
06/04/2025
إلى أهلنا الصامدين في فلسطين الأبية:
من قلبٍ ينبض بالعروبة والإباء، إليكم لا كلمات رقيقة بل تحية إجلال وتقدير. أنتم لستم في حاجة لمن يذرف الدمع، بل لمن يرفع الرأس بكم فخرًا. لقد أثبتم للعالم أجمع معنى الصمود الحقيقي، وكنتم ولا زلتم الحصن الأخير في وجه الهوان، والرفض القاطع لكل أشكال الذل والخنوع.
علمتمونا أن الأرض أغلى من كل ثمن، وأن الكرامة لا تقدر بمال، وأن دماء الأحرار التي تُراق دفاعًا عن الحق ليست رخيصة أبدًا. منكم نستلهم القوة والعزيمة، وبكم نقتدي في رفض الظلم والاستسلام.
فلسطين ليست مجرد قضية عابرة أو شعارًا مؤقتًا، بل هي عقيدة راسخة، وموقف مبدئي، وجزء أصيل من هويتنا. هي البوصلة التي توجهنا نحو الحق والعدل.
إننا نرى بعين اليقين نصر الله قادمًا لا محالة، يلوح في الأفق بفضل صمودكم وثباتكم. نراه في عيون أطفالكم الشامخة، وسواعد رجالكم البواسل، وصبر نسائكم العظيم. لسنا هنا لنعلن تضامنًا باهتًا، بل لنؤكد على التحاقنا الروحي والمعنوي بصفكم.
من أرضكم الطاهرة تنطلق الحكاية الحقيقية للأمة، وعلى أعتاب صمودكم سينتهي زمن الخضوع والضعف.
وإلى الاحتلال الغاشم: فلسطين ليست سلعة تباع وتشترى، ومفتاحها سيظل عصيًا عليكم مدى الدهر.
وإني إذ أتوجه بهذه الكلمات، أود أن أعربر عن اعتذاري عن لحظة ضعف فكرت فيها بالتخلي عن التعبير عن هذا الموقف الثابت بحذف حساباتي. لقد أدركت أن السكوت في وجه الظلم ليس خيارًا، وأن واجبنا جميعًا أن نرفع أصواتنا دفاعًا عن الحق والعدل وعن قضيتنا الأولى فلسطين.
قد تراجعت عن قرارٍ اتخذته سابقًا بحذف حساباتي، لأني أيقنت أن التخلي عن مساحة للتعبير عن رفضنا لهذا الظلم ليس صوابًا. ضميرنا لا يسمح لنا بالصمت ونحن نرى ما يقع على أهلنا في فلسطين.✌️