21/05/2025
رئيس الحكومة لا يملك من قراره إلا ما يملى عليه , يحركه السفير البريطاني كما تحرك خيوط الدمى في مسرح بلا روح , ليس صدفة أن تبقيه لندن في الواجهة بل هو نتاج تسليم أمريكي للملف الليبي لبريطانيا التي تدير المشهد بعين استخباراتية ومخالب ناعمة ,, أما تركيا فكلما ظنت أنها أمسكت بطرف الخيط وجدت نفسها تغزل في فراغ ,,
أنقرة جربت كل الأوراق من ضمنها بالحاج وعندما فشلت لجأت إلى محاولة صلح الضرورة بين الردع والدبيبة أملاً في تهدئة الوضع مقابل التخلي وتسليم أسامة إنجيم للحكومة لتسليمه لمحكمة الجنايات الدولية لكن حتى اللحظة لا اتفاق فقط سعي محموم وضغوط لا تهدأ ,, الردع لا تزال راسخة في طرابلس كجدار لا تزعزعه مناوشات ولا صفقات مشبوهة ,,
ومن بين الكواليس اجتماع أخير جمع عماد الطرابلسي وعبدالسلام الزوبي ومحمود حمزة وكان كالكشف داخل بيت تتآكله التناقضات , إنفجرت الخلافات بينهم حول قضية إغتيال غنيوة والتي يدور الحديث أن محمود حمزة كان المتورط الفعلي فيها وهنا انكشفت النوايا ,, الزوبي والطرابلسي أكدا رفضهم الدخول في حرب ضد جهاز الردع معتبرين إياه قوة أمنية تحارب الفساد وليس لهم عداوة معه في المقابل ظهر محمود حمزة كمن يحمل الضغينة ويبحث عن إشعال فتيل الحرب كلما خمد ,,
الطرابلسي والزوبي اليوم لا يريدان الحرب لا خوفاً من الردع بل لأن الحرب ستفتح أبواب العاصمة أمام كتائب مصراته، مما يهدد نفوذهم وثقلهم. وهذا ما يُفزع الزوبي أن تتحول طرابلس إلى ميدان تتقاسمه قوى خارج إرادته ,,
ووسط هذا المشهد حكومة تدار بالريموت وساحة أمنية تشتعل تحت الرماد والكل يضع يده على الزناد ينتظر لحظة الانفجار ,,, أو لحظة الصفقة القادمة ,,