سينابس

سينابس سينابس هي شبكة ناشئة تعمل على إنتاج معرفة من المنطقة العربية وبناء قدرات الباحثين فيها

يُطلعنا زميلنا أنس على أبرز التغيرات التي حدثت في مدينة السويداء، تلك المحافظة الواقعة في أقصى الجنوب السوري:"من اللحظة ...
11/03/2025

يُطلعنا زميلنا أنس على أبرز التغيرات التي حدثت في مدينة السويداء، تلك المحافظة الواقعة في أقصى الجنوب السوري:

"من اللحظة الأولى لدخول المدينة، ترى بوضوح سنوات من الأزمات الاقتصادية المتتالية التي أثرت في جميع ما تقع عليه العين: ثياب رثة لا تقي الصقيع الجاف، وأفواه فقدت كثيراً من أسنانها، وباعة متجولون يفترشون الأرصفة بصناديق تحوي بضاعة رخيصة ورديئة الجودة، كعلامة على ندرة فرص العمل. قالت فتاة تقيم في المدينة إن الفقر تفاقم منذ انهيار النظام، وأحد الأسباب الرئيسية لذلك هو أن نسبة كبيرة من السكان كانت تعتمد اعتمادا كبيراً على الرواتب الحكومية، خاصة المتقاعدين والموظفين الذين فُصلوا تعسفا. البطالة منتشرة على نطاق واسع، وكثير من الناس لا يدرون ماذا يفعلون.

كان تدفق الأموال من الاقتصادات غير المشروعة يساهم بطريقة أو بأخرى في النشاط الاقتصادي، لكن هذا النشاط تباطأ بعد سقوط النظام. وأكد شاب ثلاثيني أنه أصبح من النادر رؤية تجار المخدرات المسلحين يتبضعون وهم مرتدين الملابس الفاخرة، أو أثناء قيادتهم السيارات الفارهة في المدينة.

ويجمع الكثيرون على أن أسعار السلع قد انخفضت فعلا، واتخمت الطرقات ومحطات الوقود بما كانت سلعاً نادرة مثل المازوت والغاز والبنزين، غير أن قلة من السكان تستطيع الشراء كما في السابق. ولا ترى سوى عدد قليل من الناس يشترون من الباعة المتجولين، فالمتاجر خالية من الزبائن أيضاً.

وما زاد المشهد قتامة هو منظر الأراضي القاحلة في هذا الوقت من العام، فقالت امرأة اقتربت من التسعين من عمرها بأنها لم تشهد شتاء أشد جفافا طيلة حياتها، ولذا راح المزارعون يجورون في تقليم أغصان أشجار الفاكهة في محاولة لإبقائها على قيد الحياة بسبب شح الأمطار.

وأكثر ما يؤلم هو فقدان الغطاء النباتي، إذ اختفت أغلب الأشجار من الأرصفة، وتحولت مساحات شاسعة من غابات السنديان إلى ما يشبه الصحراء، وراح تجار الأخشاب يقتلعون جذوع الأشجار التي قطعت في السنوات السابقة، مستغلين انشغال بعض الفصائل واللجان الأهلية بحماية المرافق العامة من النهب.

في غياب مؤسسات الدولة لا تمتلك أية جهة في السويداء الشرعية الكافية لفرض القانون، ما يعيق استتباب الأمن والعدالة. ورغم انخفاض الاغتيالات والخطف والتهريب مقارنة بالسنوات الماضية، تحولت المدينة ليلا إلى مدينة أشباح. ولا يزال التنقل بين القرى، خاصة باتجاه دمشق، مهمة محفوفة بالمخاطر.

تعكس هذه الفوضى الحالة العامة من نقص الثقة والغموض والارتجال في سوريا. فلا يكفي الإدارة الجديدة أنها كانت حجر اساسي في إسقاط النظام. بل إن الثقة تتطلب بذل المزيد من الجهود، أحدها هو إشراك جاد وعادل في عمليات صنع القرار."

