المختار: مَن يَعرف الناس وقصصهم.
لا ادعاءَ في هذا. هو تحدٍّ.
والتمثّل بـ"المختار" ليس تنصيباً للنفس في موقع نفترض أنَّ "الوصول" إليه حقٌّ وطريقٌ ديموقراطيّان، وإنّما هو، أي التمثّل بـ"المختار"، استعادة لرمز نفرح لكونه، في ذاكرتنا الشعبية، مَن يعرف الناسَ وأخبارهم ويحفظ سيرَهم ويطل على واقعهم وحيواتهم.
على هذه الصورة نتخيّله، وإلى ذاك الهدف نسعى، مترفّعين عن منطق الخدمات المدفوعة وأسلوبها. والأهم م
ن هذا، أنّنا نتمثّل بـ"رمز" بقي حرّاً من الطائفيّة والمذهبيّة، على الأقل قانونيّاً وقيميّاً، ولو أسرته الطائفيّة والمذهبية والعشائريّة والعائليّة.
هو "المختار"، إذاً، رمزُنا، وأمّا هدفُنا فأن نعرف، وأن تَعرف، أن يكون لنا، جميعاً، موقع نرى فيه ومن خلاله أنفسنا على حقائقها لا وفق ما يشاء من يقف خلفه.
هدفنا أن نعرف بعضنا بعضاً من دون وساطة أو أقنعة أو سماسرة أو مشعوذين أو حواجزيين.. أن نعرف واقعنا وننشط معاً لتظهير صوره وتفاصيله المهمّة، التي تحجبها السياسة في زحمة التعب والشقاء وتحت تأثير الطائفيّة والمذهبيّة.
لسنا صحافيين بالمعنى التقليدي، أي أننا لا نكتفي بالكتابة عنك، وأنت القارئ الذي يتلقّى. لا نريد أن نعرف عنك غيابيّاً، إنما أن نعرف معاً. أنت نحن. وما نصوّره، وما نكتبه، هو ما نعرفه عنك، ومنك. هنا، نحن منشّطون، ومحررون، والموقع هو عنوانك الالكتروني. أنت لست الحدث وحسب، أنت الشاهد، وأنت الكاتب.
في موازاة أن لا نكون "سلطة" نتوقّع ألا تكونَ متلقّياً. لا نبحث عن كتلة صمّاء لتكن جمهورنا. نبحث عن مواطن فاعل محرَّر ومحرِّر، محرر أخبار وقصص ووقائع ومحرر واقع. وفي حين لا نريد أن نكتب ــ نصوّر ــ ننتج مادة صحافيّة بعيدة من الواقع ومنفصلة عنه، لا نريد "مادة" غير حرّة، ولا "مادة" لا تحرر. نريد، من خلال الإنتاج المشترك، تحرير أنفسنا وواقعنا من كل قيد، ومن كل صورة زائفة تدّعي أنّها مرآة أو تعبير حقيقي عنه. نريد تحرير واقعنا وصورتنا المحجوبين خلف صنم الزعيم، وتحت تأثير الشعارات الطائفيّة والمذهبيّة، وفي مرمى الحروب وأشباحها، حتّى بتنا لا ندرك الفارق بين الفرح والحزن، بين الصواب والخطأ، وبين الجوع وتخمة الكلام.
نتوجّه إلى جميع المواطنين، إلى روح الشباب، من دون تمييز مناطقي أو طائفي أو مذهبي أو جنسي أو عمري...
مستعدّين لكل خدمة تدريب على التقنيّات الحديثة للتفاعل مع الموقع...
