
16/08/2025
انعقدت في ألاسكا قمة جمعت الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، في ظرفية دولية دقيقة باستمرار الحرب في أوكرانيا التي انطلقت خلال فترة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن. هذه الحرب كلّفت الولايات المتحدة مليارات الدولارات في إطار دعمها العسكري والمالي لكييف، كما أثقلت كاهل الدول الأوروبية التي صرفت بدورها إمكانات مالية وعسكرية هائلة دفاعًا عن أوكرانيا.
في هذا السياق، أبان الرئيس ترامب عن دبلوماسية مباشرة وواقعية، تمكّن من خلالها من فرض نفسه كقوة مركزية في مسار البحث عن حل، وجعل من روسيا طرفًا مباشرًا في الحوار، بينما حصر أوروبا في موقع المتفرج، دون قدرة على التأثير في مجريات القمة أو صياغة مخرجاتها.
غير أن القمة لم تُظهر فقط محدودية الدور الأوروبي، بل كشفت أيضًا عن بروز عواصم جديدة رعت أغلب الحوارات الإقليمية والدولية، وأسهمت بشكل غير مباشر في تسهيل مساعي واشنطن نحو إعلان مصالحات كبرى. فقد استضافت دولة الإمارات لقاءً تاريخيًا جمع الرئيسين الأرميني والأذربيجاني، فيما ساهمت قطر في التوصل إلى اتفاق مهم في ملف الكونغو، كما برز الدور السعودي في الوساطة من أجل إتمام عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا.
إن هذه الدينامية الجديدة تعكس تحوّلًا ملحوظًا في مراكز صناعة القرار الدولي، حيث لم يعد المشهد محصورًا بين واشنطن وبروكسيل وموسكو، بل انخرطت قوى إقليمية صاعدة في لعب أدوار مؤثرة، وهو ما يعيد تشكيل موازين القوة ويطرح تساؤلات حول مستقبل الترتيبات العالمية المقبلة.
#أمريكا #ترامب #بايدن #بوتين #روسيا #أوكرانيا #كييف #واشنطن #أوروبا #موسكو #السعودية #الرياض #قطر #الدوحة #الإمارات