يلاقي السوريون الفارون من القصف الإسرائيلي تحديات جمة للوصول لمناطق أكثر أمناً، فينامون في العراء بسبب رفض مراكز الإيواء...
15/10/2024

يلاقي السوريون الفارون من القصف الإسرائيلي تحديات جمة للوصول لمناطق أكثر أمناً، فينامون في العراء بسبب رفض مراكز الإيواء استقبالهم، وأما المراكز التي تستقبل الجميع فهي مكتظة بما يفوق قدرتها الاستيعابية. وصل كثير من السوريين إلى بر الأمان في سوريا بالرغم من صعوبة الوصول إلى وطنهم ووجوب اجتياز مناطق السيطرة المختلفة والكثيرة.

إن فرار آلاف السوريين إلى سوريا لا يعني إطلاقا أن سوريا أصبحت آمنة للجميع، فالأمر يختلف من شخص إلى آخر. ويُخشى من استغلال هذا الواقع لتبرير حملات الترحيل القسري للسوريين لاحقاً من لبنان وحتى من دول أخرى. وقد بدأت بالفعل ترد تقارير حول اعتقال عشرات الفارين من لبنان إلى مختلف المحافظات السورية، وقد ينعكس ذلك سلباً على أشد السوريين ضعفاً ممن تراهم في أمس الحاجة للحماية من الترحيل إلى سوريا.

إقرأ المزيد في مقال إيناس شري من "المفكرة القانونية"…

اضطّر اللاجئون السوريون في لبنان كما آلاف اللبنانيين إلى ترك منازلهم تحت نيران الغارات الإسرائيليّة التي تصاعدت بدءًا من 23 أيلول، وساروا مع السائرين من القرى المهد...

24/09/2024

أدى القصف الإسرائيلي إلى زيادة كبيرة في أعداد النازحين في لبنان، وكثير ممن نزحوا منذ الأمس هم في الأصل نازحون من أمكنة أخرى: اللبنانيون الذين فروا من المناطق الحدودية في الأشهر الأخيرة؛ واللاجئون الفلسطينيون المهجرون منذ عقود مضت، والسوريون الذين أجبروا على النزوح مرات لا تحصى. الطرق مزدحمة والملاجئ تمتلئ بسرعة في بلد يواجه أساسا تحديات جمة. بعض المناطق التي تفر إليها العائلات من الجنوب - ولا سيما ضاحية بيروت - مزدحمة أساسا وقد تكون الهدف التالي للهجمات الإسرائيلية.
في عام 2006 كانت سوريا الملاذ الرئيسي، وخاصة الأحياء الشعبية حول دمشق، والتي ساعد حزب الله النظام السوري لاحقا في قمع سكانها، لكن سوريا لا تستطيع اليوم استقبال الوافدين الجدد لأن السوريين يكافحون من أجل تلبية احتياجاتهم في ظل اقتصاد محطم جراء الحرب والفساد والعقوبات.أعلنت بعض المجتمعات في لبنان صراحة أنها لن تستقبل النازحين وسط حرب يلقون فيها باللوم على حزب الله بأنه السبب في اندلاعها. ستضع هذه الموجة الجديدة ذلك التوازن الطائفي على المحك، في ظل سعي العائلات لإيجاد مسكن وتحويل الأماكن العامة (وخاصة المدارس) إلى ملاجئ.
كما أن لبنان يحوي النسبة الأعلى من اللاجئين في العالم مقارنة بعدد سكانه. يواجه اللاجئون السوريون مصاعب أكثر من غيرهم: فكثير منهم لا يملكون سيارات، ما يحد من قدرتهم على التنقل في أحلك الأوقات. في الأشهر الماضية فرت الكثير من العائلات سيراً على الأقدام. في بعض المناطق رفضت البلديات استقبالهم، ما دفعهم إلى مواصلة البحث شمالاً عن ملاذ حيث وصل البعض إلى طرابلس. كما أن بعض أصحاب العقارات طردوا المستأجرين السوريين لإفساح المجال أمام النازحين اللبنانيين، في مثال بارز على تشريدهم مرة تلو أخرى.كما أن المدارس التي تحولت إلى مراكز إيواء رفضت إيواء الأطفال السوريين مثلما رفضت تسجيلهم قبل شهر من اليوم. يعيش السوريون التجارب السابقة نفسها في المناطق الجديدة: الخطر المحدق ومرارة النزوح وخطاب الكراهية.ثمة سوريون عالقون في البقاع ويسألون على مجموعات الفيسبوك "أين نذهب بعد أن سدت الابواب؟" وثمة آخرون يفرون من القصف وكلهم خوف ألا توقفهم السلطات اللبنانية على الطريق بسبب عدم حيازتهم إقامات سارية الصلاحية.
قد يكون كل هذا الكم من الاضطراب واليأس والارتياب جزءاً من حسابات إسرائيل: لن تكون هذه المرة الأولى التي تحاول فيها تأجيج التوترات داخل لبنان. لكنها لم تفلح كثيرا: فكلما لعبت إسرائيل هذه اللعبة جلبت على نفسها مزيدا من العداء.

