
29/09/2025
ببنين تحتضن معرضها التراثي الأول: تظاهرة حضارية أظهرت الوجه المشرق للبلدة.
تقرير شعيب زكريا/ببنين_عكار
اختتمت بلدية ببنين–العبدة في عكار فعاليات المعرض التراثي الأول، الذي شكّل تظاهرة فنية وثقافية عكست غنى البلدة وأهلها بالمواهب والحرف، ورسخت صورة حضارية مشرقة عن ببنين. وعلى مدى يومين، استقطب المعرض آلاف الزوار من أبناء البلدة والجوار الذين جالوا في أجنحته المتنوعة، وتعرّفوا إلى الأشغال اليدوية والحرفية، المقتنيات التراثية، المونة الريفية، العصائر والحلويات المنزلية، إلى جانب أعمال فنية لرسامين ونحاتين محليين جسّدوا بهوياتهم الفنية صورة ببنين الأصيلة.
رئيس البلدية محمود جوهر أكد أن هذه المبادرة تأتي في إطار حرص المجلس البلدي على دعم التراث وتشجيع أصحاب المواهب، لافتًا إلى أن الهدف هو تحويل هذا المعرض إلى محطة سنوية متطورة بالتعاون مع أهل الاختصاص، بما يفتح آفاقًا جديدة للإنتاج المحلي.
من جهته، أثنى ممثل البلدية في اتحاد بلديات ساحل ووسط القيطع زاهر الكسار على النجاح اللافت الذي حققه المعرض والإقبال الذي فاق التوقعات، فيما شدّد فواز الرفاعي على أهمية تضافر الجهود بين مختلف الفاعليات لإنجاح مثل هذه الأنشطة الثقافية التي تغني الحياة العامة، كما رافقنا بجولة على مصانع المراكب.
ويظهر هذا الحدث كيف تستطيع البلدية، كسلطة محلية، أن تضفي أجواء جميلة على البلدات عبر مبادرات خلاقة، لتكون أكثر من مجرد "ساقية ومجرور وبناء حائط"، بل مساحة حياة وإبداع تعبّر عن هوية الناس وطموحاتهم.
المعرض لم يكن مجرد مساحة لعرض المنتجات، بل محطة للتلاقي والتواصل الاجتماعي والثقافي، حيث أتاح للشباب والصبايا في مقتبل العمر أن يخوضوا تجربتهم الأولى في التعامل مع الجمهور بثقة ووعي، بعيدًا عن أي رهاب اجتماعي، فانعكس ذلك جرأةً وإيجابيةً وثقافةً في التعاطي.
هكذا أظهرت ببنين وجهها الحقيقي؛ وجه العمل والإبداع والمحبة، الوجه الذي قلّما يتبناه الإعلام المحلي أمام محاولات بعض الخطاب السلبي لتكريس صورة العنف والتراجع.
نجاح هذا المعرض ما كان ليتحقق لولا تعاون أبناء البلدة وحرصهم على إنجاح المبادرة، وهو ما يستحق الشكر والتقدير لكل من ساهم وشارك، ليبقى هذا الحدث محطة مضيئة في مسيرة ببنين وأهلها.
وفي منشورات لاحقة سيتم نشر عدة البومات لمختلف نشاطات المعرض.