
09/09/2025
كان الناس يظنون أن الصلاة والصيام وحدهما يكفيان لعبور طريق الجنة، لكن القرآن الكريم كشف لنا سرًّا أعظم. قال تعالى:
{فلا اقتحم العقبة * وما أدراك ما العقبة}
وكأنها جبل شاهق بيننا وبين الفردوس، لا يعبره إلا من اقتحمه.
فتساءل الناس: وما هي العقبة؟ فجاء الجواب الإلهي واضحًا وحاسمًا:
"فك رقبة، أو إطعام في يوم ذي مسغبة، يتيمًا ذا مقربة، أو مسكينًا ذا متربة، ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة."
في الزمن الماضي كان اقتحام العقبة يعني تحرير عبد من قيود العبودية، أما اليوم فالعقبة قد تكون أن تحرر إنسانًا من فقر يسحقه، أو من جوع ينهش كبده، أو من ظلم يثقل صدره. العقبة أن تطعم جائعًا في يوم مجاعة، أن تجبر خاطر يتيم قريب، أن ترفع رأس مسكين التصق بالتراب من شدة الحاجة.
واللافت أن الله تعالى لم يحدد "يتيمًا مسلمًا" أو "مسكينًا مسلمًا"، بل تركها مطلقة لتشمل أي إنسان منكسر، أي قلب محتاج، أي روح عطشى للرحمة. ثم وضع الشرط الأهم: أن يكون مع كل ذلك إيمان صادق، وصبر على الطريق، ورحمة تتدفق من القلب وتفيض على الخلق.
بهذا فقط يصبح العبد من أصحاب الميمنة، الناجين يوم القيامة.
فالعقبة ليست صلاة وصيامًا فحسب، بل أن تحيا إنسانيتك كما أرادها الله؛ أن تمنع نفسك من ظلم زوجة أو ابن أو قريب، أن لا تأكل حق أختك في الميراث، أن لا تدع جارك يجوع وأنت قادر، أن تظل رحيمًا حتى في قمة قوتك.
تلك هي العقبة التي تنتظرنا جميعًا، وهذا هو الامتحان الحقيقي…
فهل اقتحمنا العقبة؟
🌹 إذا أتممت القراءة، صلِّ على رسول الله ﷺ، شفيعنا يوم القيامة.