17/09/2024

في عصر السرعة قد تبدو قراءة الكتب رفاهية، لكن ذلك بالضبط هو ما يجعلها ذات قيمة، فالكتاب العظيم هو خلاصة تجربة المؤلف، وإنجاز يستحق الوقت والجهد.
تتطلب قراءة الكتب الصبر والتركيز في عالمنا المليء بما يشتت أذهاننا. تقوي القراءة عقولنا، مثلما تقوي التمارين الجسدية أجسامنا. إنها تمرين ذهني يحافظ على حدة عقولنا وإبداعنا.
بخلاف الأفلام والمقالات، تأخذنا الكتب إلى عوالم غامرة ومعقدة، وفيها نملأ الفجوات، ونربط الأفكار، ونتفاعل بعمق مع رؤية المؤلف. إنها عملية إبداعية تشعل خيالنا بشكل لا مثيل له.
إن كثيرا من الأفلام والمسلسلات الناجحة مستوحاة من الكتب. وللكتب قدرة لا مثيل لها على التقاط وإطلاق الرغبات والأفكار الجماعية، وصنع التأثير الحقيقي.
تسمح قراءة الكتب لنا بالاستفادة من "الشفرة المصدرية" لثقافتنا، فمن خلالها نفهم أنماط السلوك البشري التي حيرت المفكرين لقرون، مما يوفر علينا عناء إعادة اكتشاف الأمور.
اجعل القراءة عادة! اختر كتباً تشعل فضولك أو تخدم أهدافك الشخصية. ومع كل كتاب تكمله، تصبح القراءة أكثر متعة وسهولة.

05/09/2024

Policies are the bane of small civic organizations: They are indispensable in many ways, not least to raise funds, but they are hard to write, tricky to uphold, and generally disliked for their bureaucratizing effect on organizations whose true value is in staying earnest and driven.

To help solve this problem, Synaps is using its research capacity to develop a complete set of short, solid, sensible policies that peer organizations can use as templates. A selection is already available on our website (https://www.synaps.network/en/about/policies).

Now we are looking for a consultant to complete this process. Help us find them, for our sake and for yours!

03/09/2024

إن ما بدأ هذا العام كخطاب شعبوي حول منع السوريين من التعليم قد أصبح الآن واقعاً يقاسيه أطفالهم. لن يؤدي هذا الواقع إلى تقليل عدد السوريين في لبنان، بل إلى حرمان مزيد من الأطفال حقهم في التعليم وتفاقم التحديات الاجتماعية. نستعرض في هذا النص تحديات وصول السوريين للتعليم في لبنان:

في بداية التسجيل في العام الدراسي تفاجأ السوريون بطلب المدارس الرسمية-الدوام الصباحي، إقامة سارية المفعول لتسجيل أطفالهم، وهو شرط لن يستطيع غالبية السوريين استيفاءه لأن 80 بالمئة منهم لا يملكون إقامة في لبنان.

قالت لنا أم طفل سوري كان قد أنهى دراسة الصف التاسع العام الفائت: "تشترط علينا المدارس حيازة إقامة سارية المفعول لتسجيله في الصف العاشر، لكن الأمن العام رفض جميع محاولاتنا للحصول على إقامة. لا أدري ما أفعل كيلا يُحرم ابني من تعليمه."

