25/09/2025
المجاملة والمحاباة في توزيع الجدول المدرسي بصورة غير عادلة تمثل أحد أبرز أسباب تدني المستوى التعليمي لدى الطلاب، لأنها تُفقد العملية التعليمية ركائزها الأساسية من عدالة، ومصداقية، وانضباط. فالجدول المدرسي ليس مجرد عملية تنظيم حصص، بل هو انعكاس مباشر لسياسة الإدارة المدرسية ومدى جديتها في تقدير الكفاءات.
إن أي جدول يُعد من غير مراعاة للتقارير التربوية للموجهين، أو تقارير الكفاءة والانضباط، إنما يعكس فشلاً إداريًا واضحًا، ويؤدي إلى ضياع الوقت، وإهدار الطاقات، وتدمير مفهوم العطاء المبني على الجهد والإخلاص. مثل هذه الممارسات تزرع بذور الإحباط والتشاؤم في نفوس المعلمين المجتهدين الذين تم تهميشهم، وتفتح فجوة خطيرة داخل المؤسسة التعليمية، مما يتيح المجال للفشل أن يتسلل ويترسخ.
الجدول المدرسي في حقيقته وسام تشريف يُمنح لمن أثبتوا التزامهم، وضبطهم، وقدرتهم على العطاء بلا كلل، وهو معيار عدالة ينبغي أن يعزز قيم الجدية والتنافس الشريف، لا أن يتحول إلى أداة للمحاباة أو تصفية الحسابات.
إن العدالة في توزيع الجدول المدرسي ليست مطلبًا إداريًا فحسب، بل هي ضمانة حقيقية لنجاح العام الدراسي، وحافز لرفع مستوى الأداء لدى المعلمين، وانعكاس مباشر على مستوى الطلاب تحصيلًا وسلوكًا. فحينما تسود الشفافية في التوزيع، تُبنى الثقة، وتتعزز روح الفريق الواحد، ويترسخ الإيمان بأن التعليم رسالة ومسؤولية مشتركة وليست غنيمة تُقتسم.