08/09/2025
التاريخ لايجلب البطولات
(( بين نشوة الانتصار وصدمة الواقع ))
حقق فريق كرة القدم و السلة إنجازًا عظيمًا الموسم الماضي، حيث تُوِّج بالبطولات المحلية و الدولية واستطاع لاعبوه أن يحصدوا ألقابًا فردية مميزة، مما جعل جماهيرنا تعيش لحظات فرح وفخر مستحق. غير أن ما نراه اليوم على صفحات التواصل الاجتماعي يدعو للقلق؛ إذ بدأت بعض الجماهير تكتب منشورات متعالية على المنافسين، بل وصل الأمر أحيانًا إلى التقليل من قيمة الأندية الأخرى وكأن الفوز عليهم أصبح أمرًا مضمونًاوخصوصا من يطالبون بلعب مباريات الكاس بشكل فوري وعاجل وكأنه ضمن الفوز
هذا السلوك، وإن كان نابعًا من فرحة مشروعة بالبطولات، إلا أنه قد يتحول إلى فخ خطير. كرة القدم لا تعترف بالغرور ، والتاريخ لايجلب البطولات انما يسجل من قاتلوا وحصدو البطولات ، نشوة الانتصارات الماضية قد تُخدر العقول وتزرع ثقة زائفة، لتكون النتيجة صدمة قاسية عند أول تعثر.
على الجماهير أن تدرك أن احترام الخصم جزء من قوة الفريق، وأن الاستفزاز أو الاستهزاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا يخدم النادي بل يُعطي الدافع للخصوم لبذل جهد مضاعف للرد في المستطيل الأخضر.وتركهم في سباتهم العميق دون اي مناكفات توقضهم هو احد اسباب النجاح ،
و التواضع والوعي الجماهيري هما خط الدفاع الأول عن سمعة النادي وإنجازاته وعدم الاندفاع في مشاحنات عبر مواقع التواصل قد تكون ضدنا وليس معانا
كما أن من الحكمة أن يحافظ النادي على سرية بعض الصفقاته واستعداداته، فلا يكشف أوراقه مبكرًا،ولايتحدث عن انتدابات جديدة ولايلمح الا بعد ضمان التوقيع ، ليُفاجئ خصمه في الوقت المناسب و يدخله في دوامة ، كرة القدم اليوم أصبحت حرب تكتيك ومعلومة بقدر ما هي جهد ولياقة.
إن ما صنعه فريقنا من مجد الموسم الماضي يجب أن يكون دافعًا لمزيد من الانضباط والتواضع لجمهورنا الغالي الذي لايختلف اثنان عن حبه وانتمائه لهذه القلعة والمؤسسة العريقة .
الكاتب - قراندي