إن إيجاد بدائل ليس بالأمر اليسير أيضاً، إذ أضافت تلك السيدة: "بالرغم من الرسوم المرتفعة، تشترط المدارس الخاصة وجود شهادة تسجيل من المفوضية، والتي لا أملكها لأنني أتيت إلى لبنان بعد عام 2015. وقد حاولت تسجيله في عشر مدارس في البقاع دون جدوى."

ذكرت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر حديثاً "أوقفوا تسييس تعليم الأطفال اللاجئين في لبنان" أن السلطات المحلية والسياسيين في لبنان يحاولون فرض قيود تمييزية من شأنها أن تؤدي إلى حرمان عشرات آلاف الأطفال اللاجئين السوريين حقهم في التعليم."

كما أصدرت بلديات سن الفيل والقاع تعاميم تدعو المدراس التابعة للمنظمات والمدارس الرسمية والخاصة بعدم تسجيل أي تلميذ سوري قبل التأكد من حيازته وأهله إقامة قانونية.

تأتي هذه الاجراءات امتدادا لسلسلة من التضييق والعنف الممارس ضد السوريين وأطفالهم، فحملات الإخلاء القسري أفرغت مخيمات ومباني بأكملها من السوريين في الشمال فيما اضطر آخرون إلى مغادرة منازلهم بعد حملات العنف التي تصاعدت منذ مطلع نيسان.

لن تقبل معظم المدارس تسجيل أطفال جدد في حال عدم امتلاكهم إقامة قانونية، وبالتالي لن يستطيع السوريون المطرودون قسراً تعليم أطفالهم في المناطق الجديدة التي فروا اليها.

لهذه الاجراءات تداعيات بعيدة المدى، ولن تقتصر على ازدياد عمالة الأطفال فحسب. قالت لنا معلمة: "إحدى الآثار السلبية هي رفض المدارس استقبال التلاميذ المنقطعين عن الدراسة، أي أن الأطفال الذين سينقطعون هذه السنة عن التعليم لن يتمكنوا من التسجيل العام القادم."

يترقب باقي السوريين صدور القرارات المتعلقة بتسجيل الأطفال في المدارس التعليمية-الدوام المسائي، حيث لا أحد يعرف بعد إن كان سيتوجب عليهم حيازة إقامة أيضاً، لكن في جميع الأحوال لا يحصل جميع السوريين على التعليم المسائي بسبب قلة الشواغر.

إن حرمان الأطفال السوريين من التعليم لن يقلل عدد السوريين، بل سيفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية لدى الشعبين. مايحتاجه لبنان هو سياسة فعالة وعملية لإدارة الوجود السوري، مع ضمان حق كل طفل في التعليم. إن توفير التعليم لجميع الأطفال هو استثمار في مستقبل أفضل وأقل بؤساً للجميع.

هذا هو مقالنا الأول عن الأردن، حيث بدأنا مؤخراً في بناء فريق جديد بالكامل في ذلك البلد.إن هذا المقال جزءاً من سلسلة مقال...
27/08/2024

هذا هو مقالنا الأول عن الأردن، حيث بدأنا مؤخراً في بناء فريق جديد بالكامل في ذلك البلد.

إن هذا المقال جزءاً من سلسلة مقالات ننشرها لتسليط الضوء على الضغوط البيئية، وستتناول مقالاتنا التالية كلاً من مصر والعراق بالنظر إلى القواسم المشتركة بين هذه الدول. إن هذه البلدان الثلاثة معرضة بشدة لمخاطر التغير المناخي، وغالباً ما تُستخدم كأمثلة تحذيرية.

لا يخفى هذا التهديد على معظم من تحدثنا إليهم في هذه البلدان الثلاثة، لكنهم لا يرون أن تغير المناخ هو المشكلة الرئيسة. بل يلقون اللوم على السياسات المحلية: فقد قامت المؤسسات الحكومية بتقليص الخدمات الأساسية منذ زمن، والمناطق الريفية هي الأكثر تضرراً.

إن التركيز الضيق على تغير المناخ يحجب الدور الذي تؤديه الحكومات التي تتذرع بتغير المناخ لتبرير تقصيرها.

