23/09/2025
دولة لم تكمل عامًا واحدًا في عمرها،
الجديد مثل أفغانستان، لا تتشدّق بتاريخ 7000 سنة حضارة، ولا تبيع الوهم عن "الملوخية العظمى" أو "إمارات الشر" أو ضجيج الإعلام الفارغ.
الأفغان يتكلمون بالفعل لا بالشعارات.
البرتقالي – ترامب – حاول أن يتعامل معهم كما يتعامل مع العرب، قال للأفغان: قاعدة باجرام العسكرية سنأخذها، وإن لم نأخذها فستحدث أمور سيئة.
لكن الرد لم يكن حجًا إلى البيت الأبيض، ولا كان تقبيلًا للأيدي والأرجل، ولا تقديم قرابين الولاء.
لم يحدث شيء من ذلك.
خرج رئيس الأركان الأفغاني قاري فصيح الدين فطرت بالرد السريع والواضح دون تأجيل وقال :
لا نحتاج إلى أحد، ولا نخاف من أحد.
الشعب الأفغاني لا يخاف من أي طاغية كا*ـــــر بالاعتماد على الله تعالى، وقد أثبت ذلك في عشرين عامًا من الجهاد ضد الاحتلال الأمريكي وحلفائه.
لن نعطي شبرًا واحدًا من أرض أفغانستان.
أما وزير الدفاع الأفغاني محمد يعقوب مجاهد فقد كان أكثر صراحة، قال لترامب :
اسمع أيها الترامب، الكهوف التي كنا نعيش فيها ما زالت موجودة كما هي، ولنا رجال يعيشون فيها، ونحن على أتم الاستعداد للرجوع إليها، ونقاتلكم عشرين سنة أخرى.
هذا ليس خطابًا سياسيًا ناعمًا كما يفعل العرب مع العدو، هذا صوت رجال يعرفون أن الحكم تكليف لا تشريف، دين لا دنيا، وأن الكرسي ليس معبودًا ولا عرشًا يُعبد.
الإعلام عند الأفغان ليس مثل إعلام العبرية ولا سكاي الإماراتية ولا قنوات الأنظمة، بل إعلامهم صادق، يواجه الشعب بالحقيقة لا بالأكاذيب.
شعب وقادة تربوا على أن الدنيا متاع زائل، والآخرة هي دار القرار. من لا يخاف من ترامب وجيشه ودولته العظمى، قلبه معلق بالله وحده، ومن يخاف الله حقًا لن يخاف من كل جبابرة الأرض ولو اجتمعوا عليه.
أفغانستان علّمت العالم درسًا: من استعمرها خرج خائبًا, الهند, الصين، بريطانيا، روسيا، وأخيرًا أمريكا.
كلهم جرّوا أذيال الخيبة من جبالها.
هذا هو الفرق بين من يحكم بشرع الله ويستمد قوته من العقيدة، وبين من باع دينه ودنياه مقابل كرسي ذليل.