
09/07/2025
لمحبي الفانتازيا والأساطير القديمة
🎇سلسلة جديدة
🔮 أساطير ميرلان: ما لم يُروَ عن الساحر الأعظم
قبل أن يكون مستشار الملوك…
وقبل أن يُعرف بـ"سيد النبوءات"…
كان هناك طفلٌ وُلد من خطيئة الضوء والظلام.
في هذه السلسلة، نعيد فتح لفائف الزمن لنحكي لكم قصصًا لم تُكتب بعد، عن ميلاد ميرلان، وعن أسرار تحجّرت في صمت الغابات والنجوم.
📜 كل قصة قصيرة، مشوقة، ومليئة بالغموض والمجازفات.
---------------------Stories &Tales-----------------
(الأسطورة الأولى - ما قبل ميلاد ميرلان)
الفصل الأول: النور الذي رأى الإنسان
في زمانٍ لم تُدوَّن أيامه بعد، حين كان الزمن لا يزال يتلعثم في نطقه الأول، عاشت نيمورا.
لم تكن بشرًا، ولا شيطانًا، بل كيانًا نُسج من خيوط النور الأول.
تسكن ما يُعرف بـ"الضفة العليا"، عند ينابيع الزمن السبعة، حيث تُغنّى أنغام الخلق وتُنسَج مسارات النجوم.
نيمورا كانت من "سلالة الماء السماوي"، جنية عُليا تحفظ توازن الطيف، لا تحس ولا تحلم، بل تُنفّذ وصايا الكون دون تردد.
لكن في مساءٍ منسي، وبينما كانت تراقب مسارات الضوء عبر أغصان شجرة أزليا المقدّسة، شاهدت جسدًا بشريًا يزحف على حدود الضباب.
كان ذلك مستحيلًا… البشر لا يصلون إلى هناك.
وحده هذا الرجل، بعيونه المغسولة بالحزن ودرعه المشقوق، اخترق الحاجز الفاصل بين العالمين.
اسمه كان ليوناس.
جندي ضائع في حروب البشر، لكنه لم يكن كغيره.
كان يحمل شيئًا ما… شيئًا لا اسم له.
حين اقتربت نيمورا منه لتعيده إلى موته، التفت نحوها وسأل:
> "من أنتِ؟ هل أنتِ نجمة أم حلم؟ أم نهايةٌ جاءتني متأخرة؟"
كان يفترض أن تصمت.
لكن صوتًا داخلها خرج دون إذن من قوانين العرش:
> "اسمي… نيمورا."
ولمجرد نطقها، ارتجّت جدران الضفة العليا، واهتزّت ينابيع الزمن.
منذ ذلك المساء، لم تعد نيمورا تتصرف كما يجب.
كانت تغيب في شقوق الضوء، تتعقب ليوناس في خطواته عبر العوالم.
شعرت بشيء لا يُحتمل… رغبة، نار خفيفة لم تُخلق لتُطفأ.
ولأول مرة منذ بدء الخلق، أحبت.
---
الفصل الثاني: عهد لا يُغفر
كان الحب بين جنية عليا وبشريٍّ مرفوضًا.
لا لأن النواميس تمنعه فقط، بل لأن الدم لا يتحمّل مزج النور بالتراب.
لكن نيمورا أرادت أكثر من الحب.
أرادت طفلًا.
وكي تُحقق ما لا يُمكن، ذهبت إلى أطلال "نويز تيرن"، أقدم معبد في الضفة المظلمة.
هناك، نادت باسمٍ لا يُذكر في الأغاني: ڤالدوريم.
خرج لها من الضباب ظلٌّ لا شكل له، صوته يشبه صدأ الزمن.
كان تاجر رغباتٍ محظورة، منفيًّا منذ الطوفان الأول.
قال لها:
> "تريدين خرق التوازن؟ إذًا اسمعيني: سأمنحك طفلك، لكن بثمن."
قالت: "أيّ ثمن؟"
ردّ:
> "ابنك سيكون من نورك ونار إنسانك.
سيحمل شعلتي القديمة… لكن قلبه لن يكون لك وحدك.
حين يولد، سيحمل داخله صراعًا لا نهاية له.
وستبقين تجهلين: هل سيُخلّص هذا العالم؟ أم يدمّره؟"
وافقت.
وفي تلك اللحظة، زأر الزمان القديم… وسقطت شجرة أزليا، للمرة الأولى منذ الخلق.
في اليوم التالي، اختفى ليوناس.
لم يُعثر على جسده أبدًا. قيل إنه عاد إلى رماده الأول.
أما نيمورا، فبدأ جسدها يغيّر طبيعته.
صارت ترى بعينين بشريتين وتحلم أحلامًا لم تكن تعرفها.
لكن قوى عرش الماء لاحظت التغير.
اجتمعت الجنيات الأعلى لمحاكمتها.
أرسلوا لها استدعاءً من الضوء النقي، لكنّه لم يصل.
ففي الليلة التي انطفأ فيها القمر واختفى صدى النجوم من السماء،
اختفت نيمورا.
قيل إنها اختبأت في رحم الأرض،
قيل إنها حملت جنينها عبر "قبو البرق"، بوابة ما بين العوالم،
وقيل… إنها ذابت في جسد الجنين نفسه، ليحمل شيئًا منها لا يموت.
ومنذ تلك الليلة، وُلدت نبوءةٌ مجهولة المصدر، تُهمَس على لسان الريح:
> "حين يُولد ابن العهد المكسور…
سينكسر الزمن،
ويُبعث السحر الذي لا يُغفر."
ولم يكن ذلك الطفل سوى… ميرلان.
يتبع............