الدموع، وكأنّه يذكّرنا أنّ الدراما مثل الحياة: وجعٌ يُخفّف وطأته ضحكة صافية.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

النسيان… حين تفقد الأم ذاكرتها عبر أطفالهاليس كل وجعٍ يُقاس بالدموع، فثمّة جراح أعمق من أن تُرى. في “النسيان”، لا يقدَّم...
27/08/2025

النسيان… حين تفقد الأم ذاكرتها عبر أطفالها

ليس كل وجعٍ يُقاس بالدموع، فثمّة جراح أعمق من أن تُرى. في “النسيان”، لا يقدَّم لنا مجرد مسلسل درامي عابر، بل رحلة إنسانية تتخطّى الشاشة لتسكن في وجداننا. هو عمل يبدأ من لحظة فرحٍ عائلية، زوجان يظنّان أن الحب حصنٌ منيع يحميهما، فإذا بالمأساة تتسلّل فجأة وتخطف كل شيء، تاركةً في القلب صمتًا أثقل من أي صراخ.

القصة ليست مجرد حادث سير يغيّب طفلين، بل زلزال يقتلع الأمومة من جذورها. الأم التي فقدت أبناءها لم تفقدهم فقط جسديًا، بل فقدت ذاتها معهم. سنواتٌ طويلة تتنقّل خلالها بين أروقة المستشفيات والمنازل والطرقات، تبحث عن ظلّهم في وجوه الآخرين. والزوج، رغم حضوره، بدا وكأنه يغرق في نسيانٍ آخر، نسيان يهرب من المواجهة إلى خياناتٍ صغيرة وكبيرة.

ثم تأتي المفارقة الأكثر قسوة: أن تجد ابنتك حيّة، لكنك لا تعثر عليها فيك. تراها أمامك، تكبُر في بيتٍ آخر، تحمل اسمًا غريبًا عنك، وتُنادِي امرأةً أخرى بـ “ماما”. أيّ طعنة أشد من أن يُمحى وجودك من ذاكرة مَن حملتهم في رحمك؟ هنا تتحوّل الدراما إلى محكمة أخلاقية وإنسانية، لا تعاقب أحدًا بقدر ما تضع الجميع أمام سؤال: من الأم؟ أهي التي ولدت، أم التي ربّت؟

“النسيان” لا يكتفي بسرد مأساة أسرة، بل يعرّي هشاشتنا كبشر. يكشف أن الفقد ليس موتًا فحسب، بل قد يكون حياةً تُسلب منّا فيما نحن أحياء. العمل يقدّم صورة عن الحرب من دون أن يجعلها بطل الحكاية، إذ أن المأساة ليست في الرصاص ولا في القذائف، بل في الندبة التي تتركها على ذاكرة الأطفال وقلوب الأمهات.

وربما لم يأخذ المسلسل حقّه حين عُرض للمرة الأولى، لكن عودته اليوم إلى الشاشة وإعادة بثّه تمنحنا فرصة جديدة لاكتشافه من زاوية أعمق. من هنا، كان لا بدّ أن نفتتح سلسلة مقالات عن “النسيان”، لنقرأه مرّة أخرى بعيون مختلفة، ونضيء على أبعاده الإنسانية والفنية، عملًا بعد عمل، ومقالًا بعد مقال.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

طوني عيسى… أبٌ من دون كلامفي الدراما، ليست الكلمات وحدها من تكشف أسرار الشخصيات، بل أحيانًا يفضحها الصمت. هناك صمت يشيخ ...
27/08/2025

طوني عيسى… أبٌ من دون كلام

في الدراما، ليست الكلمات وحدها من تكشف أسرار الشخصيات، بل أحيانًا يفضحها الصمت. هناك صمت يشيخ على الشفاه، وصمت يولد كصرخة مكتومة. وهكذا أطلّ طوني عيسى في واحد من أكثر المشاهد تراجيديةً في سلمى: لم يتفوّه بحرف، ومع ذلك بدا للحظة أنّه الأب الحقيقي، كما لو أنّ النَفَس وحده صار لغة أصدق من كل اللغات.