كما أن ذلك يصرف الانتباه عن دور الدول الغربية في تأجيج التغير المناخي، وكذلك في تقويض قدرة الدول على مواجهته. في الأردن ومصر، فعلت الدول الغربية ذلك تدريجياً من خلال الدفع نحو التقشف والخصخصة، وأما في العراق عملت الولايات المتحدة على تفكيك الدولة كلياً.

من هذه الناحية وغيرها، لا تُعد هذه الحالات استثنائية، بل على العكس من ذلك، فهي تجسد كثيرا من الاتجاهات التي تشكل أزمة المناخ على مستوى العالم: من الخصخصة الفوضوية وإلغاء الضوابط إلى النمو الجامح للسكان والمدن والاستهلاك المحموم.

أخيراً تُبرز هذه المقالات الثلاثة الموارد التي يمكن تسخيرها في حال كان القادة جادين في التعامل مع الأمن الغذائي والمائي.

لا تزال المنطقة تحظى بأراض ومياه ثمينة وخبرات زراعية ومصادر تمويل صلبة، لكن كل تلك الموارد مهددة بالنضوب إذا لم نُحسن استخدامها اليوم.

غالباً ما يُنظر إلى المأزق البيئي الذي يواجهه الأردن بأنه حالةٌ متطرفةٌ واستثنائيةٌ، غير أن قصة الأردن هي قصتنا جميعاً: إنها قصة عالمٍ تحتكر فيه الشركاتُ الكبرى الم...

31/01/2024

نحن في سينابس نشعر بالذعر من قرار مانحين وقف تمويل الأونروا مما يشكل انتهاك للمبادئ الإنسانية الأساسية.

لقد قمنا بكتابة رسائل نعبر فيها عن هذه المخاوف للمانحين من حولنا. إلى حين الاستجابة لمخاوفنا، سنقوم بتقليص كل التفاعلات غير الضرورية مع الدول التي أخذت هذا الموقف.

إن دور النساء السوريات في الاقتصاد غالباً ما يتم إهماله أو تنميطه. لكن رغم هذا، يتزايد عدد رائدات الأعمال السوريات الذين...
29/01/2024

إن دور النساء السوريات في الاقتصاد غالباً ما يتم إهماله أو تنميطه. لكن رغم هذا، يتزايد عدد رائدات الأعمال السوريات الذين أسسوا أعمالهن، مدفوعات بحكم الضرورة في معظم الأحيان. هذه الأعمال القائمة خلف الكواليس محدودة جداً لكن تأثيرها عليهن وعلى المجتمع كبير.

إن دور النساء السوريات في الاقتصاد غالباً ما يتم إهماله أو تنميطه. لكن رغم هذا، يتزايد عدد رائدات الأعمال السوريات الذين أسسوا أعمالهن بحكم الضرورة في معظم الأحيان. ...

26/01/2024

بمزيج من الحزن والأمل ترحب سينابس بقرار محكمة العدل الدولية. كم من الناس والمؤسسات قصرت في تأدية مهامها الأساسية قبل الوصول إلى هذا القرار حتى وإن كان غير كافٍ. ونحن ممتنون للمحكمة لإضفائها شيئاً من التعقل والشجاعة والاحترافية في التعامل مع صراع لطالما افتقر إلى هذه السمات.

لقد أحدثت حرب غزة شعوراً بالضيق غير مسبوق بين أوساط المجتمع المدني في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إذ راحت كثير من المنظمات...
15/12/2023

لقد أحدثت حرب غزة شعوراً بالضيق غير مسبوق بين أوساط المجتمع المدني في مختلف أنحاء الشرق الأوسط، إذ راحت كثير من المنظمات المحلية تعيد النظر في اعتمادها المالي على البلدان والمانحين ممن تتعارض قيمهم ومواقفهم مع قيم هذه المنظمات ومواقفها.

كانت تتوقع معظم هذه المنظمات من الدول الغربية تحيزاً لإسرائيل، لكن الصادم هو تجاهل حقوق الفلسطينيين، واللامبالاة تجاه تاريخ الصراع، وتأييد العنف المفرط، ووصم أي شيء وكل شيء بأنه معاد للسامية.

