
20/08/2025
الأب سلامة من قمّة الصليب: نحتاج شهودًا للحقّ وسط الأزمات
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهي عند قمة الصليب - فاريا، بدعوة من رعية مار شليطا في فاريا، بحضور وزير الاعلام المحامي بول مرقص ممثلا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، وزير الاقتصاد عامر بساط، النواب: ندى البستاني، شوقي الدكاش، سليم الصايغ ونعمة افرام، الوزير السابق منصور بطيش، رئيس بلدية فاريا جوزف خليل واعضاء المجلس البلدي، رئيس البلدية السابق ميشال سلامة ورؤساء بلديات ومخاتير وشخصيات سياسية ودبلوماسية وأمنية وإعلامية وحشد من المؤمنين.
وفي ختام القداس، ألقى كاهن الرعية الأب شربل سلامة كلمة حول شهادة يوحنا المعدان عند رؤية المسيح، وقال:
"وأنا رأيتُ وشَهِدتُ" (يو 1/ 34)؛ هذه الشهادة التي أطلَقها يوحنّا المعمدان عند رؤيتِهِ للمسيح، مُناديًا بأعلى صوتِهِ، لكي تسمع القلوب والضمائر، أنّ هذا هو ابن الله الحيّ، نُطلقها اليوم مُجدّدًا، معكم يا صاحب الغبطةِ والنِيافة، أبينا البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي الكليّ الطوبى، إلى كلّ القلوب والضمائر، من على هذا الجبل المبارك، لكي نُنادي بأنّ المسيح هو المخلّص الوحيد الذي نحتاج إليه لشفاءِ قلوبِنا، وتوبةِ حياتِنا، واستيقاظِ ضمائرِنا، فنَجِدَ الرّاحة، ونبلُغَ الخلاص.
سنواتٌ مَضَت على خدمتي لرعيّة المسيح في هذه البلدة المباركة، رعيّة مار شلّيطا – فاريّا، "وأنا رأيتُ وشَهِدتُ" يا صاحب الغبطة، أنّ شعبَنا المسيحيّ متعطّشٌ إلى أمرٍ أساسيّ لكي يثبُتَ وسطَ كلّ الصّعوبات والأزمات التي تتوارى علينا، ألا وهو الشهادةُ للحقيقة، والمجاهرةُ بها، وقولُها علنًا: حقيقةُ المسيح الذي يدعونا أن نكون مِلحًا للأرض ونورًا للعالم، أن نكون علاماتٍ تُحدِثُ فَرقًا في العالم، وحقيقةُ كلِمةِ الله التي تُعطينا الحياةَ الحقّة، وحقيقةُ الكنيسة التي تضمُّنا إليها رغم شهاداتنا الخاطئة بحقّها أحيانًا كثيرة.
لا يُخفى على غبطتكم يا أبانا البطريرك، حاجةُ شعبِنا إلى شهودٍ حقيقيّين، مُستقيمي الضمير في الشّهادةِ للحقِّ وللحقيقة؛ إلى رُسُلٍ للمسيح ثابتين، لا يقِفونَ وقفةً مخالِفَةً لمبادِئ الانجيل في الدّفاع عن الحقّ ضدّ الظّلم، وعن الحقيقة ضدّ الكذِب، وعن الخير ضدّ الشّر، وعن القداسة ضدّ الخطيئة.
"وأنا رأيتُ وشَهِدتُ"، يحثُّنا هذان الفعلان على اتّخاذِ المواقفِ الصّحيحة للشّاهدِ الحقيقيّ، وعلى طرحِ تساؤلاتٍ ضميريّة حول أفعالنا في ما نرى ولِمَن نشهد، وَسطَ عالمٍ أُعمِيَت فيه القلوبُ والضمائر عن رؤيةِ الحقيقة التي دعانا الرّب يسوع أن نتمسّك بها لنكون أحرارًا بالحقّ. لقد نسَينا مَن نحنُ وأنّنا مدعوّون أن نكون نورًا حيث الظلمة، لا أن ننغمسَ فيها.
هكذا يدوّي الصّوت في قلبِ كلّ شاهدٍ يريدُ من حياتِهِ أن تكونَ شهادةً لربِّ الحياة، لكي يبقى في الحياة ويتبع مَن هو "الطريق والحقّ والحياة". هكذا يردّد لسانُ كلِّ كاهنٍ وخادم لرعيّة المسيح، لا ينغمِسُ في فخاخ الضلال، بل يقود الخراف إلى حظيرة الخلاص.
نرفعُ أيادينا كُلُّنا، ونصلّي معكم يا صاحب الغبطة، إلى الله أبينا، هنا حيثُ السّماء تُلامسُ قمّة هذا الجبل المباركَ، لكي تُلامِس بدورِها قلوبَنا وضمائرَنا، فنرى حقيقةَ الله في حياتنا ونشهد شهادةً مسيحيّةً صادقة. نشكرُ لكم حضوركم يا صاحب الغبطة والنيافة بيننا، مع السّادةِ الأساقفة، ومنهم راعينا الجديد، مار يوحنّا رفيق الورشا، الذي نفرحُ بهِ للمرّةِ الأولى في رعيّتِنا، والرؤساء العامّين ولفيف الكهنة، ومع هذا الجمهور المبارَك، من أصحاب المقامات، وعلى رأسهم فخامة رئيس الجمهوريّة العماد جوزيف عون، مُمثّلًا بمعالي الوزير بول مرقص، وكلّ المؤمنين الحاضرين. ولكي نبقى، بصلواتِكُم لنا، صامدين بوجهِ الصّعوبات والشّرورِ كافّةً، شهودًا للحقّ وللحقيقة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء سلطانة الانتقال، وشربل القدّيس، آمين".