شخصية معلّقة بين المجهول واليقين

عادل ليس شخصية مكتملة الملامح بعد، بل كيان يتأرجح بين وضوحٍ غائب وغموضٍ حاضر. نواياه ما زالت عالقة في الضباب، ودوافعه كأنها تبحث عن مرساها. يقف على تخوم السؤال: أهو السند الذي يُنتظر؟ أم المنقذ الذي يُبشَّر به؟ أم مجرّد ظلّ يمرّ عابرًا في حكاية مكتظة بالوجع؟ إنّه شخصية مأزومة بالهوية، مشدودة بين أن تكون ضرورة أو أن تتلاشى بلا أثر، وهذا ما يجعل المشاهد يتعلّق بكل حركةٍ أو نظرةٍ منه، مترقّبًا لحظة الانكشاف.

المشهد الذي نطق فيه الصمت

في ساحة المدرسة، حيث الضجيج يختلط ببراءة الطفولة، ركضت جولي نحو عادل، وصرخت بملء يقينها الطفولي: “إنه أبي”. هناك، لم يكن بحاجةٍ إلى الدفاع أو التبرير. وقفته وحدها كانت حائط صدّ، ونظرته احتوت حكاية كاملة، وحضنه بدا كاعتراف صامت. في تلك الثواني، بدا المشهد وكأن الطفلة لم تخطئ العنوان، وكأنها عثرت في حضنه على الحقيقة الضائعة. لقد أصبح أبًا، لا بسلطة الدم، بل بقوة الإحساس.

اقتصاد التعبير… وفخامة الأداء

ما يميّز طوني عيسى هنا أنّه قدّم درسًا في الاقتصاد التعبيري: كلمة واحدة لم تخرج من فمه، لكنّه ألقى خطابًا كاملًا عبر حضنٍ وحيد. هذه القدرة على شحن اللحظة بما يفوق الكلام جعلت المُشاهد يصدّق أنّه الأب، حتى وهو يعرف أنّ الحكاية أكبر من ذلك. فهنا يتجلّى الأداء الحقيقي: حين يتحوّل الصمت إلى لغة، والحضن إلى نصّ، والنظرة إلى فصلٍ درامي قائم بحد ذاته.

نحو أفق الشخصية المفتوح

حتى الآن، يظلّ عادل لغزًا مموّه الملامح: نواياه مبهمة، أبعاده لم تُكشف كلّها. غير أنّ لحظة جولي معه فتحت التأويل على مصراعيه: قد يكون أبًا رمزيًا، وقد يتحوّل مع الوقت إلى بديل حقيقي للغائب. لكن الأكيد أنّ طوني عيسى زرع بذرة تصديقٍ في وجدان المتفرّج، بذرة ستجعل كل خطوة لاحقة له موضع شغف وانتظار، وكأنّنا أمام ولادة أبٍ من صمت، وولادة رجلٍ من حضنٍ واحد.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

الدكتورة وفاء وهادي… صورة العائلة حين يذوب الحنان وتُشلّ السلطةتتوالى الشخصيات المستفِزّة في مسلسل سلمى، شخصيات من قلب ا...
27/08/2025

الدكتورة وفاء وهادي… صورة العائلة حين يذوب الحنان وتُشلّ السلطة

تتوالى الشخصيات المستفِزّة في مسلسل سلمى، شخصيات من قلب المجتمع، لكنها لا ترى النعم الأقرب إليها، بل تعكس وجعًا يتسرّب من تفاصيل حياتنا اليومية. ومن بين هذه الوجوه تطلّ فرح بيطار بدور الدكتورة وفاء، المرأة الناجحة مهنيًا، الفاشلة في أبسط امتحانات الأمومة. وإلى جانبها يقف وسام صباغ بدور هادي، الأب الموجود في الصورة، لكنه بلا حول ولا قوة، كظلّ باهت لسلطة غابت أو تلاشت.

أمّ تضيّع ابنها باسم النجاح

الدكتورة وفاء تبدو وكأنها تختصر معادلة المرأة المعاصرة التي غلبها صراع العمل والبيت. فهي تفتح أبواب عيادتها للمرضى، وتغلق أبواب قلبها في وجه ابنها. ترى في الطب خلاصًا، وفي العمل قيمة، لكنها نسيت أن الطفل لا يكبر على الحليب وحده، بل على الحنان. كلّ إنجاز تناله في الخارج، يقابله فشل داخلي ينهش في وجدان ابنها.

