15/10/2025
السياسة بين الهراء والمسؤولية: من أجل واقع محلي أفضل
ما أتابعه وأشاهده في الساحة السياسية على الصعيد الوطني لا يعدو أن يكون في كثير من الأحيان هراءً سياسياً في بعض الجماعات الترابية، حيث تتحول بعض الدورات إلى مشاهد مؤسفة من الشجار والعنف اللفظي والجسدي، في مشهد لا يمت بصلة إلى روح المسؤولية ولا إلى تطلعات المواطنين.
إن ما ينتظره المغاربة من ممثليهم في المجالس المنتخبة هو الانكباب الجاد على قضاياهم الاجتماعية والاقتصادية، والسعي إلى إيجاد حلول عملية لمشاكلهم اليومية، بدل الانغماس في صراعات شخصية وحسابات سياسية ضيقة لا تنتج تنمية ولا سياسة عمومية حقيقية.
فالمقرات الجماعية وفضاءات الاجتماعات يجب أن تكون منصات للنقاش البناء، ومختبراً للأفكار والمشاريع التي تعود بالنفع على الساكنة، لا ساحات لتبادل الاتهامات أو تصفية الخلافات.
ومن هذا المنبر، أعبّر عن خالص شكري وتقديري وامتناني لمجلس جماعة أسنادة بإقليم الحسيمة، بكل أعضائه وعضواته، الذين يقدمون نموذجاً راقياً في العمل الجماعي المسؤول، حيث تسود روح التعاون والتفاهم، ويظل الهمّ المشترك هو خدمة المواطن وتحقيق المصلحة العامة.
إن السياسة في جوهرها ليست صراعاً على المناصب أو النفوذ، بل هي وسيلة نبيلة لتدبير الشأن العام وتحسين ظروف عيش المواطنين. ومن هذا المنطلق، وجب علينا جميعاً الإصغاء لبعضنا البعض، وتغليب المصلحة العامة، والعمل على تغيير واقع المواطن نحو الأفضل، مع تغيير ذواتنا فكرياً وسلوكياً، بعيداً عن الحسابات الضيقة التي لا تخدم الوطن.
نعم، جميعاً من أجل دفع عجلة التنمية والاقتصاد المحلي، ومن أجل مغربٍ أفضل يتسع للجميع.