11/09/2025
في خضم فاجعة حرائق أكدز التي أتت على أجزاء واسعة من الواحات وخلفت خسائر طبيعية واقتصادية جسيمة، برز صوت الطالب بلال بوغاز، شاب من أبناء المنطقة، اختار أن يخاطب العالم بلغة يفهمها الجميع: اللغة الإنجليزية. لم يكن هدفه الشهرة ولا الادعاء، بل كان يسعى إلى نقل معاناة الساكنة ورسالة أكدز إلى أبعد مدى، ليعلم الآخرون أن ما يحدث هنا ليس مجرد خبر عابر، بل قضية بيئية وإنسانية تستحق أن تسمع.
لكن المؤسف أن بعض أبناء المنطقة بدل أن يصفقوا له ويدعموه انشغلوا بالسخرية والاستهزاء، وكأن الحديث بالإنجليزية جريمة، أو كأن الطموح عيب أي منطق هذا؟!
ألم ندرك بعد أن الأمم تتقدم بدعم أبنائها، لا بتحطيمهم؟! أليس الأولى بنا أن نساند كل مبادرة إيجابية ترفع اسم أكدز عاليا، بدل أن نحاربها ونستهزئ بها؟
الحقيقة أن ما قام به بلال ليس بالأمر البسيط، بل خطوة مهمة تظهر أن شباب أكدز قادرون على التعبير عن قضايا منطقتهم أمام العالم، وقادرون على أن يكونوا صوتا مسموعا خارج الحدود. بينما الذين سخروا منه، لم يقدموا شيئا سوى كشف ضيق أفقهم، وعرقلة كل محاولة جادة للخروج من دائرة التهميش.
إن الاستهزاء من مبادرات شبابنا لا يضر بهم وحدهم، بل يضر بالمنطقة كلها. فمن يضحك على بلال اليوم، إنما يضحك على أكدز بأكملها، ويطفئ بيده آخر بصيص أمل في أن يكون لنا شباب واثق، مبادر، وواع بدوره تجاه مجتمعه.
بلال لم يرتكب خطأ، بل جسد معنى الطموح والشجاعة. أما العيب الحقيقي، فهو أن نستهزئ بمن يحاول خدمة قضيته، ونصمت عن من يكتفون بالمشاهدة.
فلنقف مع شبابنا، ولنرفع أصواتنا معهم، بدل أن نسكتهم بالضحك والاستهزاء. لأن مستقبل أكدز لن يُبنى على أكتاف العاجزين، بل على عزيمة الطموحين.