قامت عدة دول من الاتحاد الأوروبي فعلاً بتجميد التمويل المخصص للمنظمات غير الحكومية الفلسطينية والإسرائيلية التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان. كما أن بعض المانحين يطلبون من شركائهم تبني وجهات نظرهم السياسية علناً.

ونتيجة لذلك أصبحت النظرة إلى الغرب، الذي دائماً ما اتهم بالكيل بمكيالين، أكثر تشدداً مما مضى. يرى الكثير من الناشطين في أن الفكرة القائلة بأن الغرب يدعم حقوق الإنسان هي نكتة جيدة في أحسن الأحوال، ونكتة سخيفة في أسوئها.

وما يزيد من شعورهم بالصدمة هو الانهيار شبه التام للتواصل، فدول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وسويسرا لا تكف عن الحديث عن حقوق الإنسان وكأن شيئاً لم يتغير. وهي فعلاً تفعل هذا بشكل واضح عندما يتعلق الأمر في أوكرانيا.

عندما يتعلق الأمر بغزة، تتحدث هذه الدول عن حقوق الانسان فقط. فهي تقول بأن على إسرائيل الامتثال للقانون الدولي الإنساني، لكنها نادراً ما تشير إلى انتهاكات إسرائيل الواضحة، وتراها تدين الاستعمار لكنها لا تفعل شيئا لوقفه، وتدعو لحل الدولتين الذي لا تؤمن به أساساً.

وأما فيما يتعلق بالمنظمات التي لديها رسالة تؤمن بها، تكمن المسألة في وضع الحدود: من همُ المانحون الذين يمكن الحصول تمويل منهم، وتحت أي شروط؟ تتباين الإجابات تبايناً كبيراً في قطاع دائماً ما كان التشظي الشديد أحد صفاته.

لكن هناك أيضاً الكثير من القواسم المشتركة: تترد أغلب المنظمات غير الحكومية المحلية في مقاطعة المانحين الذين تختلف معهم في الرأي، كما تتجنب تسميتهم بالاسم وانتقادهم علناً، لكنها أيضاً ترفض الاستسلام لأية ضغوط سياسية، وتؤكد على التمسك بمبادئها الأساسية.

وبرغم هذا الإجماع النسبي، تجرب المنظمات المدنية ردود فعل مرتجلةً مختلفة، إذ قد تتعامل الراديكالية منها مع الأموال باعتبارها "تعويضات": بأن تستلم الأموال حتى من الجهات المانحة الأكثر إشكالية، بشرط أن يكون بمقدورها استخدامها في الأنشطة الإنسانية التي تعود على مجتمعاتها بالنفع.

المنظمات البراغماتية تقول مثلاً: إذا كان بمقدور أموال الاتحاد الأوروبي المساعدة في كتابة تاريخ الاستعمار، أو تدريس حقوق الإنسان المهمة في الجامعات العربية، فيا أهلا بها. كما تستفيد هذه المنظمات من كل اجتماع أو مؤتمر مع المسؤولين الغربيين للتأكيد على أسباب غضبهم وشرح معتقداتهم.

يتبع نشطاء آخرون نهجاً أكثر حذراً في علاقاتهم: لن يعمل هؤلاء مع شركاء غير مريحين إلا إذا كانت المشاريع التي يدعمونها قيّمة للمجتمع بما يكفي، ويرفضون كل ما هو خلاف ذلك، فيما يُجري بعضهم "تقييماً للمانحين" للتحقق من سياساتهم قبل توقيع أي عقد معهم.

ثمة جانبان إيجابيان لهذه الدينامية المعقدة: الجانب الأول هو نفاد الصبر من "المشاريع الفارغة" التي تطغى على قطاع المساعدات والتنمية أكثر فأكثر، وهو قطاع يعج بسلاسل من المقاولين الذين يهدرون موارد ثمينة على مفاهيم ضبابية. لكن هناك الكثير من المنظمات وخاصة الدولية منها، التي ستستمر في هذا النهج، غير أن المنظمات المحلية الأكثر ديناميكية وتجذراً في مجتمعاتها سوف تضاعف جهودها وتزيد إصرارها في تنفيذ مشاريع تخدم رسالتها، وهذه في الواقع فرصة للمانحين المستنيرين لحشد الدعم لتلك المنظمات.

