
02/07/2025
بقلوبٍ يعتصرها الحزن ودعنا يوم الأحد الماضي شيخًا من مشايخ نالوت، رجلًا حمل همَّ الدعوة إلى الله، وعمل بكل إخلاصٍ في إصلاح مجتمعه، وتربية الأجيال على هدي القرآن والسنة.
كان الشيخ الحاج المربي عيسى ساسي امحمد زغدود – رحمه الله – منارةً علميةً وأخلاقيةً، عرفته نالوت بأبهى صفاته: تواضعًا جمًا، خلقًا رفيعًا، وقلبًا صافياً كصفاء سمائها، يستقبل الجميع بابتسامةٍ تعكس حبّه الصادق وخالص نواياه.
لم تعرف حياته الاستقرار والراحة، فقد جاهد في دروب الدعوة، ورافق كبار العلماء أمثال خاله الشيخ العلامة/ أ. علي يحيى معمر، وزار القدس الشريف قبل أن ينالها الاحتلال، وصمد في وجه الظلم حين قضى سنوات في السجون المظلمة، صابرًا محتسبًا، لا يلين في تمسكه بدعوته رغم كل المحن.
فقدنا شيخًا، ومربيًا، ورمزًا للثبات والصبر والعطاء، لكن سيرته ستظل تُروى للأجيال، وذكراه تُضيء دروب من يستلهمون منه العزم والإرادة.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويجزيه عن أمته خير الجزاء، ويلهمنا الصبر على فراقه.
إنا لله وإنا إليه راجعون.