03/12/2025
محمد الهاشمي يجرّ رئيس المجلس الإقليمي و "إعلاميين" للقضاء.
يواصل محمد الهاشمي، أحد أبرز وجوه لجنة نداء الكرامة، تصعيده القانوني ضد سلسلة من الاتهامات التي استهدفته خلال الأسابيع الأخيرة، معلنا دخوله في معركة قضائية مفتوحة بهدف “إعادة الاعتبار لكرامته كمحتجّ، وصون حقه الدستوري في النضال السلمي، ضد حملات التشويه الممنهجة التي تستهدفه”، وفق ما أكده مقربون منه.
وبعد تقديمه شكاية أولى ضد محمد السلاسي، رئيس المجلس الإقليمي لتاونات، على خلفية ما اعتبره “اعتداء لفظي علني” عبر وصف المتظاهرين بعبارات نابية خلال الوقفة الاحتجاجية بقرية با محمد، تفجّرت معطيات جديدة تشير إلى أن الهاشمي وضع شكايتين إضافيتين أمام القضاء.
فقد تقدم الهاشمي بشكاية ثانية ضد طاليس الحسوني، مدير نشر جريدة “العاصمة“، يتهمه فيها بـ التشهير، وترويج ادعاءات باطلة، ونشر منشورات خطيرة تتضمّن اتهامات له بازدراء الدين الإسلامي وتحريف القرآن الكريم، في محاولة – وفق الشكاية – لإثارة سخط الرأي العام ضده وتحويل مسار الحراك الاجتماعي.
الهاشمي أكد أن هذه الادعاءات “باطلة جملة وتفصيلا”، وأن الهدف منها هو اغتيال معنوي مباشر في لحظة حساسة شهد فيها الإقليم حراكا اجتماعيا واسعا.
كما رفع الهاشمي شكاية ثالثة ضد عادل بعيز، صاحب التدوينة الأصلية التي وصفت احتجاجات نداء الكرامة بـ“الابتزاز” و“الارتزاق”، وهي التدوينة التي أعاد نشرها رئيس المجلس الإقليمي نفسه، ما اعتبره الهاشمي “جزءا من حملة منظمة لتشويه صورة الحركة الاحتجاجية السلمية وشيطنة المشاركين فيها”.
مصادر مطلعة أكدت أن الدرك الملكي بعين عايشة استمع بالفعل إلى محمد الهاشمي في محاضر رسمية.
وتأتي هذه التطورات في سياق سلسلة من الوقفات والمسيرات التي كانت لجنة نداء الكرامة قد دعت إلى تنظيمها للمطالبة بتحسين الخدمات الصحية، والبنيات التحتية، و العدالة المجالية. كما أنّ الشكايات التي وضعها الهاشمي تشكل في حد ذاتها سابقة في تاريخ الاحتجاجات بالإقليم، إذ لم يسبق لمحتج أو ناشط حقوقي أن واجه بهذه الجرأة حملات التشهير أو الإساءة الصادرة عن مسؤولين ومنابر إعلامية وصفحات محلية.
الرأي العام يترقب أن تفتح هذه القضايا نقاشا قانونيا واسعا حول حدود المسؤولية القانونية للأشخاص الاعتباريين والإعلاميين، وحول “الخط الأحمر” الذي يفصل بين حرية التعبير وحق المواطن في الكرامة الإنسانية.