14/07/2025
بيان توضيحي بشأن انسحابي من العمل الجمعوي
انسحاب من العمل الجمعوي، لم يكن وليد لحظة، بل نتيجة لتراكمات وتجارب عشتها في الميدان، جعلتني أصل إلى قناعة أنني لم أعد أستطيع الاستمرار في مسارٍ تغيب فيه الرؤية الحقيقية لخدمة الصالح العام.
لقد قدمت ما استطعت، وضحيت بوقتي وجهدي، وابتعدت عن شؤوني الشخصية، فقط من أجل أن أُسهم في إعطاء صورة إيجابية عن هذه المنطقة العزيزة، ومن أجل تحقيق مشاريع تنموية تبقى وتفيد، لا أن تزول في لحظة تصفيق.
لكن للأسف، وجدت نفسي محاطاً بعقلية لا تفكر سوى في الزرود والحفلات والمظاهر، وكأننا في زمن الرفاه، والحال أننا لا زلنا نفتقر إلى أبسط مقومات العيش الكريم:
ما زلنا ننتظر المرافق الرياضية، والتنمية الفعلية.
الزرود تُقامها الشعوب التي تجاوزت مرحلة الحاجيات الأساسية، أما نحن، فما زلنا بحاجة إلى الكثير لنقف على أقدامنا.
الاحتفال الذي أُقيم مؤخرًا صُرفت فيه أموال كان يمكن أن تُستثمر في إصلاح ملعب، أو تهيئة مكان دائم يخدم الساكنة، أو دعم شباب المنطقة بمشاريع مدرة للدخل.
لكن للأسف، ضاعت في يوم واحد لأجل التصفيق، ثم انتهى كل شيء.
هل أصبح هدفنا هو أن تُقال "القبيلة أقامت احتفالاً"؟
ألهذا الحد أصبح المظهر أهم من الجوهر؟
وهل سنظل نضحك على أنفسنا، بينما حاجات الناس تتراكم؟
أنا لست من هذا النوع من الأشخاص.
لست ممن يتلذذ بالولائم على حساب مصلحة البلاد، ولا ممن يبتهجون بالمظاهر، بينما الحقيقة تُخفي واقعاً صعباً ومؤلماً.
لهذا أعلن انسحابي بكل وضوح وراحة ضمير.
من أراد أن يصفق، فليفعل.
أما أنا، فضميري لا يسمح لي أن أكون شاهداً على هدر المال والفرص.
وأختم رسالتي بقول واحد:
التنمية لا تكون بزردة، بل بالمواقف، بالتضحية، وبالعمل الحقيقي.
والله الموفق.🙏