
19/07/2025
عضة كلب تشعل جدلاً حول جاهزية المراكز الصحية ومخاطر الكلاب الضالة بإقليم أزيلال
لحسن كوجلي – أزيلال
أثارت حادثة تعرض سيدة من جماعة بني عياط، صباح السبت، لعضة كلب يُشتبه في أنه مسعور، موجة من القلق وسط الساكنة، ليس فقط بسبب الحادث في حد ذاته، وإنما لما كشفه من ثغرات خطيرة في منظومة التدخل الصحي السريع، لا سيما بالعالم القروي.
حسب ما توصلت به "أزيلال تيفي"، فقد تفاجأت الضحية، رفقة أفراد من عائلتها، بإغلاق المركز الصحي المحلي ببني عياط، ما اضطرهم للتنقل نحو جماعة أفورار المجاورة، حيث أُبلغوا هناك بأن اللقاح المضاد لداء السعار متوفر أصلاً بمستوصف بني عياط.
غير أن المفارقة الصادمة، بحسب رواية مصدر ، أن المستوصف الذي أُعيدت إليه مرة أخرى، لم يقدم لها أي مساعدة، بدعوى عدم استعداد الطاقم التمريضي لتحمّل "مخاطرة إدارية" قد تمس بمستقبلهم المهني، حسب تعبير مصدر اخر لتُترك السيدة في حالة من الحيرة والقلق، بعدما طُلب منها العودة مجدداً يوم الإثنين، بدعوى أن حالتها "لا تستدعي تدخلاً فورياً".
وتعليقاً على هذه الحادثة، عبر عدد من السكان المحليين عن امتعاضهم الشديد من هذه اللامبالاة، معتبرين أن حياة المواطنين في المناطق النائية أضحت رهينة لتأويلات إدارية في حالات تتعلق بالأمراض الوبائية.
الحادثة أعادت أيضا إلى الواجهة ملف الكلاب الضالة التي صارت تنتشر بكثافة في العديد من دواوير الإقليم، ما يشكل تهديداً حقيقياً لسلامة المواطنين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن. ووفق شهادات متطابقة، فإن هذه الحيوانات تتجول بكل حرية، وغالباً ما تكون حاملة لأمراض خطيرة مثل السعار، الذي يؤدي إلى الوفاة في حال عدم التدخل العلاجي السريع.
ويرى فاعلون محليون أن غياب برامج واضحة لمحاربة انتشار الكلاب الضالة، إضافة إلى ضعف البنية الصحية في العالم القروي، يمثلان قنبلة موقوتة قد تؤدي إلى كوارث صحية واجتماعية، داعين السلطات إلى ضرورة إطلاق حملات تلقيح وتعقيم، إضافة إلى توفير الأمصال الحيوية في المراكز الصحية القروية، وتكوين الأطر الصحية على كيفية التعامل مع الحالات المستعجلة المرتبطة بالأوبئة الحيوانية.
حادثة بني عياط ليست معزولة، بل تكشف عن خلل مزدوج: ضعف منظومة التدخل السريع في حالات الطوارئ، وتزايد التهديد الذي تشكله الكلاب الضالة في غياب استراتيجية وقائية واضحة. وبين هذا وذاك، تظل حياة المواطن القروي في ميزان الانتظار والتجاهل، إلى إشعار آخر.