14/10/2025
تطبيق “Yalla”.. تجربة رقمية تجعل من المشجع محور الدبلوماسية السياحية الجديدة
في الوقت الذي يستعد فيه المغرب لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025، و يضع آخر اللمسات على مشروعه العالمي المشترك مع إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030، تتجه الأنظار إلى تجربة رقمية جديدة دشنتها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم بإطلاق تطبيق “Yalla”، المخصص للحصول على بطاقة المشجع، و التأشيرة الإلكترونية، وتذاكر المباريات.
لكن هذه الخطوة التي تأتي ضمن التحول الرقمي للمنظومة الكروية، يمكن أن تشكل بداية لثورة أوسع في الدمج بين الرياضة والسياحة الذكية، إذا ما تم تطوير التطبيق ليصبح منصة رقمية شاملة ترافق المشجع في رحلته داخل المدن المغربية.
من بطاقة المشجع إلى دليل المدن
في نسخته الحالية، يتيح تطبيق “Yalla” خدمات أساسية تسهل الولوج إلى الملاعب وتنظيم الحضور الجماهيري. غير أن المرحلة المقبلة، خصوصاً مع اقتراب موعد المونديال، تفرض تصوراً أوسع يجعل من التطبيق دليلاً تفاعلياً للمشجع و السائح في آنٍ واحد.
فالمغرب لا يستعد فقط لتنظيم بطولة كروية، بل يسعى لتقديم تجربة متكاملة للزوار تعكس تنوعه الثقافي والحضاري، من مراكش التاريخية إلى طنجة المتوسطية، مروراً بفاس و الرباط و الدار البيضاء و أكادير.
إضافة خاصية “دليل المدن المستضيفة” داخل التطبيق، ستتيح للمستخدم التعرف على المعالم السياحية في كل مدينة: المآثر التاريخية و الأسواق التقليدية، المتاحف، الساحات الشهيرة، و المطاعم المحلية، مع خرائط تفاعلية و معلومات دقيقة حول المسافات و وسائل النقل.
التكنولوجيا في خدمة التجربة السياحية
يمكن لتقنيات تحديد الموقع الجغرافي (GPS) أن تجعل من التطبيق أداة ذكية ترشد المشجع إلى أقرب مطعم، فندق، مكتب صرف، أو شركة كراء سيارات من مكان تواجده أو من الفندق الذي يقيم فيه.
كما يمكن للتطبيق أن يقترح مسارات سياحية قصيرة لعشاق الاكتشاف بين مباراة و أخرى، ما يحول المشجعين إلى سياح فعليين يساهمون في إنعاش الاقتصاد المحلي.
ولا يتوقف الأمر عند ذلك؛ فربط التطبيق بخدمات المكتب الوطني للسكك الحديدية و شركات النقل السياحي سيمكن المستخدم من شراء تذاكر القطارات و الحافلات مباشرة من خلال التطبيق، ما يعزز سهولة التنقل بين المدن المستضيفة، و باقي المدن المغربية
نحو منصة رقمية موحدة
إذا تم دمج خاصية الدفع الإلكتروني الموحد، يمكن للمشجع أن يؤدي تكاليف تذكرته، و تنقله، و مطعمه، و حتى جولاته السياحية عبر محفظة رقمية واحدة داخل تطبيق “Yalla”.
كما يمكن للجامعة، بشراكة مع وزارة السياحة و المكتب الوطني المغربي للسياحة، إدماج عروض الفنادق و المطاعم و المهرجانات الثقافية ضمن التطبيق، مما يجعله نافذة حقيقية للترويج للوجهة المغربية عالمياً.
إضافةً إلى ذلك، فإن دعم التطبيق بعدة لغات (العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، والبرتغالية) سيعزز من انفتاحه على الجماهير القادمة من مختلف القارات خلال كأس العالم.
المغرب اليوم أمام فرصة فريدة لدمج التحول الرقمي بالابتكار السياحي، و جعل كرة القدم مدخلاً لاكتشاف مغرب متنوع، متصل، و مضياف.
فحين يخرج المشجع من الملعب ليجد في هاتفه دليلاً سياحياً يرشده نحو أفضل ما تزخر به المدينة، يكون المغرب قد سجل هدفاً آخر، هذه المرة خارج المستطيل الأخضر.