
30/07/2025
الآية القرآنية التي ختم بها جلالة الملك محمد السادس، ،خطابه السامي بمناسبة عيد العرش هي:
"فليعبدوا رب هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف."
(سورة قريش، الآيتان 3–4)
"ربّ هذا البيت..."
ليست آية تُختم بها الكلمات، بل هي ميزان تُوزن به الدول، وتُقوَّم به الشعوب.
وقد اختارها أمير المؤمنين، حفظه الله، في ختام خطابه، لا تبركًا فحسب، بل ليقيم بها حجة العقل والضمير، ويذكّر الأمة بما به تستقيم الأحوال وتُحمى النعم.
فمن أطْعَمه ربُّ هذا البيت من جوع، وآمَنه من خوف، لزِمه أن يعرف قدر النعمة،
وأن يُقيم العدل قبل أن يطلب التنمية،
وأن يصون الكرامة قبل أن يشيّد البنيان.
وفي سياق خطابٍ ملكي عدد المكاسب، واستعرض الإنجازات،
لم تكن الآية زينة بلاغية، بل تذكيرًا بمن يملك المفاتيح كلها:
مفتاح الأمن، ومفتاح الرزق، ومفتاح الاستقرار.
الخطاب قال الكثير عن المشاريع، عن القطارات السريعة، والمناطق الصناعية، والجهوية المتقدمة…
لكن حين ينطق اللسان الشريف بقوله تعالى:
"فليعبدوا رب هذا البيت…"
فهو يردّ العاقبة إلى العبادة، والوفاء، والمسؤولية أمام الله أولًا.
تلك ليست دعوة دينية فحسب من جلالته،،
بل عقد اجتماعي رباني، يُلزم الدولة كما يُلزم المواطن،
بأن يُبنى المغرب كـ"بيت"، لا كـ"شركة"،
وأن يُدار كـ"أمانة"، لا كمجرد "إدارة".