10/07/2025
في أعالي جبال أيت بوكماز، كان الشيخ يخطو بثقل الزمن. رجل مسن، يعرج في مشيته، يسند جسده المنهك على عكاز خشبي نحتته السنين كما نحتت قسمات وجهه. لم تمنعه رجله العليلة، ولا الهواء البارد، ولا وعورة الطريق من الانضمام للمسيرة السلمية.
كان يمشي لا ليُرى، بل ليُسمع صوته الصامت. عرجته لم تكن ضعفاً، بل علامة على التحمّل. في كل خطوة، كان يحمل حلم جيل بأكمله، وكرامة أرضٍ أحبها حتى النخاع. نظر إليه الصغار بإعجاب، ورفاق المسيرة بانحناءة احترام، فهو لم يأتِ فقط ليشارك... بل جاء ليُعلّم."