أبٌ يكتفي بالوجود الشكلي

أما هادي، الذي جسّده وسام صباغ، فهو نموذج للرجل الحاضر الغائب: يعيش في البيت كقطعة أثاث مألوفة، لا قدرة له على التدخّل ولا إرادة لمواجهة. أبٌ يُراقب من بعيد، عاجز عن حماية ابنه من فراغ الأمومة، ولا قادر على فرض دفء العائلة. وجوده شكلي، كأنه اعتاد أن يكون “مهمّشًا”، يعيش تحت سقف بيتٍ لا يُديره.

عائلة بلا عمود فقري

حين تجتمع أمّ مشغولة عن حضنها، مع أبٍ منزوع السلطة، تكون النتيجة بيتًا هشًّا، كخيمة بلا أوتاد. الطفل هناك يصبح الغريب الأكبر، ينام بين والدين حيّين بالجسد، ميتين بالدور. الأمّ أسيرة طموحها، والأب أسير ضعفه، والولد أسير وحدته.

المجتمع في مرآة الدراما

هذه الصورة ليست حكرًا على الخيال، بل انعكاس لبيوت كثيرة في مجتمعاتنا: أمّهات يلهثن وراء مجدٍ خارجي، وآباء تخلّوا عن موقع القيادة طوعًا أو قسرًا. وهكذا يكبر جيل بلا توازن: جيل يبحث عن أمومة ضائعة وأبوة مشلولة، فيتحوّل البيت إلى مكانٍ للسكن فقط، لا للوطن الداخلي.

جرس إنذار يتجاوز الشاشة

المسلسل، عبر أداء فرح بيطار ووسام صباغ، لا يقدّم مشاهد درامية فحسب، بل يرفع جرس إنذار: إن غياب الأم وإنشغالها، وضعف الأب واستسلامه، هما وجهان لأزمة واحدة تُهدّد بنية العائلة. الأزمة التي تزرع في قلب الطفل شعورًا دائمًا بالهجر، حتى وهو يعيش بين والديه.

إن شخصية الدكتورة وفاء ليست مجرّد طبيبة ناجحة، بل مرآة لأمّ مفقودة. وشخصية هادي ليست مجرّد أبٍ صامت، بل صورة لرجلٍ منزوع الصلاحية. وبين الاثنين يضيع الابن، كزهرة بلا ماء، يمدّ جذوره في أرضٍ قاحلة، ويبحث عن دفء لم يخلقه القدر له في بيته.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

أيها الفنّانون… اتركوا أغانيكم في الجرار، فهذا زمن تطهير الأذنفضل شاكر بثلاث أغنيات فقط قلب الموازين، وكسر أرقام فنانين ...
26/08/2025

أيها الفنّانون… اتركوا أغانيكم في الجرار، فهذا زمن تطهير الأذن

فضل شاكر بثلاث أغنيات فقط قلب الموازين، وكسر أرقام فنانين ظلّوا سنوات يتباهون بجماهير بلدانهم وبأعداد الاستماعات والمشاهدات. ثلاث أغانٍ كانت كافية لتسقط أمامها حساباتكم، ولتثبت أن الرقم بلا قيمة إن لم يكن مسنودًا بفنّ حقيقي وصوت أصيل. أنتم الذين ملأتم الدنيا ضجيجًا بأرقامكم، ها هي اليوم تتهاوى أمام ثلاثة أعمال وضعت الطرب في مكانه الصحيح.

الجمهور الذوّاق لم يُخطئ البوصلة يومًا؛ يعرف تمامًا أين يسكن الفن وأين يُباع الوهم. يدرك أن الكلمة لا تُشترى، وأن اللحن ليس لعبةً عابرة. لذلك كانت أغنيات فضل شاكر بمثابة إعادة ترتيب للبيت الفني الذي بدأ بالانحدار، رسالة صارمة أنّ الطرب ليس موضة، بل هو عمود الفن وأساسه.

على بعض الفنانين أن يعترفوا بالهزيمة، وأن يلغوا أغانيهم قبل أن تفضحهم المقارنة. فالعشرين عملًا الذي يستعد فضل لإطلاقها لن تترك مساحة للضعف أو للسطحية. حينها، ستدركون أن أغانيكم مكانها الجرار، وأن ما صنعتموه ليس إلّا غبارًا في زمن الحقيقة.

لقد أوصلتمونا إلى مكانٍ كنتم تقولون فيه: من المستحيل أن نصنع أغاني كالزمن الماضي، لأن الكلمة ضاعت واللحن تاه. لكن ها هو الزمن نفسه يردّ عليكم: المستحيل يصبح ممكنًا حين يتكلم الفن الحقيقي.

