16/12/2025
مع كامل الاحترام والتقدير لسيادتكم، فإن بلدة إيتزر في الآونة الأخيرة لم نعد نعرف منها سوى الإقصاء والتهميش. صحيح أن هناك مشاريع تم إعدادها، لكن للأسف لم يتم الوصول بها إلى المبتغى المنشود. فإيتزر، هذه البلدة الهادئة، لا تزال تعاني من خصاص واضح في أهم المجالات، وعلى رأسها النقل العمومي.
كيف يعقل أن نتحدث عن فك العزلة عن الدواوير، في حين أن إيتزر نفسها تعيش العزلة؟ والدليل على ذلك أن أي شخص يرغب في السفر يُجبر على التوجه إلى دوار والغ من أجل ركوب الحافلة، وهو أمر يبعث على السخرية والأسف في آن واحد (مدينة “على قدّها” ويجب التنقل بين الدوار قصد تنقل هههههههههههههه).
هل يعقل أن جماعة يفوق عدد سكانها 10 آلاف نسمة لا تتوفر على محطة طرقية، ولا على مقر للوقاية المدنية، ولا على مشاريع حقيقية تساهم في التنمية البشرية؟ خاصة وأن منطقة إيتزر تتميز بمجال غابوي شاسع، من شأنه أن يساهم بقوة في تنمية السياحة المحلية، غير أن البعض للأسف يركز على ما هو ثانوي قبل الاهتمام بما هو أساسي.
صحيح أن إيتزر عرفت بعض التقدم في مجالات محدودة، كالمجال الرياضي بنسبة يمكن تقديرها بحوالي 70٪، غير أن ملاعب القرب لا تزال لم تُنجز بعد. أما المجالان الصحي والتعليمي فما زالا يعرفان تراجعا مقلقا، في حين أن المجال السياحي لا يتجاوز 0٪، رغم توفر المنطقة على مؤهلات طبيعية جد خلابة، كالغابات وبحيرة أكلمام سيدي علي.
أما النقل العمومي، فهو في وضعية يرثى لها، إذ إن الوصول إلى مركز إيتزر أو مغادرته أصبح معضلة حقيقية تتطلب حلا استعجاليا. لقد مرت عقود من الزمن، ولا أحد ينصت لمعاناة ساكنة إيتزر، التي للأسف لم تعد تعلم إلى أي إقليم تنتمي، ولا إلى أي جهة تصنف.