14/12/2025
ما يحدث اليوم في غرب طرابلس ليس حدثًا عابرًا، ولا موجةً إعلامية، ولا استعراض قوة…
ما يحدث تحوّل.
تحوّل يُكتب بعرق الرجال، وبالاقتحام لا بالتصريحات، وبالفعل لا بالبيانات.
جهاز مكافحة التهديدات الأمنية يعمل اليوم خارج حسابات الخوف، وخارج منطق التوازنات الهشة، وخارج مدرسة “خلّيها على الله”.
يعمل وهو يعلم أن ما يقوم به أكبر من صلاحياته، وأثقل من طاقته، وأخطر من ثمنه… ومع ذلك يتقدم.
تحرّي، ضبط، قبض، مداهمة، تفكيك، اقتلاع…
ليس كلمات، بل أفعال تُنفَّذ في الميدان، حيث كان الصمت سيدًا، وكانت الأوكار محصّنة، وكانت الدولة اسمًا بلا ظل.
الدولة لم تكن غائبة عبثًا…
كانت عاجزة.
عاجزة حتى اعترف وزير داخليتها أمام العلن: “لا أسيطر على الزاوية”.
ومن يعترف بالعجز، يفتح الباب للفوضى، ومن يترك الفراغ، تدخله المليشيات بلا استئذان.
لكن اليوم،
محمد بحرون يقول شيئًا آخر.
لا يقوله في مؤتمر، ولا يكتبه في منشور…
يقوله على الأرض.
مشروعه ليس سهلًا، ولا آمنًا، ولا مضمون النتائج،
لكنه واضح:
ضرب أوكار الفساد،
تفتيت التنظيمات المسلحة،
تفكيك عصابات العمو،
إخراج الكابوات من صرمان وصبراتة،
قطع شرايين الهجرة،
وإعادة تعريف من يملك السلاح… ولماذا.
هذا مشروع جبار،
مشروع دولة يُنفَّذ بأدوات رجل أمن،
ويحتاج دعمًا لا تشكيكًا،
ومساندة لا مزايدة،
وصمتًا محترمًا من أولئك الذين لا يعرفون من الوطنية إلا لوحة المفاتيح.
إلى أولئك الذين يتشدقون في الفيسبوك،
يتفرجون على البلاد وهي تنزف،
ولا يملكون إلا تعليقًا،
نقولها بوضوح لا لبس فيه:
إما أن تقدم رأيًا مسؤولًا، أو اصمت ودع الرجال تعمل.
فالوطن لا يُنقذ بـ“لايك”، ولا يُحمى بـ“بوست”.
اليوم، الصفحات معكم،
والمواطنون معكم،
والتاريخ… نعم التاريخ يفتح دفاتره.
تحية لكل فرد في جهاز مكافحة التهديدات الأمنية،
جهاز يعمل بينما غيره يراقب،
يشتبك بينما غيره يعلّق،
يتقدم بينما غيره يحسب المكاسب.
التاريخ لا يرحم المتفرجين،
ولا ينسى من دخلوا النار ليفتحوا طريقًا.
يا بحرون…
ادخل التاريخ من أوسع أبوابه،
فالأوطان لا تُبنى بالحياد،
بل بالقرار.
.