أيها الفنّانون، كفاكم تفاخرًا بأرقامكم التي لم تعد تعني شيئًا. هذا زمن تطهير الأذن، زمن العودة إلى الطرب الصادق. من أراد البقاء، فليتعلّم كيف يُنصت قبل أن يُغنّي، ومن عجز، فليترك الساحة لأهلها.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

مجدي مشموشي… حين يلبس الهروب ثوب عجوزفي لحظة درامية لا تشبه إلّا الكوميديا السوداء، وجد مجدي مشموشي نفسه في مسلسل “سلمى”...
25/08/2025

مجدي مشموشي… حين يلبس الهروب ثوب عجوز

في لحظة درامية لا تشبه إلّا الكوميديا السوداء، وجد مجدي مشموشي نفسه في مسلسل “سلمى” عالقًا بين جدران الخيانة وخطوات الفضيحة. كان في حضن عشيقته، يظن أنّ الليل ستارٌ آمن، قبل أن تطرق الباب امرأة أخرى، زوجة رجلٍ آخر، لتتحوّل الغرفة فجأةً إلى مسرحٍ للنجاة.

ما العمل؟ لا نافذة للهرب، ولا أرض تبلع، ولا سماء تظلّل. لم يجد أمامه إلّا خيارًا واحدًا: أن يترك رجولته على الكرسي، ويرتدي قناع امرأة كبيرة في العمر، كأنّه يستعير من الزمن تجاعيده ومن الخوف عباءته. وبهذا التنكّر المضحك المبكي، خرج من بيت العشيقة مثل ظلٍّ مهزوم يتسوّل النجاة.

المفارقة أنّ المشهد لم يفضح “هلال” فقط، بل أضحكنا على سقوطه. رجلٌ أراد أن يعيش لذّة محرّمة، فإذا بالقدر يحوّل لذّته إلى نكتة حيّة. في عينيه ارتباك، وفي خطواته هروب، وفي القناع سخرية من كلّ الكبرياء الذي كان يتشدّق به.

إنّه مشهد يُدرّس في كيفيّة صنع الكوميديا من قلب المأساة: قناعٌ يخفي الخيانة لكن يكشفها أكثر، وهروبٌ يجعل من صاحبه أكثر انكشافًا. وهنا براعة مجدي مشموشي في “سلمى”: جعلنا نضحك على شخصية تتخبّط في سقوطها، وفي الوقت نفسه نفكّر أنّ الهروب، حين يتنكّر، يتحوّل إلى مهزلة مضاعفة.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

جولي وشادي… حين نحبّ الأطفال في الدراما لأول مرّةنادراً ما يتّفق المشاهدون على محبّة الأطفال في الأعمال الدراميّة. فكثير...
25/08/2025

جولي وشادي… حين نحبّ الأطفال في الدراما لأول مرّة

نادراً ما يتّفق المشاهدون على محبّة الأطفال في الأعمال الدراميّة. فكثيرًا ما يُزجّ بالصغار في المشاهد كإضافة شكلية تُرهق الإيقاع بدل أن تُنعشه، فيظهرون مفتعلين، متكلّفين، ثقيلَي الظلّ، وكأنهم ضيوف غير مرغوب فيهم على المائدة الدراميّة. لكن مع روسيل الإبراهيم (جولي) وأحمد شاويش (شادي)، طفلي “سلمى”، انقلبت المعادلة كلّها: لأوّل مرّة نجد أنفسنا نحبّ الأطفال في عمل تلفزيوني، ننتظر حضورهم بشغف، ونُصغي لدموعهم كما لو كانت جزءًا من صرختنا الداخلية.

براءة تحترف الصدق

لم يكن أداؤهما تزيينًا للحكاية، بل روحها. بكاؤهما لم يكن دمعةً مصطنعة تُذرف لأجل الكاميرا، بل بكاءً صافياً يقطر من القلب مباشرة. تحسّرهما بدا أكبر من سنّهما، ومع ذلك لم يفقد شيئًا من عفويته. وهنا تكمن المعجزة: صدق بريء لا يعرف التمثيل قواعده، وجمال خام لا يحتاج إلى تزويق أو تدريب.

