الدنيا دوارة

الدنيا دوارة أنـا وحـظـي مـتـفـاهـمـان ، أنـا أعـلـم أنـه سـيء
وهـو يـعـلـم أنـي لا أعـتـمـد عـلـيـه ~ !!
(58)

23/04/2025

إخوة الإيمان:
إن من الكليات التي جاء الإسلام لحفظها، وأرسل الله الرسل وأنزل الكتب والشرائع لصيانتها، الضرورياتِ الخمسَ: الدينَ والنفسَ والعقلَ والعرضَ والمالَ، باعتبارها مقوماتٍ لا تقوم الحياة إلا بها وعليها، ولا يمكن العيش بدونها. قال الإمام الغزالي رحمه الله: «إن مقصود الشرع من الخلق خمسة: أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم، فكل ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعها مصلحة".(المستصفى: 1 ص 287).
فأول ما يجب حفظه هو الدين، الذي ارتضاه الله لعباده، وهو دين الإسلام الذي جعله الله أساس القبول فقال سبحانه: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو في الاخرة من الخاسرين) (آل عمران: 84) وقال: (إن الدين عند الله الاسلام) (آل عمران: 19)، والإسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين، دين سيدنا آدم ونوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب ويوسف وموسى وعيسى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وما من نبي بعثه الله إلا وسأل الله أن يتوفاه مسلما، فقال سبحانه عن سيدنا إبراهيم ويعقوب عليهما السلام: (وأوصى بها إبراهيم بنيه، ويعقوب يابني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون) (البقرة: 131)، وقد تكفل الله بحفظ دينه وكتابه وشرعه في كل زمان ومكان. (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) (الحجر: 9). كما دعا الله عباده إلى حفظه، وذلك بالتدين وفق منهجه، عقيدة وعبادة وشريعة وأخلاقا وسلوكا ومعاملة وحياة، فهو دين يشمل حركات الناس كلها، يشمل أنفاسهم، ومشاعرهم وخواطرهم، وأقوالهم وأعمالهم، وسوف يجزون عن كل ذلك، كما قال سبحانه: (فمن يَّعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراٗ يَرَهُۥۖ وَمَنْ يَّعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٖ شَرّاٗ يَرَه) (الزلزلة: 8-9)، كما يكون حفظ الدين بإبطال شبهات أعدائه، ورفع زيغ الزائغين، وكذب المفترين، وتحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين" (البزار، الطبراني، البيهقي)، وأخطر الآفات المهلكة للدين: مخالفة أمره ونهيه، وذلك باتباع الهوى ونزغات الشيطان، فالمعاصي من مهلكات الدين ومفسداته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "دب إليكم داء الأمم قبلكم: الحسد والبغضاء، هي الحالقة، لا أقول تحلق الشعر، ولكن تحلق الدين، والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أنبئكم بما يُثَبِّتُ ذلك لكم؟ أفشوا السلام بينكم" (سنن الترمذي)
فالدين يحفظ بفعل الأوامر واجتناب النواهي، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم، فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم" (صحيحا البخاري ومسلم) وإذا حفظ العبد دين ربه بفعل أوامره واجتناب نواهيه، استحق محبة الله له، مصداقا لقوله تعالى في الحديث القدسي الجليل: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما ‌افترضت ‌عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه،" (صحيح البخاري)، وإذا استوجب العبد محبة الله ظهرت آثار المحبة عليه، وهذه الآثار بينها سبحانه في قوله: "فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه" (صحيح البخاري). والمقصود أن من اجتهد بالتقرب إلى الله بالفرائض ثم بالنوافل، قربه الله إليه ورقاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان، فيصير يعبد الله كأنه يراه، فلا تنبعث جوارحه إلا بما يحبه مولاه، فإن نطق لم ينطق إلا بما يرضي الله، وإن سمع لم يسمع ما يسخط الله، وإن نظر لم ينظر إلى ما حرم الله، وإن بطش لم يبطش إلا لله، وهكذا في سائر الجوارح يحفظه الله من الوقوع في المعاصي والمحرمات، وهذه هي درجة الرشد التي أخبر الله عنها في سورة الحجرات: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان، أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة، والله عليم حكيم) (الحجرات: 7-8).
معشر الكرام: والأصل الثاني الذي أمر الله بحفظه، هو حفظ النفس، وذلك بتجنيبها الآفات المهلكة لها، سواء كانت الآفات معنوية، أو مادية، فالمعنوية: اتباع الشهوات والشبهات، والوقوع في المعاصي والسيئات، وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم سبع موبقات مهلكات للنفس فقال: "اجتنبوا السبع الموبقات". قيل: يا رسول الله! وما هن؟ قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل مال اليتيم، وأكل الربا، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات" (صحيحا البخاري ومسلم)، وأما الآفات المادية التي يجب حفظ النفس منها، فهي الأمراض بمختلف أنواعها، وذلك باتخاذ أسباب الوقاية منها، وأسباب الشفاء إذا أصيبت بها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " "تداووا، فإن الله عز وجل لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد الهرم" (سنن أبي داود). كما يكون حفظ النفس بتجنيبها المحرمات التي تنخر جسم الإنسان، من المخدرات والمسكرات والدخان، وإني لأعجب من إنسان يتناول الدخان وهو مكتوب عليه: "مضر بالصحة"، يعني أنه يحكم على نفسه بالهلاك عفانا الله وإياكم منه، وعفا جميع المبتلين به، وأخطر المهلكات للنفس الاعتداء عليها بالقتل أو بأي نوع من الإذاية، وقد اعتبرت الشريعة قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعا. فقال سبحانه: (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) (المائدة: 34) بل جعل الله سبحانه وتعالى مصير من قتل نفسا بغير حق جهنم عياذا بالله، فقال سبحانه: ﴿ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) (النساء: 92). هذا لمن يقتل مؤمنا واحدا فكيف بمن يقتل العشرات والمئات والآلاف من الأبرياء؟ كيف بِمن يروع المسلمين؟ ويرمل النساء؟ وييتم الأطفال؟ فيالها من جريمة نكراء تقشعر منها الأبدان وتنفطر لها القلوب، وَتوجب لأصحابها الخزي والعار والشنار في الدنيا والآخرة.
حفظنا الله وإياكم من كل كبيرة، ووقانا وإياكم من كل معصية، وجعلنا وإياكم ممن يحفظون دينهم ونفوسهم وعقولهم وأعراضهم وأموالهم.
الدنيا دوارة