والجانب الثاني هو فهم أوسع لمفهوم المساءلة، ففيما مضى كانت المنظمات المحلية مسؤولة أمام المانحين، وأما اليوم فيتعين على كل منهما أن يكون مسؤولاً أمام الآخر، وأمام مجتمعاتهما، في تبادل من شأنه أن يكون أكثر عدالة وفائدة للجميع.

إن القطاع المدني في أزمة مستمرة بطبيعته: فهو يتكون من أشخاص يناضلون من أجل العدالة في أماكن تفتقر لها. وفي الشرق الأوسط، بعد الحرب في غزة، ستصبح تلك الأزمة وجودية أكثر من أي وقت مضى. غير أنها أزمة ليس بمقدور المانحين حلها ولا يجدر بهم تقرير ما هو الحل.

يجب أن يأتي الحل لهذه الأزمة الوجودية من خلال عمل المنظمات المحلية والإجماع على فهم مشترك للأهداف التي تعمل من أجلها، وبأي شروط. كيف نعرّف حقوق الانسان في المنطقة في وقت نشهد فيه أنها غير مدعومة من قبل الدول الغربية تماماً كما هي غير مدعومة من الأنظمة العربية.

يمثل ذلك في كثير من نواحيه فرصة طال انتظارها لإعادة توجيه النقاش وجعله ذا نطاق إقليمي أكبر، إذ تعمل المنظمات غير الحكومية المغربية والليبية والتونسية واليمنية والعراقية، أو حتى الفلسطينية، بمعزل عن بعضها بعضاً، وغالباً ما تكون معزولة داخل مجتمعاتها.

إن المنطقة بحاجة ماسة لمناقشة الحقوق الأساسية بشروطها هي ومن منظورها هي، فالمواهب والخبرات موجودة. صحيح أن المساحة المدنية صغيرة، لكنها ناضجة للغاية. بتوفر قدر أكبر من الوضوح، وبفهم مشترك للأهداف، سيأتي التمويل، سواء كان أجنبياً أو محلياً.

ملاحظة: بطبيعة الحال تواجه سينابس هذه المعضلة، ولكي نتعامل معها اتخذنا عدة خطوات، وأطلقنا مناقشة استشرافية مع المنظمات النظيرة. يمكن للمنظمات المهتمة بالانضمام للنقاش، مراسلتنا عبر الرسائل المباشرة.

كما نشرنا "سياسة الشراكات" الخاصة بنا كوسيلة لتوضيح مبادئنا، وصوغ العلاقات المستقبلية، نتمنى أن تكون مفيدة أيضاً للمنظمات غير الحكومية التي تشاركنا طريقة تفكيرنا، ونرحب باستخدامها من قبل أقراننا إذا كانت مناسبة.

ترى منظمة سينابس نفسها جزءا من قطاعٍ مدنيٍ أوسع، ولذا يعد العمل مع الآخرين في صلب عملنا، ولا يقتصر هذا العمل على السعي للحصول على التمويل أو شراء الخدمات.

لبنان كما نعرفه اليوم، تعمّر جزئياً بأيادي العمال الأجانب. بينما يتزايد الضغط في لبنان على اللاجئين والعمال السوريين، تغ...
04/10/2023

لبنان كما نعرفه اليوم، تعمّر جزئياً بأيادي العمال الأجانب. بينما يتزايد الضغط في لبنان على اللاجئين والعمال السوريين، تغيب السياسات العقلانية لإدارة هذا الوجود. نلقي نظرة مختلفة في هذا الفيلم على العمال السوريين في لبنان.

Lebanon's story is one of construction and reconstruction, over and over again. Those who do the building and rebuilding, however, remain unseen. Their own s...

Address

Hamra

Opening Hours

Monday 10:00 - 18:00
Tuesday 10:00 - 18:00
Wednesday 10:00 - 18:00
Thursday 10:00 - 18:00
Friday 10:00 - 18:00

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when سينابس posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Contact The Business

Send a message to سينابس:

Share

Category