27/02/2025
نصائح لحسن الاستعداد لشهر رمضان 🌙
مضى أكثر من نصف شعبان، ولم يعد بيننا وبين شهر رمضان إلا أيامٌ قليلة، ولا بدّ من الاستعداد لدخول شهر العتق .. شهر القرآن .. فانظر وتأمل في طالبي الفوز بالمسابقات الدنيوية وما يبذلونه من استعداد، فما بالك بطالب الآخرة! ولا يُقارن الثّرى بالثّريّا... فهذه أيام غالية، إن ذهبت الآن قد لا تعود أبدًا، فكم من أناس لم يُكتب لهم إدراك رمضان، وكم من أناس لن يُكتب لهم أن يدركوه هذا العام.
شهر شعبان هو بمثابة محطة استعداد روحاني للمؤمنين قبل دخول شهر رمضان المبارك. هو شهر تُرفع فيه الأعمال ، وفرصة لتطهير القلوب وتجديد النية، والتدريب على العبادات استعدادًا لشهر الصيام والقيام.
خطوات للاستعداد لشهر رمضان:
☘️ سلامة القلب: من أعظم الأعمال في شهر شعبان أن تتأكد من صلاحية قلبك لرفع عملك. فقد أخبرنا الحبيب ﷺ أن العمل يُرفع... إلا لصاحب الشحناء، إلا للمتهاجرين، إلا للمتقاطعين .. شعبان شهر الصلة، شهر النافلة، شهر طهارة القلوب ..طهر قلبك من الشوائب، وتسامح مع الآخرين، لتستقبل رمضان بصفاء ونقاء.
☘️ التوبة والاستغفار: وأيُّ استقبالٍ أكرمُ وأجلُّ من أن يُطرقَ بابُه بتوبةٍ صادقة، تُعيدُ للنفسِ صفاءَها، وللروحِ طُهرَها، وللقلبِ معناه؟ التوبةُ ليست طقسًا يُؤدَّى، بل تحوُّلٌ عميقٌ في مسار الحياة. فمن أراد أن يذوقَ حلاوةَ هذا الشهر، فليلقِ عن كاهلهِ أثقالَ المعصية، وليدخلْ على اللهِ بقلبٍ قد غسلته دموعُ الأوبة .. فالتوبةُ ليست مجرد خطوة نحو التغيير، بل هي مفتاحٌ لجلب الخيرات، وبابٌ واسعٌ لاستقبال الرحمات.
☘️ الدعاء: ادع الله أن يبلغك رمضان، وأن يعينك على صيامه وقيامه، فقد كان النبي ﷺ يدعو قائلًا : "اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان" . كذلك كان السلف الصالح يدعو : "اللهم بلغنا رمضان، اللهم سلّمنا لرمضان، وسلّم رمضان لنا، وتسلّمه منا متقبّلًا".
☘️ تنظيم المنزل: قم بترتيب منزلك من الآن حتى تتخلص من الفوضى، ليكون تركيزك خلال شهر رمضان على العبادة والقرب من الله..وقم بتهيئة ركنٍ للعبادة خصص مكانًا للصلاة، واغسل ملابس الصلاة وسجادتك، وعطّرها لتكون مستعدًا نفسيًا وروحيًا.
☘️ البدء في قراءة القرآن: اجعل لك وردًا يوميًا، كقراءة بضع صفحات بعد كل صلاة، لتعتاد على كثرة التلاوة وتتهيأ لرمضان.. فقد كان السلف الصالح يُسمّونه شعبان "شهر القُرّاء"، لحرصهم على الإقبال على القرآن فيه.
عن أنس رضي الله عنه قال: "كان المسلمون إذا دخل شعبان، انكبوا على المصاحف فقرؤوها، وأخرجوا زكاة أموالهم؛ تقوية للضعيف والمسكين على صيام رمضان".
☘️ التدرّب على الصيام: صُم أيامًا من شعبان لتعتاد على الصيام وتُهيّئ جسدك لاستقبال شهر رمضان اقتداءً بالنبي ﷺ، فقد كان يُكثر من الصيام في شعبان حتى كاد أن يصومه كله إلا قليلًا.
قالت السيدة عائشة رضي الله عنها:
"لم أرَ النبيَّ ﷺ صائماً من شهرٍ قطُّ أڪثرَ من صيامه من شعبان، ڪان يصومهُ ڪلّه إلا قليلًا." (متفق عليه)
☘️ قيام الليل: عوّد نفسك على قيام الليل، لتعتاد على طول الوقوف في صلاة التراويح وقيام التهجّد.
☘️ الصدقة والزكاة: اجعل لك صدقة يومية في شعبان، لتعتاد عليها في رمضان، فتكون ممن قيل فيهم: "ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعطِ منفقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسكًا تلفًا." (متفق عليه).
شهر شعبان هو أيضًا فرصة لتطهير أموالنا بإخراج الزكاة، كما كان يفعل المسلمون في عهد الصحابة رضي الله عنهم، حيث كانوا يحرصون على إخراج زكاة أموالهم في هذا الشهر الفضيل، تقويةً للضعفاء والمساكين وإعانةً لهم على صيام رمضان ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه: "كان المسلمون إذا دخل شعبان أخرجوا زكاة أموالهم تقويةً لضعيفهم على الصوم".
☘️ ضبط اللسان: تجنّب القيل والقال، والخوض في أحاديث لا فائدة منها، فالصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل مدرسة أخلاقية وتربوية تهدف إلى تقويم سلوك المسلم.
☘️ عدم الإسراف: درّب نفسك من الآن على عدم الإسراف في الأكل والشرب، وابتعد عن الأسواق قدر الإمكان في رمضان. يمكنك شراء احتياجات المنزل مسبقًا، ولكن دون تبذير.
☘️ تنظيم الوقت : اجتهد في إدارة وقتك، ومتابعة أعمالك، ومحاسبة نفسك، حتى لا تضيع منك لحظات رمضان الثمينة.
نسأل الله عز وجل أن يبارك لنا فيما تبقى من شعبان، وأن يبلغنا رمضان وجمال لحظاته ونحن في أحسن حال، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، وأن يتقبله منا قبولًا حسنًا. اللهم آمين يا رب العالمين ..
ودمتم سالمين 🌸