اختيار في محلّه

كان اختيار روسيل الإبراهيم وأحمد شاويش نجاحًا يُحسب للعمل بأسره. فوسامتهما البريئة وهضامتهما الفطرية أضفت على المشاهد إشراقًا لم يُخفّف فقط من وطأة المأساة، بل جعل الألم أكثر إنسانية وقابلية للمشاهدة. إنهما لم يملآ الشاشة حضورًا فحسب، بل ملآ القلوب تعاطفًا ودفئًا.

من الهامش إلى البطولة

في لحظات كثيرة، شعرتَ أن العمل كلّه يُبنى عليهما. كانا مرآة للأم، وذاكرة للجمهور، وجسرًا يصل النص بالوجدان. لم يعودا “أطفالًا في دور”، بل روحين صغيرتين تحملان عبء الحكاية، وتُعلّمان الكبار أن التمثيل ليس صنعة باردة، بل وجدان نقيّ يُسكب على الشاشة.

خاتمة

روسيل الإبراهيم وأحمد شاويش هما البرهان أنّ الطفولة ليست ثِقلاً على الدراما، بل خلاصها حين يُحسن الاختيار. في زمنٍ يتّهم فيه المشاهد الأطفال بأنهم “تقال الدم”، جاء هذان الصغيران ليغيّرا المعادلة: لأوّل مرّة نحبّ الأطفال في مسلسل، لا لأنهم أطفال وحسب، بل لأنهم ممثلون بالفطرة، يبكون بصدق، يتحسّرون بحميميّة، ويُذكّروننا أن البراءة وحدها قادرة أن تهزم الاصطناع.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

اليدان اللتان تفضحان الصمتفي الدراما، ثمة لحظات لا تحتاج إلى حوار كي تُزلزل المعنى. يكفي أن يدخل الرجل إلى البيت، عائدًا...
22/08/2025

اليدان اللتان تفضحان الصمت

في الدراما، ثمة لحظات لا تحتاج إلى حوار كي تُزلزل المعنى. يكفي أن يدخل الرجل إلى البيت، عائدًا من ليلٍ غامض، والدم يلمع على مفاصل يديه، لتسقط كل الأقنعة في لحظة واحدة. هكذا كان مشهد زوج سلمى: رجلٌ ادّعى أنّه محاسب، يبيع الأرقام الباردة ويختبئ خلف أوراق المكاتب، لكن الحقيقة لم تعرف طريقها إلى لسانه؛ الحقيقة نزفت من يديه قبل أن ينطق بها.

اليدان، اللتان خُلقـتا رمزًا للرزق الحلال، ظهرتا مثقلتين بجروحٍ لا تُشبه المكاتب ولا دفاتر الحسابات. أصابعه الممزقة تحوّلت إلى وثائق حيّة، وإلى اعتراف صريح لا يحتاج إلى توقيع. هنا، لم يعد للكذب معنى، ولم يبقَ للصمت حيلة؛ فالجسد انقلب شاهدًا ضد صاحبه، والجرح صار أفصح من أي جملة منمّقة.

إنها المأساة حين ينهار البناء الذي شيّده رجل على وهم. مأساة امرأة صدّقت القناع، لتصحو على الحقيقة التي لم تكشفها الكلمات بل كشفتها الجراح. اليد التي قال عنها إنّها تحصي الأرقام، دلّت على أنّها تغوص في وحل آخر، وأنّ تحت المعطف الأنيق عرقًا مخفيًا وليلًا مثقلاً بالسرية والعار.

هذا المشهد يفضح قسوة الحياة: فالإنسان قد ينجح في تمويه قلبه وعقله وحتّى كلامه، لكنّه يعجز أن يُقنع يديه بالكذب. اليدان لا تعرفان المجاملة، لا تبرعان في التزييف، بل تكتبان الحقيقة على جلدهما بدمٍ صريح. واليد حين تنزف، تتحوّل إلى مرآة لكل الانكسارات التي حاول صاحبها إخفاءها.

لقد أراد المخرج أن يقول شيئًا أبعد من قصة رجل مزدوج الهوية: أراد أن يُعلن أنّ الانكسار الأكبر ليس في سقوط الواجهة الاجتماعية، بل في اللحظة التي تخذلك فيها يداك وتفضحانك أمام من تحب. هناك، في قلب البيت، لا يعود الصراع حول مهنة أو وظيفة، بل حول صدق الحياة نفسها. وما أشدّ قسوة يدٍ تنطق بالجرح حين يصمت اللسان.

الناقد السينمائي شربل الغاوي.

Address

Beirut

Telephone

+9613509920

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when PICA Hub posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share

Category