12/11/2025
فاطمة الزهراء ماءالعينين تكتب: نقطة نظام
ونحن نعيش على إيقاع اللحظة التاريخية التي اقتنع فيها المنتظم الدولي بنجاعة المقترح المغربي بالحكم الذاتي تحت السيادة الوطنية المغربية.
أريد أن أعلق على بعض الأفكار الراكدة والخلفيات الجامدة التي تحتاج إلى تحريكها:
هناك فكرة ثابتة وسائدة، عند أغلب شرائح المجتمع (باستثناءات نادرة )مهما اختلفت المستويات العلمية و الثقافية والمادية، وهي أن مواطني الشمال ضحوا بالغالي و النفيس من اجل أهل الصحراء الذين يتمتعون بالامتيازات والعام زين “وزايدينها بالضصارة”…
سيداتي سادتي، اولا عندما نتحدث عن “الصحراء ” فالأمر يتعلق بساكنة المنطقة والتي تضم نسبة من أبناء القبائل الصحراوية، والجزء الأكبر هم من ساكنة المنطقة ( زيادة وخلوق ) ولكنهم قادمون من مناطق مختلفة من المغرب، تماما مثل حديثنا عن ساكنة الرباط او الدار البيضاء او تطوان…
هناك مواطنون من أصول واعراق واثنيات مختلفة ومن الصعب، بل من المستحيل أن تجد في أية مدينة أو منطقة، أبناءها الأصليون فقط. هذا هو الوضع الطبيعي.
ثانيا :الصحراويون، وساكنة المنطقة عموما، ليسوا كائنات فضائية، هم مواطنون مثل غيرهم في المناطق المغربية الأخرى، بينهم كفاءات علمية، ومنهم أشخاص قادمون من الريع، ومنهم أناس احرار منضبطون اخلاقيا، ومنهم خونة ووصوليون، منهم وطنيون صادقون وبعضهم تجار حرب، منهم علماء و فقهاء وقضاة و أطباء واساتذة في مختلف المجالات ومنهم جهلاء يقتنصون الفرص للوصول الى المناصب. منهم سياسيون نبلاء وبعضهم فاسدون..تماما مثل أي بقعة من الوطن.
ثالثا– منطقة الصحراء منطقة غنية جدا بالثروات الطبيعية، وتساهم اقتصاديا بالفوسفاط و الثروات البحرية الى غير ذلك من الموارد البشرية الهامة و المشاريع الاقتصادية…والقادم أجمل وأكبر ان شاء الله، تماما مثل كل منطقة في المغرب لها ثرواتها تساهم في اقتصاد الوطن ، وبالتالي اي حديث عن التنمية في الأقاليم الجنوبية يجب ان يكون في الإطار العام للتنمية التي يعرفها المغرب عموما.
هناك أوراش طول السنة في مناطق مختلفة ونرجو أن تطال كل شبر في الوطن. هل المغرب اليوم بمنجزاته الكبرى، هو مغرب الأمس؟ هل مدن وقرى الستينيات والسبعينيات، هي نفسها اليوم؟ لا طبعا وهذا ينطبق على كامل التراب الوطني.
هذا على المستوى الداخلي، أما على المستوى الخارجي، فالحديث عن التنمية الاقتصادية داخل المناطق الجنوبية رسالة قوية، بلغة اليوم-الاقتصاد- وقد حققت كثيرا من أهدافها باستقطاب قوى سياسية واقتصادية دولية مهمة.
رابعا: شيء جميل أن نقف في هذه اللحظة التاريخية عند شهداء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الوحدة الترابية، ولكن يجب التنبيه و الاشارة الى أن الجيش المغربي الذي حارب من أجل القضية الوطنية كان يضم جميع أبناء الوطن و رجالاته من مختلف المناطق وفي مقدمتهم أبناء الصحراء، الذين كانوا في الصفوف الأمامية وقدموا ارواحهم في سبيل الوطن، رغم أن الجهة الأخرى كانت تضم إخوة وأبناء عمومة ولكنهم لم يترددوا. وهذه معلومة اعرف أنها غائبة تماما عن كثيرين.
ونحن نعيش على إيقاع اللحظة التاريخية التي اقتنع فيها المنتظم الدولي بنجاعة المقترح المغربي بالحكم ال