_ *تَخَيَّـࢪُوا الصُّحْبَـةَ الصَّالِحَـةَ*  *قَاݪَ الْعَلّامَـةُ السَّعْـدِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :*  *صُحْبَـةُ الْأ...
23/04/2025

_
*تَخَيَّـࢪُوا الصُّحْبَـةَ الصَّالِحَـةَ*
*قَاݪَ الْعَلّامَـةُ السَّعْـدِيُّ - رَحِمَهُ اللَّهُ - :*

*صُحْبَـةُ الْأَخْـيَاࢪِ تُوَصِــلَ الْعَبْـدُ إِلَى أَعْـلَى عِلِّيِّيـنَ ، وَصُحْبَـةُ الْأَشْــرَارِ تَـوَصِلُهُ إِلَـى أَسْـفَلِ سَافِلِيـنَ.*💎🌸

*الزم القرآن ليلًا ونهارًا، لا تبخل عليه بوقتك ولا بمجهودك، فكلما اعطيته سيُعطيك، وكلما أكثرت من ملازمته وصُحبته سيُعطيك...
23/04/2025

*الزم القرآن ليلًا ونهارًا، لا تبخل عليه بوقتك ولا بمجهودك، فكلما اعطيته سيُعطيك، وكلما أكثرت من ملازمته وصُحبته سيُعطيك من أسراره وعلومه، وتذكّر أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.🌿🫧*

04/10/2024

*﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾*💎🌸

29/09/2024

*`‏﴿ فأرَدْنا أن يُبْدِلَهُما ربُّهما خيراً منه ﴾`*

*ليس كل مانفقده يعد خسارة، قد يريد الله تبديل النعم بخير منها.💎🌸*

27/09/2024

*يـَ صاحبي:-*

*- إنّمَا السَّلامَةُ بَعد عُبور الصِّراط، وَالعَافِية بَعد دُخول الجَنَّة💎🌸.*

25/09/2024

*`حــــــــــــديث`*

*عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه* :

*عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو به في صَلَاتِي، قالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ* ".

*[📙رواه البخاري \6326]*💎🌸

*‏«والصُّبْـحِ إذَا تَنَفـسَ»* *"سُبحانَ مَن تنفَّس الصُّبحُ بأمرِه ،**وتوزَّعت الأرزاقُ بفضلِه!*💎🌸`
14/09/2024

*‏«والصُّبْـحِ إذَا تَنَفـسَ»*

*"سُبحانَ مَن تنفَّس الصُّبحُ بأمرِه ،*
*وتوزَّعت الأرزاقُ بفضلِه!*💎🌸`

28/08/2024

راحه نفسيه ❤️

Address

Marrakesh

Website

Alerts

Be the first to know and let us send you an email when الدنيا دوارة posts news and promotions. Your email address will not be used for any other purpose, and you can unsubscribe at any time.

Share