
04/07/2025
بنكيران وإيران … حينما تتحول الخرجات الصبيانية إلى تهديد لوعي المغاربة
أيها المغاربة بنكيران اليوم يقول لكم أنه ابن إيران ويعتز بذلك ويقول لكم أيضاً لا تعبروا عن رأيكم، ولا تعارضوه، وصف الجميع ب" الحشرات"، و "العملاء"، وقال من أنتم لتعارضوه ألا تستحيون؟
في خرجة جديدة لا تقل عن سابقاتها من حيث التهور وغياب المسؤولية السياسية، خرج علينا عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية من جديد، ليواصل مسلسل الاستفزاز والتخوين، مطلقًا اتهامات ثقيلة في حق جزء كبير من المغاربة، واصفًا إياهم بـ”الحشرات” و”العملاء لإسرائيل” بل و”إخوان اليهود” فقط لأنهم خالفوه الرأي، ورفضوا تأييده الأعمى والغير محسوب لحرب إيران ضد إسرائيل.
خرجة بنكيران هذه، التي تعكس تخبطًا سياسيًا واضحًا، لا يمكن أن تُفهم إلا ضمن سياق الإفلاس الخطابي الذي يعيشه الرجل منذ خروجه من رئاسة الحكومة، وعودته إلى قيادة الحزب في مرحلة ما بعد السقوط المدوي في انتخابات 2021. فبدل أن يقدم خطابًا عقلانيًا يعالج القضايا الوطنية من موقع النضج السياسي، يصر بنكيران على الغوص في خطاب شعبوي عاطفي قائم على الترهيب الديني والتخوين المجتمعي، وكأن حرية التعبير لم تُنتزع في هذا البلد بفضل نضالات طويلة لمواطنين وفاعلين آمنوا بحق الاختلاف.
إدخال الملك في كل “خرجة” غير محسوبة
وما يثير الاستغراب وربما القلق هو إصرار بنكيران على حشر المؤسسة الملكية في كل خرجة سياسية أو خطاب عاطفي يطلقه، وكأنها درع يستعمله ضد أي نقد أو رد فعل أو تعبير عن رأي، في محاولة يائسة لإسكات الأصوات المنتقدة. فبنكيران يرفض بشكل قاطع أن يُرد عليه، مدعيًا أن من يفعل ذلك “لا يحترم الملك”. وهو ادعاء باطل ومضلل، لأن الملك، كمؤسسة دستورية، لا علاقة له بمواقف فردية أو حزبية، خاصة إذا كانت خارجة عن السياق الوطني والمصالح العليا للبلاد.
تجاهل تام للواقع الدولي
ما يثير السخرية أكثر هو أن بنكيران رغم ادعائه المعرفة المطلقة بخبايا العالم و”ما يجري وراء الكواليس” يبدو بعيدًا كل البعد عن التحولات الجيوسياسية المعقدة التي يشهدها العالم. فتصوير إيران وكأنها “حاملة راية الحق”، وتبرير عدوانها على إسرائيل، يتناقض تمامًا مع الموقف المغربي الرسمي الذي يقوم على الاعتدال والاتزان في العلاقات الدولية جمعاء، ورفض الانجرار خلف الصراعات الطائفية والإيديولوجية التي يحترفها بنكيران اليوم بخرجاته.
استغلال الدين في غير موضعه
ومن المقلق أيضًا أن بنكيران لا يتردد في استغلال القرآن ويوم القيامة والجنائز لتخويف المواطنين الذين يخالفونه الرأي وتكميم أفواههم حتى يتمكن من الوصول الى ما يسعى إليه وهو غسل عقول المغاربة ليصوتوا لحزبه من جديد وخير دليل على ذلك هو أرجع لينا أسي بنكيران راه هادو هلكونا !، وفقط لأن مخالفيه يعبرون عن آرائهم بحرية. وهذا سلوك انتهازي وغير أخلاقي، لأنه يُقحم المقدس في النقاش السياسي، ويحول الاختلاف في الرأي إلى صراع ديني وأخلاقي، في حين أنه مجرد تعبير عن رأي مشروع في قضية دولية معقدة يشهدها العالم اليوم.
إلى متى هذا العبث؟
إن ما يقوم به بنكيران اليوم لا يُخدم الديمقراطية، ولا يُعزز قيم الحوار والاختلاف التي تحتاجها البلاد أكثر من أي وقت مضى. بل يُضعف العمل السياسي ويغذي ثقافة التخوين والاصطفاف الأعمى. فالمغاربة ليسوا “حشرات” أسي بنكيران ولا “عملاء”، بل مواطنون أحرار لهم الحق في التعبير عن آرائهم دون أن يُرمى بهم في مزبلة الخطابات المأزومة ومن تقول أنه يتلقى الأموال ليرد عليك ويعبر عن رأيه فأخرج وافضحه بإسمه او قدم دلائلك في حقه إلى السلطات لتقوم بواجبها وإلا فأجلس وتحدث بتوازن وتقبل النقد وحرية التعبير لأنك من إختار السياسة والسياسي يكون دائما موضوع نقاش في وسائل الإعلام.
لقد آن الأوان لأن يُدرك بنكيران أن زمن الشعارات الشعبوية قد ولى، وأن المغرب في حاجة إلى ساسة ناضجين، لا إلى خطباء منابر يُتاجرون بالعواطف ويستغلون الدين لأغراض حزبية ضيقة لمهاجمة الناس ووصفهم "بالحشرات" و "العملاء" و "المرتزقين" مع أن الغريب في الأمر هو أن بنكيران يوظف في كل خرجاته الدين والقرآن والحساب ألا يجب أن ينأى عن إتهام الناس بالباطل.
مهرجان موازين
قال بنكيران مهاجما مهرجان موازين، أن هذا الوقت ليس وقت إقامة المهرجان وأن هناك جهات عليا لها نفوذ قوي وتقف وراء موازين رغم أنه كعادته لم يسمي أحد ولم يشر إلى هذه الجهات لأنه دائما ما يوظف جملته الشهيرة (العفاريت والتماسيح) حتى يبقى المغاربة في متاهات نظرية المؤامرة وأن هناك أيادي خفية تتحكم في مستقبل البلاد ومصالح الشعب.
كشـ365-الرباط